تزداد يومًا بعد يوم الأعباء الملقاة على عاتق محمود، بعد انشغال أخيه فى زيجته، وزيادة شراهته للمال، ليسد أطماع زوجة، راحت تثقله كل يوم بكثرة مطالبها من أشهى المأكولات، وأرقى الأزياء، وما يروق لها من مجوهرات ثمينة، يسيل لها لعابها كلما طالعتها فى (...)
فى بيت مصرى الهوى شرقى العادات والتقاليد.. عاش (عبد الحميد) رب أسرة يسعى فى الأرض، ليس ليفسد فيها، ولا ليهلك الحرث والنسل، وإنما سعى سعيًّا يرضى الله والعباد، وإذ يعلم عبد الحميد أن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى.. راح يضرب فى الأرض طلبًا (...)
على وقع أقدام حصانى، التى لم أسمع نقرها حتى الآن، ومن فوق صهوته، التى لم أمتطها يومًا، وعلى دقات قلب عروس، ما رأيتها يًوما تجلس الى جوار عريسها، كانت تحملنا أقدام غضة عفيفة.. طاهرة المقصد والمسعى، لنطوف دروب بلدتنا وأزقتها خلف (عم عبده) بائع حلوى (...)
دموع تتراقص فى العيون، وقلب يترنح مذبوحًا من الألم، على لحن أنين شجى، يختلج به صدر هذا الزوج، الذى يعتصر ألمًا وترقبًا، كله حيرة وقلق.. على جسد أهلكه العمر، وأتت على شبابه الأيام، فيبدو أن الفراق آت، وهو لا محالة آت، فالأجل إذا جاء لا يستأخر ساعة (...)
على شفير البعد ، ولوعة الفراق ، خطت أولى خطواتها بأقدام ترتعد حسرة، وندما .. فاقدة وحي الخطى، وبوصلة القلب، ولهفة الروح، التى دوما ما كانت تشير إلى قِبْلة حبها، وعشقها الذى كان .. راحت سيقانها تطوى الأرض طيًّا .. كأن قطارًا يبتلع قضبانه .. على طريق (...)
عبر شرفة منزلها المطلة على شقته، كانت تتهادى إليها نسمات عليلات يحملن عبق الحنين والشوق، مزدانة بخفقات قلبه التي على وقعها يتدفق الدم في أوصالها. ذلك الشاب اليافع ابن الجيران الذي يملأ السمع والبصر. ولم لا تهفو إليه روحها وقد بات محط أنظار كل فتيات (...)