«من يوم ما القطارات وقفت وإحنا متبهدلين فى السفر لمصر والرجوع منها كل أسبوع، وبعد ما كنا بندفع 38 جنيهاً ثمن التذكرة، بقينا بندفع 75 جنيهاً»، يستطرد محمود منصور، 43 سنة، موظف، بوزارة الإسكان: مشاكل السفر فى الأتوبيسات وسيارات الميكروباص لا تقتصر فقط (...)
منذ اندلاع ثورة يناير 2011، ورجل الشارع المصرى لا يخشى شيئاً بقدر خشيته «مخططات التقسيم» التى كررت وسائل الإعلام تناولها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وما بين مشروع الشرق الأوسط الجديد و«مخطط برنارد لويس»، وذكريات السودان والعراق واليمن وليبيا ظهرت (...)
تحت شمس القرن الثامن عشر الميلادى، جلس الشيخ الهوارى، نسبة لقبيلة هوارة، فى قلعته بفرشوط يتلقى مراسلات الحرب من قائد جيوشه، كانت الأخبار عن طرد قوات والى مصر على بك الكبير إلى شمال «أسيوط» وضم بقعة جديدة لإمارة الصعيدى «شيخ العرب هَمَّام»، مدّ الشيخ (...)
بجوار اللافتة التى تحمل اسم قرية «السمطا» ركن السائق سيارته الأجرة، وقال: «اعذرونى يا أساتذة.. مش هقدر أدخل القرية دى».. سمعة نالتها، قرية صغيرة بمركز دشنا فى محافظة قنا، إنها «وكر لتجارة السلاح والمخدرات».. الهدوء الذى يغلب على شوارع القرية لا (...)
هنا يطبق الجبل على المدينة فلا يترك لها متنفساً، يتسلل النيل فى هدوء ووداعة فيخترق القرى والنجوع. تنتشر قبائل الهوارة والأشراف والأمارة والعرب، وتشتعل نار الثأر التى لا تخمد ولو سالت فوقها الدماء أنهاراً.. هنا يباع السلاح والآثار والمخدرات بأسهل مما (...)
فى قنا يصعب الحديث عن السياسة دون النظر للتقسيمة القبلية الموجودة فى المحافظة، إذ تنتشر القبائل هناك فى صورة عائلات قوية أو ضعيفة، غنية أو فقيرة، تسيطر بدورها على عدد كبير من أفرادها فى المراكز والقرى وحتى مدينة قنا نفسها. فطبقاً للمحامى محمد (...)
فى قنا تختلط حكايات الثأر بالسلاح، ييتم الأطفال تترمل النساء، لا شىء يعوض غياب الابن أو الأخ إلا القصاص له ممن استباح دمه، قد يطول الثأر لسنوات طويلة، وقد يأخذ فى طريقه عشرات النفوس والأرواح، ويظل القبر مفتوحاً يطلب المزيد، والسجن أيضاً مفتوحاً. (...)