حذر المتحدث الرسمي باسم جماعة "أنصار الدين" المسلحة في مالي سنده ولد بوعمامة من أن التدخل العسكري الذي يتم التحضير له في شمال مالي يهدف بالأساس إلى تفكيك الجزائر ومصادر الطاقة في المنطقة. وقال ولد بوعمامة في حديث مع صحيفة "الشروق"الجزائرية نشرته اليوم إن الجزائر هي دولة كبرى في منطقة المغرب العربي وإفريقيا ككل ولها خيرات وإمكانات بشرية وطبيعية هامة وهي الوحيدة التي يمكنها تحقيق مطالب شعوب المنطقة بحنكتها في تسيير الأزمات ولذلك تسعى أوروبا وعلى رأسها فرنسا لتفكيكها من أجل إضعافها وأخذ موقع المتحكم في الوضع. وأضاف "كما فعلوا مع العراق وأفغانستان جاء الدورعلى الجزائر المستهدف الأول من محاولة تفكيك مالي التي سينجر عنها وبشكل آلي تقسيم الجزائر وكلها تخطيطات مسعاها الاستفادة من خيرات المنطقة فالنفط واليورانيوم يسيلان لعاب الكثير هناك مؤامرة كبرى تستهدف الجزائر والشعب الجزائري يعلم ذلك". وأشار إلى وجود تعارض كبير بين حركته وحركة تحرير الأزواد " فصيل من الطوارق معارض للسلطة في باماكو" قائلا" نحن نطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية وهم علمانيون يرغبون في الانفصال حتى إنه كان بيننا اتفاق هم تملصوا منه ثم إنهم تراجعوا عن مطلب الانفصال في الاجتماع الأخير بباريس". واعتبر أن اتهام حركته بالإرهاب سيناريو غربي معروف فالغرب إذا أراد إلصاق التهم بطرف ما تكون الجريمة الإرهاب مشيرا إلى أن اجتماع الحركة بالمسؤولين الجزائريين بالعاصمة الجزائرية تناول شرح مطالب الحركة. وقال" إن نسبة 95 في المئة من الشعب المالي مسلمون نريد تطبيق الشريعة على أرض مسلمة ولم نطلب تطبيقها في باريس ما نسعى إليه أمر واضح هو تطبيق الامتثال لشرع الله في الحياة اليومية...نحن نسعى لتطبيق الشريعة في المناطق التي نسيطر عليها ولا نطرح على الإطلاق مشكل الانفصال". وشدد ولد بوعمامة على" أن حركته تدعو إلى إيجاد حل شامل وعاجل مع كافة الأطراف الموجودة فنحن طرف ليس لدينا حل أحادي بل يجب الجلوس إلى طاولة الحوار ومناقشة الملف بكل موضوعية...هي مطالب واضحة وشرعية يجب أن تحل فمشكلة الأزواد ليست وليدة الساعة هم في الأصل شعب محروم من أبسط الحقوق بل إن الصراع يعود لحوالي نصف قرن من الزمن وحان الوقت لمنح هذا الشعب حقوقه". يشار إلى أن وفدا عن جماعة أنصار الدين وهي فصيل من الطوارق يتواجد بالجزائر منذ أيام للتباحث مع المسؤولين حول سبل إبعاد شبح الحرب في مالي.