سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سنوات «الثأر»: لجنة المصالحة ترفع شعار «صالح على الدم» الشيخ عبدالعاطى: اللجنة تكونت بطلب من الأهالى.. وأنهت خصومات 4 عائلات.. وحمل «الكفن» أو «القودة» يجنب الصراع
فى قنا تختلط حكايات الثأر بالسلاح، ييتم الأطفال تترمل النساء، لا شىء يعوض غياب الابن أو الأخ إلا القصاص له ممن استباح دمه، قد يطول الثأر لسنوات طويلة، وقد يأخذ فى طريقه عشرات النفوس والأرواح، ويظل القبر مفتوحاً يطلب المزيد، والسجن أيضاً مفتوحاً. الشيخ عبدالمعطى أبوزيد، إمام وخطيب بالأوقاف، يتحدث عن لجنة المصالحات فى قضايا الثأر بقنا ودورها فى حل النزاعات. فى البداية يروى الشيخ عبدالمعطى حكاية اللجنة، فيقول إنها تكونت منذ ما يقرب من 6 سنوات بعد أن وقعت خصومة بين عائلتين فى قرية الحجيرات بقنا، وكانت القرية مشهورة بالمنازعات بين أهلها، ووقوع حالات قتل واضحة وعلنية بالنهار، وحدث أن أقام أحد الأهالى سنوية لوالده المتوفى فتعرض الموجودون فى السرادق لإطلاق نار من أحد الأشخاص فوقع القتلى، وطلب الأهالى وقتها من الشيخ عبدالمعطى التوسط فى الصلح، وتمت الاستعانة بشخصيات أخرى لهم سيرة قديمة فى المصالحات بين العائلات كالشيخ تقادم الليثى من إدفو بأسوان، وتم تكوين اللجنة، وإخطار الأمن والمحافظ بها، حتى يكون لديهم علم، وانطلقت اللجنة فى عملها. يتذكر الشيخ عبدالمعطى أن اللجنة استطاعت أن تنهى خصومات قرية الحجيرات التى كانت بين عائلات أربع، وراح ضحيتها ما يقرب من 14 قتيلا، وبعد عام كامل من الاجتماع بجميع الأطراف تم إقرار الصلح، وتقديم تعويضات مادية، وكذلك تقديم «قودة»، بأن يقدم الشخص المطلوب للثأر نفسه للعائلة الأخرى حاملاً كفنه على يديه، وبعد إتمام المصالحة التزمت كل الأطراف ولم يحدث أى اعتداء من أى عائلة طوال 4 سنوات كاملة. على أن اللجنة التى تكونت بطلب من بعض الأهالى، راحت تبادر فيما بعد لحل الأزمات وعقد المصالحات بين العائلات المتنازعة لوقف نزيف الدم، إذ قد يحدث، كما يقول الشيخ عبدالمعطى، أن تسمع اللجنة بوقوع مشاجرة فى مكان ما بين الأهالى فيدعو أعضاء اللجنة للاجتماع، ثم يصلون ركعتين لله فى مسجد سيدى عبدالرحيم القنائى، ويتعاهدون جميعاً على أن يكون عملهم خالصاً لوجه الله، ويبدأون بالاتصال بأصحاب الخصومة، مستخدمين معهم الخطاب الدينى، ويسألونهم فى البداية إن كانوا راضين عن كل أعضاء اللجنة أم لا، فإذا حدث وأبدوا اعتراضهم على شخص ما يتم استبعاده على الفور، ثم بعد ذلك يوقع أطراف الخصومة على موافقتهم بعمل اللجنة، ويتم إخطار مديرية الأمن والمحافظة بما سيجرى، وتجتمع اللجنة مع كافة الأطراف وتدون أقوالهم كاملة ويوقع عليها الجميع وتصدر اللجنة حكمها العرفى الذى تشرف مديرية الأمن على تنفيذه. ورغم أن الأحكام التى تصدرها اللجنة عادة ما تكون عرفية، فإنه لم يحدث من قبل أن رفض أى طرف من الأطراف المتنازعة تنفيذ ما يرد فيها، كما يقول الشيخ عبدالمعطى، بل على العكس، طالما اجتمعت نية المتخاصمين على نبذ العنف. ولا يقتصر عمل اللجنة على إنهاء الخصومات فى محافظة قنا، وإنما يمتد إلى المحافظات المجاورة كسوهاج وغيرها من المحافظات القريبة، وأحياناً تتدخل اللجنة لفض المنازعات بين العائلات المسيحية التى تسكن بلاد الصعيد، وهى منازعات يصفها الشيخ عبدالمعطى بأنها هينة بالمقارنة بمشكلات العائلات المسلمة، التى تشتعل لأقل هفوة وقد يترتب عليها خراب بيوت وتعطيل منازل وإزهاق أرواح بريئة بالجملة. يتذكر الشيخ عبدالمعطى أسرع مصالحة نفذتها اللجنة قائلاً إنها جرت فى أحد المستشفيات بعد إصابة أحد الأشخاص بطلق نارى، وأطول مصالحة كانت فى قرية الحجيرات واستغرقت عاماً كاملاً. اخبار متعلقة قنا.. حكاية الدم والسياسة من قلب «الصعيد الجوانى» هنا «السمطا».. احترس أنت فى «وكر السلاح والمخدرات» توقف القطارات يصيب المحافظة ب«الاختناق» والأتوبيسات البديل ب«ضعف الثمن» الشباب فى مواجهة القبائل.. السياسة لم تعد شأناً عائلياً «الوطن» تخوض مغامرة جمع توقيعات «انفصال» من قلب الصعيد أحفاد شيخ العرب همام: نرفض الدعوة لانفصال الصعيد