قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية، إن صناعة التكرير تلعب دورا رئيسيا فى توفير الطاقة التى تعد عنصرا أساسيا فى تحقيق تنمية الدول ونمو اقتصادها، وهو الأمر الذى يجعل دراسة وتحليل هذه الصناعة والنظر العميق فى متغيراتها وتطوراتها أمرا شديد الأهمية. وقال الوزير صباح اليوم، خلال مؤتمر الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك"، أنه تم وضع خطة متكاملة لإعادة تأهيل معامل التكرير وتطويرها وتحديثها وإقامة مشروعات معامل تكرير جديدة حتى عام 2019/2020 بإجمالى استثمارات تتجاوز 18 مليار دولار، وتشمل الخطة تنفيذ خطة عاجلة لتحقيق التشغيل الآمن للمعامل، بالإضافة إلى خطة متوسطة وطويل الأجل لزيادة الطاقات الإنتاجية وإزالة الاختناقات فى وحدات معامل التكرير بالإضافة إلى إنشاء معامل تكرير جديدة، وإضافة وحدات بمعامل التكرير القائمة. وأوضح كمال أن التطور التكنولوجى فى مجال التكرير له دور إيجابى فى زيادة الإنتاج، وتلبية الطلب العالمى المتزايد على المنتجات البترولية، وتحقيق الاستخدام الأمثل للثروات الطبيعية المتاحة، بالإضافة إلى زيادة القيمة الاقتصادية للمنتجات، مع مراعاة المتطلبات الإقليمية والعالمية فيما يخص حماية البيئة. جاء ذلك خلال مؤتمر "خيارات تكرير النفط الثقيل فى الدول العربية" والذى نظمته منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوابك" بالتعاون والتنسيق مع مركز التعاون اليابانى للبترول بدعم ومساندة وزارة البترول المصرية، وذلك بحضور السيد عباس على النقى، الأمين العام للمنظمة، والسفير اليابانى بمصر نوريهيرو أوكودا، والسيد موريهيرو يوشيدا العضو المنتدب لمركز التعاون اليابانى للبترول. وأوضح الوزير أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع بذل أقصى جهد ممكن فى مجال نقل واستيعاب وتطويع وتطوير التكنولوجيا، فى ظل التكتلات التى يشهدها عالمنا المعاصر والذى يشهد منافسة شديدة، يعتمد النجاح فيها على قدرة الدول وتمكنها من إنتاج سلعة ذات جودة فائقة وبسعر اقتصادى تنافسى، مع مرونة فى الإنتاج طبقا لمتطلبات العرض والطلب، وهو ما لا يمكن تحقيقه بدون استخدام وتطبيق التكنولوجيات المتطورة. وأشار الوزير إلى أن الأمر يتطلب الاستفادة من جميع الخبرات، ورفع معدلات نقل واستيعاب التكنولوجيا فى شتى أوجه الصناعة البترولية التى تعتمد بالدرجة الأولى على أحدث ما يطبقه العالم من تقنيات متطورة. وقال كمال إنه نظراً لأن صناعة التكرير تتطلب تكنولوجيات متطورة تمتلكها شركات عالمية متخصصة، وتحتاج إلى استثمارات كبيرة لإنشائها، وتستلزم استخدام أحدث الأجهزة فى عمليات اتخاذ القرار والتشغيل، وأدى ذلك إلى حتمية استيعاب الفنيين بقطاع البترول العربى لهذه التكنولوجيات، والتدريب على استخدامها وقيامهم بتشغيلها وصيانتها.
