"مارسيل حنا".. فنانة الوحدة الوطنية رسمت بورتريه لثورة 25 يناير واقعا ينبض وسط الغيوم التي تخترقها الشمس لتحدث نوعا من الطمأنينة تعكس من خلاله مصير ثورة الشباب التي أحدثت تغييرا جذريا في مصر وتصدح اللوحة بعشق "مارسيل" لبلادها علي الرغم من دراستها في لندن للرسم والازياء وإقامتها العديد من المعارض الفنية في معظم دول العالم مثل: لندن وباريس وامريكا واثينا وايطاليا وتأثرها بالفنانين العالميين ك "فان جوخ" الا انها اعترفت أن تأثير الفنانين المصريين كان عليها اكبر وقد ظهر ذلك في العديد من لوحاتها عن القاهرة والمرأة والرجل والوحدة الوطنية. تقول مارسيل حنا: انها تؤمن بالروح التي آمن بها وزير مالية مصر الاسبق مكرم عبيد احد مفكري اقباط مصر وصاحب المقولة الشهيرة "نحن مسلمون وطنا ونصاري دينا" وقد صورت العديد من لوحاتها التي تحمل هذا المعني الي جانب السماحة والحب والمودة بنظرة محلقة تتحاور مع الهلال الذي يعد رمزا روحيا. تقول الفنانة التشكيلية مارسيل حنا ان صديق ابنها قد عرض عليها المشاركة في معرض "وزارة السيد المسيح" والذي يقام كل عامين في مجلس الشيوخ الامريكي منذ عام 1999 وبالفعل شاركت في اعوام 2001 و 2003 من خلال معارضها التي تقيمها وحصلت علي لقب "سفيرة" من كلاييس جون مارتن رئيس المعرض مؤخرا خلال دورته العام الماضي. وتضيف ان المعرض قرر لأول مرة عقد دورته المقبلة في أوغندا وهي اول بلد مضيف له خارج القارة الامريكية وسيتم اقامته في اكتوبر 2011 في كمبالا. وانها قررت المشاركة فيه بلوحات مصرية وخمس لوحات تمثل 5 ملوك من بينهم صورة لمؤسس دولة اوغندا بجانب لوحة للرئيس موسيفي. وتقوم اوغندا بعمل قرية كبيرة للفنون العالمية وتقرر تخصيص دور كامل باحد مباني القرية للفن المصري والاعمال مارسيل التي تعكس روح الوحدة الوطنية في مصر. وعن اسهاماتها في تجسيد التاريخ العربي تقول مارسيل انها رسمت العديد من اللوحات للعلماء العرب مثل البيروني والرازي وابن سينا كما قدمت العديد من الشخصيات المصرية كالملكة ناريمان واليزابيث الثانية ومن الشخصيات المصرية الاكثر جماهيرية وشهرة رسمت رأفت الهجان وفاروق شوشة وعبد الحليم حافظ. ولم يكن إيمانها بالوحدة الوطنية من خلال لوحاتها فحسب فانها دائما ما تحضر حفلات افطار شهر رمضان بمشيخة الازهر كما انها قدمت العديد من اللوحات لشيخ الازهر الراحل د. محمد سيد طنطاوي ومن سبقه من الشيوخ وتؤكد ان الجميع يحرص علي دعوتها لحضور حفلات الافطار حتي ان الشيخ طنطاوي قد لقبها بفتاة "الوحدة الوطنية". وتضيف انها قدمت مؤخرا لوحة رسمت فيها الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر الحالي وروحه تفيض بالسماحة والحب والمودة بنظرة محلقة تتحاور مع الهلال الذي يعد رمزا روحيا وقد تألق معانقا للزرقة الليلية في الخلفية. وعن افضل لوحاتها تقول مارسيل انها تلك التي رسمتها لكنيسة ومسجد صورت فيها مصر كجوهرة ماسية تحتضنها يد قوية ومن خلفها منابر النور علي ارض البلاد "المسجد والكنيسة". كما رسمت لوحة لقداسة البابا شنودة الثالث مع المرحوم شيخ الازهر الراحل داخل طبق وبجوارهما حمامة سلام. وتواصل مارسيل حديثها قائلة انها ايضا رسمت المسحراتي وبتاع الكنافة والفول وموائد الرحمن وكل المهن التي عرفتها مصر كذلك وعبرت عن روحها كموجي الرجل وبائع الفوانيس والطرابيش وصندوق الدنيا كعناصر وملامح مهمة جدا في الثقافة المصرية. كما رسمت معبد فيلة وابو الهول وامامه جمال عبد الناصر كما صدرت العديد من زعماء مصر الآخرين كأحمد عرابي ومحمد علي والسادات وكانت تخطط لاهداء صور الزعماء للدولة لكن ظروف ثورة الشباب اخرت ذلك تؤكد أنها تعشق الرسم بالزيت والباستيل لانه يتميز بالاستمرارية وعدم الكشط وتذكر انها تفكر في عمل لوحة عن ثورة الشباب والتي لن تستطيع ان تداري فرحتها بها وحزنها كباقي المصريين للاحتمالات السلبية التي قد تؤول اليها الثورة وبسبب هذا الواقع الذي عايشته ايقنت ان مصر ستصبح اكثر جمالا فقررت رسم مصر تشرق من بين الغيوم. ولم تخف مارسيل مشاعرها حينما قالت انها بكت عند سماع الخبر الكاذب لوفاة الرئيس مبارك قهرا قائلة ان مبارك رمز لهذا البلد وترفض اهانته بهذه الطريقة وذلك كله بالرغم من انها تعمل في الفن التشكيلي منذ 50 عاما وكرمتها العديد من الجهات الخارجية ولم تكرمها الدولة بالرغم ايضا من صورها التي قمتها لقيادات القوات المسلحة ومنها تلك الصورة الموجودة بمبني الاكاديمية العسكرية العليا بالعجوزة.