باولو غابريلي - كبير الخدم السابق للبابا بنديكت السادس عشر أعلن كبير الخدم السابق لبابا الفاتيكان والملاحق بتهمة "السرقة الخطرة"، الأربعاء، أنه "بريء" من تهمة السرقة لكنه يشعر ب"الذنب" لأنه خان ثقة البابا بنديكتوس السادس عشر. وقال باولو غابرييلي 46 عاما، أمام القضاة "فيما يتعلق بالسرقة الخطرة، أعلن أنني بريء. أشعر أنني مذنب لأنني خنت الثقة التي وضعها بي الحبر الأعظم الذي أحبه وكأنني ابنه". وفي قفص الاتهام، أعطى رئيس الخدم السابق الذي كان يرتدي بزة رسمية وربطة عنق رمادية اللون، للمرة الأولى روايته العلنية للوقائع، في اليوم الثاني من محاكمة فاتيليكس، "من كلمة فاتيكان وويكيليكس"، المدوية التي كشفت عن توترات على أعلى مستويات الفاتيكان. وقال "كان دوري يقودني إلى رؤية كثير من الأوضاع من الجانبين، من وجهة نظر ما كان يفكر فيه الشعب ومن وجهة نظر ما تفكر فيه السلطة". وأضاف كبير الخدم السابق الذي كان يلقب "باوليتو" في الفاتيكان "ما كان يشعرني بالاضطراب فعلا هو أني عندما أكون ألى طاولة الحبر الأعظم لتناول طعام الغداء، كان يطرح على أسئلة عن أمور من المفترض أنه على اطلاع عليها". وأوضح "عندئذ تولد لدي الاقتناع بأن من السهل تضليل شخص يتولى سلطة بهذا الحجم". وسأله محاميه هل كنت تعتقد أن البابا كان يحصل على معلومات ناقصة؟ فأجاب كبير الخدم السابق "نعم، بالتأكيد". وسارع القاضي إلى رفض السؤال وقاطع مرارا المتهم عندما بدأ بالتحدث عن علاقاته في الفاتيكان بما فيها علاقات مع كرادلة وعن دوافعه الشخصية. وخلال التحقيق، أكد غابرييلي أنه أراد مكافحة "الشر والفساد" في الفاتيكان. لكن القاضي اعتبر أن كل سؤال حول هذا الموضوع "خروج على الموضوع. يجب أن نبقى في الاتهام" المتعلق بالسرقة الخطرة. وأكد غابرييلي أيضا أنه تصرف بمفرده "من دون شريك"، لكنه اعترف بأنه كان يقيم "اتصالات" كثيرة في الفاتيكان. وأضاف "منذ 1997، كان الجميع يعرفونني في الفاتيكان ويثقون بي". وقال "لست الوحيد الذي قدم خلال سنوات معلومات سرية إلى الصحافة". وتوجه إلى غابرييلي تهمة سرقة مئات الوثائق السرية العائدة للبابا ونقلها إلى الصحافي جيان لويدجي نوتسي الذي نشرها لاحقا في كتاب يحمل عنوان "قداسته". وتملأ الوثائق المضبوطة في جناح كبير الخدم، في الفاتيكان وكاستل غاندولغو، ما لا يقل عن 82 صندوقا. وقال اثنان من عناصر الدرك الذين قاموا بعملية الدهم أن بين تلك الوثائق كتبا وقصاصات صحافية حول الماسونية والاستخبارات. وأوضح غابرييلي أنه لم يتسلم أموالا في مقابل هذه الوثائق. وشدد على القول "كان ذلك شرطا أساسيا". وإضافة الى المتهم، حضر إلى قفص الاتهام عدد من الشهود، ومنهم السكرتير الخاص للبابا المونسنيور جورج غانسوين الذي قال "كنت أثق به ثقة تامة. خلال سنوات خدمته، لم أشك أبدا في غابرييلي".