أرجو أن يشعر التيار الإسلامي والليبرالي بأطيافهما المختلفة بأن رصيدهما أوشك علي النفاذ لدي المواطن المصري البسيط فكلاهما في ذلك سواء. كلهم يريدوا أن يتاجروا بمصر وبشعب مصر فنحن نجد أن التيار الإسلامي يعلم مدي أبعاد الأزمة التي تمر بها البلاد الان ولكننا لا نشعر منهم بالمواجهة والمكاشفة لتلك الأزمة خوفا منهم علي رصيدهم بالشارع المصري فلا والله ليس بهذه الطريقة تحل أزمات الدول فالشعب المصري كله يعلم حجم الأزمة التي يمر بها الإقتصاد المصري فبدلا من إستخدم المبررات والتجميل أحيانا للموقف وإذا إحتاج الأمر للكذب لبعض الوقت ما المانع فالأولي بهم هي المصارحة والمكاشفة فأقصر طريق للوصول لحل الازمة هو الطريق المستقيم فلا أعتقد أن المواطن المصري البسيط حين تصارحه بالمشكلة والضائقة التي تمر بها البلاد لن يقف بجانب الحكومة والمساهمة ولو بالشئ القليل في دعم الإقتصاد المصري أما وإنك تقول شيئا وتصنع شيئاأخر في تلك الأزمة كزيادة الأسعار وزيادة في بعض الضرائب ورفع الدعم عن بعض السلع فسيقول لك المواطن لا وألف لا ... ومن جهة أخرى تحاول التيارات الليبرالية الإتجار بالأزمة من أجل مصالح حزبية دنيئة، ولتذهب مصر وليذهب شعبها للجحيم، فبدلاً من أن تفعل شيئاً ينقذ الاقتصاد تجدها أيضا تُضخِم المشكلة لتزيد الحريق اشتعالاً، اعتقاداً منها أنها بذلك ستحظى بثقة الشعب فأقول لهم لا تتاجروا بقوت هذا الشعب البسيط فهو يبحث عن لقمة العيش لا شيئا أخر فهو لا يعنيه من يكون بسدة الحكم سواء إن كان التيار الليبرالي أم الإسلامي ولكن كل ما يعنيه ويبحث عنه يوم بعد يوم هو لقمة العيش فأفعلوا شيئا من أجل المواطن البسيط لا من أجل مصالحكم الحزبية. وليس الأمر ببعيد عن الأحزاب والتيارات التي تتطلق علي نفسها التيار الثالث الوسطي فأنا أراها لا حول لها ولا قوة فهي تائهة ما بين هذا وذاك ففي كل مرة تثار فيها فتنة أو تشتعل أزمة وما أكثر الأزمات والفتن التي إشتعلت في الفترة السابقة ولازالت. نجد أن التيار الوسطي يقف علي الحياد هذا وإن كان جيد في حد ذاته ولكن ليس هذا هو الدور الذي نرجوه من التيارات الوسطية فنحن نأمل فيها أن تتفاعل مع الأحداث ويكون لها موقف واضح وصريح والمحاولة بالخروج من الأزمات التي تمر بها البلاد ببدائل.لا أن تقف في منطقة حيادية وكل ما تقوم به أن تخطأ هذاوذاك. ضعوا مصر كلكم أمام أعينكم ولتنحوا مصالحكم الحزبية ولو لبعض الوقت جانبا إنمزيد من الديمقراطية وقبول الآخر وهدوء الأوضاع السياسية والأمنية كلها كلمات السر في عملية الاستقرار الاقتصادي والسيطرة على الأزمة الحالية.و إن عدم احترام المعارضة يؤدي إلى فشل النهضة الإقتصادية. ويجب أيضا ضرورة الإستعانة بالخبرات المصرية في الخارج، حيث أصبح بعضهم من أكبر مستشاري الهيئات الدولية والدول الأجنبية والخليجية.وليكن شعارنا في الفترة المقبلة يدا بيد ستنهض مصر بإذن الله.