تعيش الكرة السكندرية أصعب فتراتها هذه الأيام بعد التراجع والسقوط المرير بهبوط الاتحاد زعيم الثغر وسموحة إلي دوري النسيان لتبقي الإسكندرية صاحبة التاريخ والإنجازات الكروية الطويلة بلا ممثل شرعي في دوري الأضواء بعد أن هبط الفريقان وسبقهم الأولمبي والكروم ومن قبلهم الترام واليوناني لم يبق إلا الحدود الممثل الزائر للعاصمة الثانية والتي كانت أنديتها الند والخصم القوي في المسابقة. أندية الإسكندرية التي حصلت علي كأس السلطان والتي سميت بكأس مصر وحصلوا عليها أيضاً وكان الأولمبي أول ناد يحصل علي بطولة الدوري من خارج العاصمة عام 66 وخرجت الإسكندرية العديد من نجوم الكرة من سيد ومحمود حودة والصباغ والديبة وفواز وأباظة وفؤاد مرسي وبوبو وشحتة والجارم وعادل البابلي وطلعت يوسف وكروان عمر والعشري.. ونجوم الأولمبي أيمن رشدي والبوري وبكر وسعيد قطب وبدوي عبدالفتاح وعز الدين يعقوب وفاروق السيد نجوم عديدة يحتفي بها التاريخ الذي صنعوه بجهودهم فجأة نضبت ملاعب الإسكندرية وهاجرها أبناؤها ومواهبها لأسباب عديدة أهمها عدم العناية والاحتراف وليس الاحتراف كما اطلق عليه خبراء الكرة السكندرنية وأصبحت العاصمة الثانية أكبر مستورد للاعبين من خارجها فتدهورت أنديتها وسقطت إلي دوري المظاليم. يقول الكابتن إبراهيم الجويني الخبير الرياضي ورئيس نادي الأولمبي واتحاد الكرة الأسبق: الكرة السكندرية تعاني من عدم وجود نجوم بعد أن فرطت مجالس الأندية في اللاعبين المميزين بسبب عدم وجود موارد تدعم الأندية فاضطروا لبيع رأس مالهم والاستعانة بلاعبين أقل مستوي وانتماء للنادي.. فالإسكندرية تعاني من عدم وجود ملاعب لكرة القدم ولم يكن هناك نادي ليس لديه ملعب منذ بدء الدوري كان فيه الاتحاد والأولمبي والترام والسواحل كل ناد يلعب علي ملعبه أين ملاعب الأندية الثلاثة الأولي الآن.. الكرة السكندرية تعاني من الإهمال لابد من عودة مراكز التدريب التي أنشأها الراحل جلال قريطم في بداية الستينيات وكانت سبباً في فوز الأولمبي بالدوري وكانت توفر الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية للناشئين تحت إشراف مدربين دارسين وفاهمين تم إعدادهم بشكل جيد كانت هذه المراكز تستلم الطفل من سن 11 سنة يتعلم 9 مهارات في ثلاث سنوات ويبدأ اللعب تحت 13 سنة. الكابتن الديبة نجم الاتحاد في عصره الذهبي يقول: الكرة السكندرية تأثرت بأشياء كثيرة من أهمها هجرة نجومها إلي خارج الإسكندرية حيث سطوة المال والاهمام هبوط الاتحاد وسموحة نتيجة عدم الاهتمام بكرة القدم كيف تبقي أندية الإسكندرية ولا يوجد في صفوفها لاعبين من الإسكندرية يزيد عددهم علي اصابع اليد الواحدة الاتحاد مثلاً كان يعتمد علي أبنائه منذ أيام السيد حودة فريق كامل من الأساسي والاحتياطي من أبناء النادي اليوم لا يوجد فرصة لأبناء النادي للعب في الفريق وأخذ فرصتهم إضافة إلي تغيير الإدارات الفنية طوال الموسم افقد الفريق الاستقرار إصرار المسئولين في النادي علي الانفراد بالقرارات دون العودة بالاستشارة من أصحاب الخبرة كل هذا سبب نتمني أن يصدر قرار بإلغاء النزول هذا الموسم لأن الأوضاع كانت غير مستقرة وأغلب الأندية لعبت في ظروف استثنائية وعدم استقرار دفعها علي الهبوط. الكابتن طلعت فواز رئيس منطقة الإسكندرية فقال: عشر سنوات وأندية الإسكندرية علي رأسها الاتحاد تعتمد علي استيراد اللاعبين.. وقلنا كثيراً بضرورة الاعتماد علي الناشئين لكن للأسف كان عندهم مبدأ شراء العبد ولا تربيته الاتحاد كل لاعبيه والاحتياطي من خارج بالإضافة إلي عدم وجود ملاعب وعدم التعامل بحرفية مع نظام الاحتراف للأسف العيب ليس في الاحتراف بقدر من أن العيب في التطبيق للأسف الإسكندرية أفقر المدن في الملاعب لدينا 74 نادياً شعبياً ليس بينهم ناد يملك ملعبه وقال فواز إن اختيار اللاعبين لا يتم علي أساس علمي يفيد الفريق.. الإسكندرية في حاجة إلي ملاعب مفتوحة للأندية الشعبية تخرج وتفرز اللاعبين.. الإسكندرية عندما كانت 3 ملايين نسمة كانت الملاعب أكثر من الآن وهي ستة ملايين لابد من إعداة النظر في قرار الهبوط لأن الأوضاع لم تكن مستقرة والتوقف طويلاً. الكابتن محمود بكر الخبير الرياضي فقال: منذ أن هبط الأولمبي وأعلنت أن الاحتراف يهدد الأندية الشعبية التي كان رأس مالها تفريغ اللاعبين وتدعيم صفوفهم ثم أنقلب الموضوع إلي فوضي المسئول عنها المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة كان لابد من دراسة ابعاد الاحتراف وكيفية تنفيذه ووضع الضوابط لتنفيذه ودراسة النواحي المالية للأندية قبل تطبيق الاحتراف تركوا الأمر بين اللاعبين والأندية الكل يصارع الآخر مما دفع نجوم الكرة في الإسكندرية واللاعبين المميزين بالهجرة إلي أندية الشركات والهيئات الغنية التي تدفع أكثر فسقط الأولمبي والترسانة والمنصورة.. للأسف ظهور أندية الشركات والهيئات كان عامل ضغط كبيراً علي الأندية الشعبية من حيث الإمكانيات المادية مما دفع الأندية الشعبية للاستعانة برجال الأعمال ولم ينموا الموارد اعتمدوا علي اقراض الأندية بالإضافة إلي دعم الدولة إلا أن الارتفاع الجنوني لأسعار اللاعبين كان سبباً في انهيار الأندية مالياً هبط الأولمبي لأنه ليس له موارد أو شعبية جعل المسئولين يتغاضوا عليه والاتحاد يترنح من سبع سنوات دون دراسة مستفيضة من المسئولين والاعتماد علي رجال الأعمال ودعم الدولة مع مرور الوقت انهار الاتحاد وسقط.. وفي بورسعيد لولا تدخل محافظ بورسعيد وكسره للوائح لرحل أبوعلي وانهار المصري وسوف ينهار ولولا تدخل محافظ الإسماعيلية لانهار الإسماعيلي والذي يعتمد علي بيع اللاعبين. لكان سقط أيضاً وطالب بكر الدولة ممثلة في المجلس القومي للرياضة لوضع ضوابط وقوانين وإلا ستنهار الفرق الشعبية وقال بكر الناس بتطلب عدم الهبوط هذا الموسم ومعهم حق لكثرة التوقفات وضعف الموارد لكن الأسباب مستمرة والأندية مهددة بالهبوط كان من المفروض علي حسن صقر أن يجلس مع اتحاد الكرة ويدرس الأوضاع بدلاً من أن يجلس ويضع لوائح الأندية لابد من التخطيط لمستقبل الكرة ولا نترك الأمر إلي اتحاد الكرة الذي تنتهي مدته بعد عام ترك الأمور بلا حسم وإلا أين فلوس البث التي لم تحصل عليها الأندية لكي تصرف في الأزمات أليس هذا أحد عيوب السنوات الثماني. الكابتن عادل البابلي نجم الاتحاد الأسبق فقال: أمر طبيعي أن يهبط الاتحاد السكندري نتيجة التخبط وعدم الاستقرار أتمني أن يصدر المجلس العسكري قراراً بعدم الهبوط والبعد عن الصراعات الشخصية والمصالح التي أضرت بالنادي لابد من الاستعانة بأصحاب الخبرات والإمكانيات الذين هجروا النادي بسبب سوء المناخ الذي لا يساعد علي العمل النادي محتاج لملعب محتاج للاعبين ينمو إلي المكان هل شاهد أحد الفريق في آخر أربع مباريات وهم يلعبون للتعادل أليس هذا عبس بالاتحاد السكندري وتاريخه لن ينقذ النادي إلا الاعتماد علي أبنائه. أما الكابتن أحمد أباظة فقال: انهيار الكرة السكندرية ليس من اليوم ولكن منذ فترة والاحتراف هدم الكرة والأندية الشعبية وتعاقدوا مع لاعبين دون المستوي المفروض أن يتعاقد النادي مع اللاعبين الذين يحتاجهم فقط من خمس إلي ست لاعبين تخدم الفريق ويعتمد علي باقي اللاعبين من أبناء النادي اللي يلعبوا بحماس وروح الاتحاد تعرض لظلم واضح تماماً وتسبب التوقف طويلاً فانهار الفريق لعبنا في ظروف استثنائية لابد أن يكون فيها قرارات استثنائية ويلغي الهبوط.