بينما أتطلع لأحد المنشورات الذي يستعرض أيام الأعياد والاحتفالات في أراضي مصر البهية المليئة بالمبهجات، تذكرت جملة عباس أبو الحسن الشهيرة في فيلم "مافيا" عجيب أمركم أيها المصريون، بالفعل أمرنا عجيب لكنه بهيج.. فبين العيد والعيد لدينا عيد، وهذا ليس (...)
فكرت مراراً وتكراراً، خضت أنهاراً وبحاراً وأنا أبحث عن تبرير لكل هذا التهديد والرعب المدمر والوعيد، ولكن بيني وبين الإجابة كل ما لا يقنع العقل بالاستجابة، لذا قررت الاستعاضة عن عقلي ببعض منطق قد أجده لدى من يقرأ تلك السطور باستفاضة، وفي الحوار (...)
وتمُر السنون ويصل الإخوان للحُكم ويصيبهم الجنون، بعد اعتلاء سلم الديمقراطية حطموه وبعثروا نشارته فوق رؤوس عاصري الليمون الذين انتخبوهم هرباً ممن اسموه بالفلول، وما أوصل الإخوان للرئاسة هو ما أنهى مسيرتهم ببسالة، فالموجة الثورية التي ركبوها في يناير (...)
كانت ساعة العصرية وتبدو الأجواء بالرغم من كونها أيام شتوية إلا أن الأخبار المتواترة جعلتها خانقة وساخنة وتفتقد الحيثية، وإذا بصوت أم كلثوم يصدح كسحابة رائقة ونسمة باردة حولت الأجواء وكأنها لحظات الفجرية عندما تبدد الشمس خجل الليل فيتراجع القمر ليترك (...)
الخميس وما أدراك ما الخميس لطالب اجتهد من الجمعة لظهيرة الونيس، وحديثي عن طالب مرّ عليه عدة أجيال والكثير من التداعيات الزمنية والتحولات المصيرية، ولا أتجه بحديثي لطلبة تلك الأيام الذين لا يعلمون الفرق بين ثلاثائهم وخميسهم، وربما ذكرت تلك الذكريات (...)
بحور العلم واسعة، جملة تصنف في علم اللغة العربية أنها جملة بلاغية جمالها التشبيه بين العلم والبحر، ولكن في رأيي عيبها عدم تحري الصدق والشفافية، نعم... فالعلم أوسع من أي بحر وأروع من أي سحر وأعمق من كل ما ضربت به الأرض من جذور لا يعلمها إلا رحم (...)
من يسمع ليس كمن يرى، آمنت بذلك بعد ما جرى، ودعوني أقص عليكم حكايتي ربما تجدوا فيها ما يعضد شهادتي، أؤمن أن يد الله مع الجماعة والنوايا المخلصة تجتمع عندها أجمل العطايا، ويُسخر لها عجيب المطايا التي تسوق لها الخير وتلك أرق وأنبل القضايا التي تستأثر (...)
الكلمات تائهة والحروف ضائعة والنفس ضائقة مما ألَمَ ببشر لم يعرفوا من الحياة إلا نفساً للموت ذائقة، قسوة بالغة ووحشية فائقة ذُبحت بها الإنسانية في غزة الباسلة، التي تحولت فيها الحياة لمجرد أمنية بائسة، والتفكير في الغد أصبح مجرد أفكار يائسة.
استدعيت (...)
إذا سألتك أن تضع تعريفاً للمجنون، فهل سيكون هو المتعلق بالظنون وفي وسط الظلام إيمانه أن لا سبيل للنور! أم هو ذلك المفتون بأن المعجزات تحدث مهما بدت التعقيدات واضحة في جبين الكون!
لا تتعجل الإجابة.. فدون سند ستصبح مجرد كلمات معادة، لذا سأقص عليك ما (...)
لحظات الفرح عزيزة، وتلك التي تعيشها الأوطان عريقة، لحظة ترسم ملامح القادم، ولحظة تسرق الابتسامة من مفارق الحاضر، بعضها ينثر بذور الأمل في محيا المستقبل ويشق طريق الحلم في مفارقه، وأجملها تلك التي تظل قنديلاً مضيئاً في ذاكرة الوطن يزداد وهجه مع (...)
لست بعالم ولا خبير، فقط أنا كائن حي رأى من تقلبات الحياة الكثير والكثير، إلى الحد الذي جعلني اشتاق لتلك الطفلة التي لم ترى من الوجه الآخر للطبيعة إلا وجهها الطيب وعطائها الأثير، فكان أول تعارفنا في زلزال 92 الذي استقبلته بفرح كبير، لأن كل ما أدركته (...)
كنت قد آثرت السلامة، ولما لا فأحياناً كل ما يلزم الأمر أن تدلي برأيك لتجد نفسك في مفارق سكة الندامة، تعللت لنفسي الآثمة لأنها كانت تؤثر أن تسكت عن الحق وتغض طرفاً عن نوازعها اللائمة، الحر شديد ولا داعي للحديث فيما يفيد فلن يغير من الأمر شيئاً ونجد (...)
يأتي الصيف محملاً بصباحاته الكسولة، ولفحاته النهارية الحارة ونسائمه الليلية اللطيفة، الليل في مصر طوال العام له طبيعة خاصة وبالأخص في القاهرة الساهرة، التي لا مكان فيها للأرواح الحائرة، فالنهار في كل العالم هو الحياة ولكن في مصر الليل هو جنة تلك (...)
لم تكن الساعة قد جاوزت السابعة صباحًا، والاستيقاظ في ذلك الوقت في صباحٍ بلا عمل هو درب من الهبل، ولكنها بداية الصيف والطقس حار لدرجة القيظ، وكالعادة الكهرباء مقطوعة فغاب النوم عن مقلتي بعد أن أصبحت أشبه بالمحمومة، غادرت فراشي واتجهت لصديقتي المدعوة (...)
العلاقات المصرية الفرنسية علاقات تاريخية ذات طبيعة خاصة ليست فقط جيوسياسية ولا اقتصادية بل هي شراكة في لحظات مرة وحلوة بصورة حقيقية، وإن بدت بصورة استعمارية فاليوم نثبت للتاريخ كيف يمكن للاستعمار الذي يعقبه استقلال أن يتحول لعلاقة استثمار واستقرار (...)
وكل مرة وكأنها أول مرة، طقوس الشغف التي لا تنتهي، ترانيم التوقع التي تصدح ولا تنجلي، بروح الطفلة أضب حقيبتي، وأهرع قبل ساعات من رحلتي لأبدأ رحلة خاصة على متن طائرة الفقد والفرح والشوق والترح في عيون المسافرين، أتجول في أروقة الوجوه أتأمل ملامح (...)
إذا أردت تتبُع أداء مؤسسة الرئاسة ونشاط السيد الرئيس، فهذا أمر بالفعل عويص، فكلما بدأت في كتابة بعض السطور في وصف الكثير من الحبور الذي أشعر به ويشعر به كل مصري عندما نجد اسم مصر يعلو بإعزاز أي في محفل إقليمي أو عربي أو دولي ومع كل افتتاح لمشروع (...)
لم يخلقنا الله لنعيش فرادى، بل أوجدنا لنحيا جماعة، نولد في أسرة نكبر بكنف عائلة، نترعرع في حضن مجتمع، ثم نشب عن الطوق فننفتح على العالم الواسع نتجاوز الخطوط ونعبر الحدود وننطلق في فضاء بلا قيود، لنلتقي المزيد من أبناء الأرض فتمتزج الثقافات وتختلط (...)
الدراما هي مرآة المجتمع بلاشك، وتلك التي لا تعكس إلا قاع أو سقف مجتمعاتها تجعل مستقبل أمتها على المحك، فالدراما صناعة عريقة وتستحق.. الجهد المبذول والمال المدفوع واليقين المشمول بقيمة الرسالة وأهميتها وخطورتها، فالأمر ليس مجرد فيلم سينما ويمُر أو (...)
وكأنه البارحة، ولكن الشوق يسكن بكل جارحة، الأيام طبعها المرور، ولكن القليل منها من ينعش ذاكرتك بالحبور، فما بالك بمن يهدي قلبك أيضاً السرور!
شيمته الفرح وعلى أعتاب لياليه يعلق الناس أمنياتهم بشفاء الجرح، ومع كل فجر يتجدد اليقين بأن مداد السماوات (...)
ورب الشمس والقمر، ومن جعل كفيها جسراً وممر لدعوات هي المدد في سنوات العمر، أنها ليست نصف الكون الذي أرسى دعائم الوجود ولكنها رحم الحياة الذي أوجدها.
فالبداية آدم لكن المسيرة حواء، تلك التي أوجدها الله للاحتواء، فقد كانت لنبي الله الجنة ولكن دون (...)
ومرّ العام.. ولكنه أبى أن يمر مرور الكرام، لأنه من اللئام ممن ينثرون الشوك ويحصدون الآثام، فكيف لمن يرضى أن يضع نصل الراء في ضلع الحاء والباء أن يكون لك فيه رجاء، فهذا عام الحرب الذي لم يجعل للحب مكان، ولعل بداية أوزار الحرب في شهر الحب هو أول انكار (...)
كل زمان يحتاج لروح ساحر وفنان يروي ما كان في أروقة طياته وما شهدته الكواليس على خلفية أحداثه، شخصية الزمان متعددة وإن كانت واحدة فهي متغيرة، نحن متغيرون وهو لا يعترف بالثابتون من أحداث وأشخاص، تلوكهم ذاكرته دون أدنى التماس، لذا كلما كانت الأشخاص (...)
كاسر هادر، ثائر فائر، هو أحد سنن الكون وطريق قد يؤدي للجنون، نصح الحكماء بالابتعاد عنه، وحاول العقلاء الهروب منه، ولكننا بشر ولسنا ذرات مدفونة في قلب حجر، فكيف لنا المُضي بعيداً عنه، إنه قَدر، وكأس يتجرعه الناس ولكن بقَدِر فهو تنفيس لإحساس قد يمر (...)
أوشك العيد على الانتهاء، وشتان بين ذلك الوجل الذي سطرت به مقال الأسبوع الماضي، وبين الوَجد الحاضر في روحي وأنا أرتب تلك الحروف لأسطر مقال هذا الأسبوع، إنها الساعات الأخيرة قبل أن تسدل النسخة الرابعة والخمسين لمعرض الكتاب أسمالها على وعد بلقاء قريب (...)