لأول مرة في تاريخ الدوري الممتاز لكرة القدم تخلو المسابقة من أندية الإسكندرية صاحبة التاريخ الطويل بدايةً من نادي الترام ومروراً بالاتحاد والكروم والأوليمبي وسموحة، ففي السنوات التي هبط فيها "زعيم الثغر" تواجدت أندية أخرى مثلت الأندية السكندرية في الدوري، والعكس صحيح.. الأمر الذي ضمن تواجد الإسكندرانية في دوري الأضواء والشهرة، إلا أن الدوري الممتاز المقبل سيخلو تماماً من الأندية السكندرية، أو حين إشعار آخر؛ فعلى الرغم من تواجد حرس الحدود التابع للمنظمة العسكرية، إلا أنه لايمتلك الشعبية الجارفة والتاريخ الطويل الحافل بالإنجازات كما هو حال "زعيم الثغر" وسيد البلد؛ ينضم إلى الناديين السابقين المقاولون العرب "ذئاب الجبل" الذي لم يقدم أي شيء يستحق به البقاء في الدوري الموسم المقبل، حيث ظهر منذ البداية بمستوى أقل من المتوقع بكثير، ولعل هبوط الأندية الشعبية يفتح الملف الشائك؛ وبالرغم من وضوح الرؤية في الأندية الهابطة إلا أن عراقتهم البطولية ولا سيما "زعيم الثغر" دفعت الجماهير إلى المطالبة بإلغاء الهبوط هذا العام حتى لاتخلو المسابقة المقبلة من الأندية السكندرية. فيقول د. عفت السادات رئيس نادي الإتحاد السكندري إنه كثيراً ما طالب بإلغاء الهبوط هذا العام نتيجة الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد في الفترة التي أعقبت ثورة يناير وحالة الانفلات وعدم الاستقرار التي أدت إلى توقف الدوري قرابة ثلاثة أشهر بما انعكس سلبياً على الأندية واللاعبين، ويأمل في أن يقدر المسئولون هذه الظروف وإلغاء الهبوط هذا العام وتصعيد الأندية من القسم الثاني ولعب المسابقة المقبلة ب 19 نادياً، لأن هبوط الأندية الشعبية بهذه الصورة يعني أن الدوري لن يكون له طعم بدونها. وأضاف المهندس فرج عامر رئيس نادي سموحة أن النادي مر كغيره بظروف توقف الدوري التي أثرت سلباً على نفسية اللاعبين بما أدى إلى الارتباك وعدم الانتظام، وكانت نتيجة كل ذلك ترك محسن صالح الإدارة الفنية للنادي وبعدها تعاقب على النادي ثلاثة أجهزة فنية كان آخرهم د. ميمي عبدالرازق، وواجهنا عدة صعوبات في دعم الفريق بالمحترفين الذين لم يوافق معظهم على التعاقد مع الفريق نتيجة الحالة الأمنية المتدنية في البلاد؛ وأردف "عامر" بأن التحكيم هذا الموسم كان على أدنى مستوى شهدته الكرة المصرية، وأنه ساهم بقدر كبير في هبوط سموحة بقراراته الخاطئة التي أهدرت علينا مكاسب كبيرة مُنحت لغيرنا كما فعل الحكم "سمير عثمان" في مباراتنا مع الأهلي، ونتيجة هذه الضريبة الباهظة التي دفعتها الأندية هذا الموسم بسبب الظروف التي مرت بها البلاد أناشد المعنينن بالرياضة في مصر أن يلغوا الهبوط هذا الموسم. أما عن الجانب الآخر الرافض لإلغاء الهبوط "بالثلاثة"، فيرى الكابتن حسن الشاذلي الناقد الرياضي أن الأندية الهابطة هذا العام هم أقل الفرق إنتاجاً منذ بداية الموسم؛ حيث ظهرت هذه الأندية بمستوى أقل من المتوقع ولاسيما ناديي الاتحاد والمقاولون نتيجة التغيير الدائم لمجلس الإدارة والجهاز الفني "كل فرقة غيرت أربع مرات هذا الموسم" بما يؤثر سلباً على النواحي الفنية للاعبين نتيجة التدريب على أكثر من طريقة، وإن كان نادي سموحة قد تحسن أداؤه في الدور الثاني ولكن بعد فوات الأوان؛ وأكد "الشاذلي" أنه ضد إلغاء الهبوط تماماً هذا الموسم، فحجة أن البطولة مرت بظروف عصيبة أضرت بالأندية فهي حجة غير مقبولة من مروجيها "الفرق الهابطة" لأن كل الأندية "ال16 ناديًا" كانت متساوية في المرور بهذه الظروف، فليس من المنطق أن تكون هناك فرق بذلت قصارى جهدها للبقاء في الممتاز من خلال الجهد الذي بذله لاعبوها أو مكافآت مالية تم إنفاقها عليهم في سبيل تحقيق هذا الهدف، ثم يتم إلغاء الهبوط، موضحاً أنه في حالة إلغاء الهبوط سيكون ذلك دليل واضح على التخبط الرياضي في مصر، وغلبة الأهواء الشخصية التي تحكم منظومة الكرة، لافتاً إلى أنه حان الوقت لتفعيل المادة 18 من لوائح الإتحاد الدولي للعبة، والتي ستعيد الأندية الشعبية إلى نصابها الحقيقي واللعب مع الكبار في الممتاز. ويتفق فاروق جعفر المدير الفنى لطلائع الجيش أيضاً مع رفض إلغاء الهبوط هذا الموسم، مؤكداً أن هذا القرار سيعيد الكرة المصرية إلى الوراء في الوقت الذي تبحث فيه عن التطور لتلاحق التواكب الذي وصلت إليه كرة القدم في العالم، منتقداًً اتحاد الكرة في عدم الإعلان عن نيته في إلغاء الهبوط من عدمه قبل استئناف مباريات الدوري بعد التوقف، بحيث تكون الصورة واضحة أمام جميع الأندية. وكانت أعداد كبيرة من جماهير الإسكندرية قد احتشدت - الأسبوع الماضى - في وقفة احتجاجية أمام قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر، مطالبة بضرورة إلغاء الهبوط هذا الموسم بعد تأكد غياب فريقيها "الاتحاد وسموحة" عن دورى الأضواء والشهرة في الموسم المقبل؛ حيث قامت الجماهير المعتصمة برفع لافتات وترديد هتافات بشأن تنفيذ مطالبهم بالإبقاء على الناديين السكندريين في الدوري الممتاز، ومنها: "ياسيادة المشير الاتحاد كبير"، "يا رمز الإسكندرية يانادي التاريخ والروايات لن تصبح أبداً ذكريات". ويذكر أنه انضم لصفوف الجماهير في هذه الوقفة الاحتجاجية بعض النجوم الإسكندرانية منهم "علي الجارم، عيد أحمد، يوسف حمدي". أما عن اتحاد الكرة "الصامت" إزاء هذا الموقف، فخرج عزمي مجاهد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد على جماهير الإسكندرية المحتشدة وتحدث معهم وطمأنهم بأن الجبلاية تدرس ملف الهبوط وبقاء فرقهم بالممتاز.