دائما ما تكون الانتخابات الإسرائيلية وسيلة كاشفة للساسة والنخبة والجمهور حول الدولة الفلسطينية المزمع قيامها والتي تم الاتفاق عليها عام1993 في اسلو.. وجاء الكشف من اليمين الذي يمثله حزب الليكود واسرائيل بيتنا من جهه وكتلة البيت اليهودي من جهة ثانية والتي تنافس بشدة وتكاد تعصف بأحلام نيتانياهو وليبرمان, حيث دخل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني إلي المعركة الانتخابية في ساحة اليمين من خلال اطلاق دعوات فرض القانون الإسرائيلي علي الضفة الغربية وضمها إلي إسرائيل ودعوات لترحيل الفلسطينيين عن الضفة. وفيما تمتنع قائمة الليكود بيتنا, بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن التطرق إلي حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني في برنامجها السياسي. وتصرح قيادتها بأن حلا كهذا غير وارد في حساباتها, فإن البيت اليهودي يعتبر من خلال برنامجه السياسي أن الحل هو بفرض السيادة الإسرائيلية علي الضفة الغربية. وفي ظل عدم وجود طرح ل الليكود- بيتنا, من أجل التعامل مع القضية الفلسطينية, تتعالي أصوات في الليكود تقدم أطروحات للتعامل مع القضية, فقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوتعن زعيم الجناح المتطرف في حزب الليكود, موشيه فايجلين, قوله إنه بالإمكان إعطاء كل عائلة عربية في يهودا والسامرة الضفة الغربية نصف مليون دولار من أجل تشجيعها علي الهجرة, وزعم أنه توجد استطلاعات تظهر أن80% من الفلسطينيين من قطاع غزة و65% من الفلسطينيين في الضفة يريدون الهجرة, وأن الدول الأوروبية ستكون مستعدة لاستقبالهم. وجاءت أقوال فايجلين خلال اجتماع بادرت إلي عقده حركة نساء بالأخضر الاستيطانية المتطرفة تحت عنوان فرض السيادة الإسرائيلية علي يهودا والسامرة بصورة تدريجية, وأن عدم فرض السيادة يعني استمرار الوضع القائم الذي يعزز خطاب المجتمع الدولي الذي يطالب بالعودة إلي خطوط العام1967, علي الرغم من أن احتمالات فرض السيادة الإسرائيلية علي الضفة ليست كبيرة لكن يجب السعي إلي فرض السيادة علي كل الضفة الغربية وليس علي الكتل الاستيطانية فقط وإنه ينبغي فرض السيادة الإسرائيلية علي المناطق التي تقع فيها الكتل الاستيطانية وبعد ذلك ضم الضفة كلها إلي إسرائيل. وعقب قياديون في حزب الليكود بالقول إن هذه الأقوال المتطرفة جيدة انتخابيا بالنسبة لنيتانياهو, وهي تخدمه في الصراع علي أصوات اليمين التي تسربت إلي البيت اليهودي, ولذلك فإن نتنياهو لا يعتزم التنكر علنا لهذه الأقوال المتطرفة من جهته وجه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز, انتقادات شديدة لنتنياهو ووزير خارجيته المستقيل أفيجدور ليبرمان وامتدح الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصفه ب الشجاع ودعا إلي حل الدولتين. وشدد بيريس علي عدم وجود بديل لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني, علي خلفية تعالي دعوات كثيرة داخل حزب الليكود الحاكم بعدم شمل هذا الموضوع في برنامجه السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في إسرائيل, وقال إذا كان هناك من يرفض فكرة الدولتين القوميتين فإن عليه أن يقول ما الذي يطرحه بدلا عن ذلك, وحتي لو لم نقل ما هو البديل فإن الواقع سيفرض البديل, وأردف بيريز أنا اقول لكم بأوضح صورة إن فكرة الدولة الثنائية القومية تشكل خطرا علي الصبغة المطلوبة للصهيونية واليهودية والديمقراطية. في مقابل حالة التجاهل التي تتعامل بها قائمة الليكود- بيتنا مع المسألة الفلسطينية, فقد نشر حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف برنامجه السياسي في موقعه الالكتروني, وتطرقت بنوده السياسية إلي أن دولة إسرائيل هي دولة يهودية تعمل علي تعزيز الصبغة اليهودية للدولة وتحارب كل من يعمل علي تحويل إسرائيل إلي دولة لجميع مواطنيها, مع تأييد الحقوق الكاملة للأقليات وضمنها الأقلية العربية, ويعتبر البيت اليهودي أن الاستيطان يجب أن يكون في جميع أنحاء البلاد, وأن دولة إسرائيل ليست دولة المواطنين الذين يعيشون فيها فقط, وإنما دولة يهود العالم أيضا. وقال برنامج البيت اليهودي نحن نعارض دولة فلسطينية من أي نوع تقام غربي نهر الأردن, رغم ان سوق الأفكار الإسرائيلية به حلان فقط هما إقامة دولة فلسطينية في غالبية مناطق يهودا والسامرة أو ضم كامل ليهودا والسامرة مع مليوني عربي فيها لكن هذين الحلين غير قابلين للتطبيق, ويشكل كلاهما خطرا علي مستقبل دولة إسرائيل, والقيادة الفلسطينية لا تريد يهودا والسامرة وإنما كل دولة إسرائيل, ولذلك فإنه لا يوجد حل كامل في جيلنا.