«من يوم ما القطارات وقفت وإحنا متبهدلين فى السفر لمصر والرجوع منها كل أسبوع، وبعد ما كنا بندفع 38 جنيهاً ثمن التذكرة، بقينا بندفع 75 جنيهاً»، يستطرد محمود منصور، 43 سنة، موظف، بوزارة الإسكان: مشاكل السفر فى الأتوبيسات وسيارات الميكروباص لا تقتصر فقط على ارتفاع ثمن التذكرة وحالة التعب والإرهاق التى تسيطر على المسافرين، ولكن الأخطر من ذلك مخاوفنا من حالة الغياب الأمنى وانتشار قطاع الطرق الذين يقومون بتثبيت الركاب والاستيلاء على ما بحوزتهم. طوابير ممتدة أمام مكتب حجز التذاكر التابع لإحدى شركات السياحة التى قررت العمل فى نقل الركاب بعد ركود السياحة بمحافظة قنا -طبقاً لما ذكره مدير المكتب- مشاجرات لفظية تمتد إلى التشابك بالأيدى بين الراغبين فى حجز تذكرة سفر إلى القاهرة قبل نفادها، وسيارات ميكروباص تصطف بجوار المكتب فى انتظار الركاب الذين لا يتمكنون من الحجز. وقال سامى قناوى، تاجر: «عندى 4 أولاد ومراتى وبأضطر أسافر بيهم وأرجع كل أسبوع علشان ظروف شغلى يعنى محتاج 900 جنيه كل أسبوع علشان أروح وأرجع، دا غير خوفى عليهم علشان عدم الأمن اللى مسيطرة على الصعيد كله»، ويضيف الرجل الستينى: أبناء محافظة قنا وقعوا فريسة لاستغلال أصحاب الشركات السياحية التى تعمل فى نقل الركاب بعد رفع سعر التذكرة إلى ما يزيد على ضعف ثمنها قبل توقف القطارات، ونفس الأمر ينطبق على أصحاب سيارات الميكروباص الذين يقومون بمضاعفة الأجرة فى أوقات غياب الأتوبيسات، بخلاف سقوط عشرات المواطنين من أبناء المحافظة فى يد البلطجية وقطاع الطرق، «ما بنلاقيش حجز الصبح علشان بتوع المكتب بيبيعوا التذاكر للناس اللى تبعهم، وبنخاف نسافر بالليل علشان قطاع الطرق والحرامية»، يضيف أحمد سمير، 33 سنة، موظف بشركة اتصالات: كثيرون من أبناء قنا قرروا البقاء فى مصر لحين عودة القطارات بسبب صعوبة السفر فى الأتوبيسات وسيارات الميكروباص، والآن تسيطر علينا حالة من الخوف الشديد من استمرار الوضع الحالى حتى إجازة عيد الأضحى، لأنه لن يكون أمامنا فى هذه الحالة سوى قضاء العيد بعيداً عن أسرنا. وقال محمود سامى، مدير مكتب حجز التذاكر فى إحدى شركات الأتوبيسات الخاصة إن الشركة حصلت على موافقة محافظة قنا لتغيير خط سيرها لنقل الركاب إلى القاهرة لتفاقم الأزمة بعد توقف حركة القطارات، وقامت بتحديد مواعيد لرحلات إضافية لمواجهة ضغط الركاب، الذين يلجأون فى أحيان كثيرة للتشابك مع الموظفين المسئولين عن حجز التذاكر واتهامهم ببيعها لأصدقائهم وأقاربهم، وهو ما لا يمت بصلة للواقع، «لأننا فى النهاية شركة خاصة مالناش سوق سودا ولا علينا مسئولية نقل الركاب لأننا بمجرد ما القطارات ترجع إحنا هانمشى وهانرجع نشتغل فى السياحة تانى». وأكد خالد عبدالمرضى، سائق ميكروباص على خط قنا - القاهرة ما ذكره سابقه بعدم استغلال السائقين للركاب من خلال رفع سعر التذكرة، وأن السبب -من وجهة نظره- يعود إلى أن غالبية المواطنين توقفوا منذ فترة طويلة عن ركوب الميكروباص واعتادوا على ركوب القطارات، وشهدت السنة الأخيرة ارتفاع ثمن التذكرة أكثر من مرة، الأمر الذى يمثل مفاجأة بالنسبة لهم، وهذا ما يجعلهم يتهموننا باستغلال الظروف ورفع الأجرة، والأكثر من ذلك أنهم لا يتوقفون عن توجيه السباب والشتائم إلينا بشكل مستمر. اخبار متعلقة قنا.. حكاية الدم والسياسة من قلب «الصعيد الجوانى» هنا «السمطا».. احترس أنت فى «وكر السلاح والمخدرات» الشباب فى مواجهة القبائل.. السياسة لم تعد شأناً عائلياً سنوات «الثأر»: لجنة المصالحة ترفع شعار «صالح على الدم» «الوطن» تخوض مغامرة جمع توقيعات «انفصال» من قلب الصعيد أحفاد شيخ العرب همام: نرفض الدعوة لانفصال الصعيد