پهل التيار الليبرالي فاعل وجدي ويمتلك ارضية ورؤية واضحة المعالم يمكن ان تنقل مصر الي مرحلة التقدم والنهضة؟. سؤال يتردد كثيرا في الاذهان عند كل أزمة تعترضنا ونجده طرفا اصيلا فيها. ولاعبا اساسيا في واقعها السياسي. ودائما هو التيار المنافس الذي يقف علي الجانب الاخر في كافة المواجهات التي تتسبب في انقسام المجتمع وزيادة حالة الاستقطاب بين القوي السياسية. وربما يكون من المناسب ان نحاول هنا معرفة ماذا قدم هذا التيار لا سيما خلال المرحلة الانتقالية وما هي ازمته الحقيقية ودوره في افتعال المشكلات وسيادة حالة التناحر السياسي السائدة في المجتمع؟ أكد الدكتور وجيه يعقوب السيد. الأستاذ بجامعتي عين شمس والكويت. أن التقييم الموضوعي للتيار الليبرالي يثبت أن سلبياته أكثر بكثير من إيجابياته. مبينا أن اهم هذه السلبيات تتمثل في التشكيك في كل شيء والاهتمام بالتنظير والبعد عن الشارع ومشاكله والاكتفاء بالظهور علي الفضائيات. وقال ان تحليلاتهم تمتلئ بكثير من التشاؤم واليأس خاصة مع وصول تيار الإسلام السياسي للحكم. مع أن قواعد الديمقراطية تجعلنا سعداء وراضين بأي خطوة في الاتجاه الصحيح. مضيفا انه يمكن رصد الكثير من الأخبار الكاذبة والواهية التي اعتمدوا عليها في هجومهم علي تيار الإسلام السياسي مخالفين بذلك المبدأ القائل بالتحري والتثبت ومن ذلك ترويجهم لأخبار كاذبة عن أعضاء مجلس الشعب واللجنة التأسيسية لكتابة الدستور. وأشار الي ان الليبراليين لديهم قدر كبير من الاستعلاء والغرور. فمن يخالفهم يرمونه بالجهل وبأنه يسير ضمن قطيع ولا يفرق بين الصواب والخطأ. مؤكدا انه يجب التعرف علي جذور هذا الفكر والوقوف علي اهم افكاره حتي نتفهم اهدافه ومراميه الحقيقية. ويوضح ان الليبرالية طريقة في التفكير تجنح إلي الحرية وعدم التقليد. ويختلف مفهومها من شخص لآخر فقد تتسع عند بعضهم ليجعل من العقل والحرية المطلقة حكما علي كل شيء. وحقا مطلقا للفرد حتي لو تعارض ذلك مع النصوص الشرعية. وذكر انه كان في تاريخنا الإسلامي القديم والمعاصر هناك أشكال قريبة الصلة بالتفكير الليبرالي وتوسيع دائرة الاجتهاد مثل المعتزلة. وفي العصر الحديث يمكن اعتبار الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني والدكتور محمد حسين هيكل والشيخ محمد الغزالي من دعاة الليبرالية بمعناها الواسع. حيث اجتهدوا في فهم النصوص الدينية والفقهية ولم ينظروا إليها نظرة حرفية ضيقة كما لدي البعض. وبين أن مصطلح الليبرالية أصبح علي كل لسان حيث انتشر بعد الثورة علي نطاق واسع. ويمثله أفراد معروفون للجميع. وقال أن أكبر مشكلة يواجهها هذا الفكر هو ابتعاده عن رجل الشارع بل واستعلاؤه علي مشكلاته اليومية. فهم يظهرون علي شاشات الفضائيات وفي الصحف أكثر مما يتواجدون بين الناس. ولعل رجل الشارع البسيط يتساءل: ما الذي قدمه هؤلاء لمواجهة مشكلات الجوع والمرض والبطالة ومشكلات الحياة اليومية سوي التنظير والدفاع المستميت عن وجهات نظر بعيدة الصلة عن واقعنا ؟ وشدد علي ضرورة ان ينسجم الليبراليون المصريون مع الواقع والاقتراب أكثر من طبيعة هذا الشعب بثوابته وعدم المساس أو المتاجرة بالمبادئ والثوابت. وطالب بعدم الاستعلاء أو الإقصاء للآخرين والزعم بأنهم وحدهم هم من يملكون الحقيقة. ونوه الي انهم يفهمون الدين علي طريقتهم وهو فهم يختلف عما يفهمه أغلب المصريين. وقال اننا لم نر لهم مشروعات نهضوية أو أفكارا جديرة بأن تصب في مصلحة المواطن المصري. وأتمني شخصيا أن ينزل هؤلاء إلي أرض الواقع وأن يلتقوا بكافة مكونات المجتمع حتي التيارات السلفية التي يختلفون عنها في التفكير لأنه لا يمكنهم الاستئثار بالحكم أو بالحقيقة بل هم جزء من الواقع وحسب. منقسمو مفتت ويري محمود رمضان الطهطاوي. الروائي المعروف. أن التيار الليبرالي كان له دور كبير في اسقاط رأس النظام منذ اشتعال ثورة 25 يناير. وشارك مشاركة فعالة في كافة ميادين مصر. وقال ان التيار الليبرالي انقسم بعد ذلك وتفتت إلي جماعات واحزاب متنافرة الأمر الذي أدي بصعود الإسلاميين للحكم. وكل الجهود التي بذلت لتوحيد الرؤي ذهبت هباء وسط اطماع الجميع. وظهر هذا بوضوح في الانتخابات الرئاسية حيث دفعنا في مواجهة بين شفيق الذي يمثل النظام السابق ومرشح الأخوان الدكتور محمد مرسي. فأضطررت مرغما لإختيار مرسي حتي لا نرجع للخلف. ويؤكد ان التيار الليبرالي حتي الآن مازال متخبطاً ولا يصنع تكتلا إلا وقت الأزمات وهو تكتل وهمي. ينفض سريعا لأن كل كيان لا يفكر إلا في مصالحه الشخصية. مضيفا ان التيار الليبرالي مطالب بالاستسلام للأمر الواقع. وما اختاره الشعب. والعمل الجاد لما فيه مصلحة مصر من خلال تكتل يبعد عن المصالح الشخصية. والصراعات التي قد تضر به أكثر مما تفيد. وقال ان ايماني بالليبرالية يجعلني أقف وراء قرارات الرئيس الأخيرة. فمن الواجب أن نعطيه فرصة ليعمل. ويقدم تجربته وما يحدث الآن علي الساحة من شرذمات وإنقسامات فهي تضر ولا تفيد. مبينا ان الواقع اثبت انه لا يوجد أي ايجابيات للتيار الليبرالي. فما يفعله من معارضة لا ترتقي بمستوي الحوار. فضلا عن اطلاق اعيرة التخوين التي تضر بالمجتمع بأسره. وأشار الي ضرورة الاعتراف بوجود انحياز للأخوان نراه واضحا من جانب السلطة. وشدد علي أهمية ان نسأل انفسنا من اوصلهم إلي هذا الوضع. أليس هو صندوق الأنتخاب. ويجب أن نعطي للسلطة فرصة لتعمل. ونساعدهم في ذلك. فجميعنا في النهاية نبغي الأستقرار لمصر والخروج من هذه الأزمة واصحاب المصالح سواء كانوا من الليبراليين أو الإسلاميين فيجب أن نتصدي لهم بكل الطرق المشروعة. نوعان من المخلصين ويقول الدكتور محمود السماسيري. أستاذ الإعلام في جامعتي سوهاج بمصر و اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية. انه ينبغي الا نقع في فخ التعميم ونطلق الاحكام عليهم بالكلية. ولكن يجب أن نقسمهم الي فئتين واحدة مخلصة للوطن وهم قلة والثانية برجماتية ومخلصة لمصالحها وهم الكثرة.. والدليل انهم يعرقلون كل تقدم لا يتفق مع هذه المصالح. ويؤكد ان اخطر نقطة في فكرهم وسلوكهم السياسي هي رؤيتهم ان التيار الاسلامي هو الذي يؤخر الوطن ويستخدم الديمقراطية كوسيلة للوصول للحكم فقط ومن حقهم الخوف منه والتحرز من افعاله علي حين ان هذا التيار هدفه من الديمقراطية ايضا الوصول الي الحكم. معتبرا أن من يسعي لتحقيق مصالح خاصة لا يهتم الا بمعارضة من يعارض هذه المصالح. وقال ان التيار المدني يمكن ان يحمي الدولة من تطرف بعض التصورات التي تدعي انها اسلامية وهي بعيدة عن فهم الاسلام بمعناه الحقيقي. موضحا انه يجب أن تنطلق التيارات المدنية من فهم حقيقي وعميق للاسلام وليست من مرجعية علمانية لا تقبل لا ما هو متطرف ولا هو معتدل من الاسلام لان الصراع بينها وبين الاسلام صراع وجود وعدم. واوضح ان الجماهير لا تفهم من طروحاتهم الا النذر اليسير. مشيرا الي انهم لا يستوعبون فكرة ان الاسلام مغروس في وجدان حتي البسطاء من الناس. لذا فلن يجدوا لهم رصيدا في الشارع الا المنتفعين من النظام العلماني الذي يمكن ان يخلقوه. ويقول ان جميع القوي الوطنية جزء من الأزمة التي يعيشها الوطن. مبينا ان الاسلاميين بالفهم الضيق للاسلام اطراف في المشكلة لانهم يقدمون صورة ليست حقيقية للاسلام ومقاصده. كما ان العلمانيين يمارسون ديكتاتورية الاقليه بشكل مفزع وفاجر يوقع الوطن في اشكاليات وازمات ومخاطر واستقطابات تهدر الطاقات وتبدد الفرص.