يشهد الفاتيكان اليوم، السبت، ولأول مرة في تاريخه، محاكمة علنية لكبير خدم البابا بينديكت السادس عشر بتهمة بتسريب وثائق سرية الى الصحافة في قضية باتت تعرف بفضيحة "فاتيليكس"، نسبة الى "الفاتيكان" و"ويكيليكس". وتبدأ اليوم الجلسة الأولي لمحاكمة باولو غابرييلي، الذي تم توقيفه منذ 4 أشهر. وسيسمح لثمانية صحافيين تم اختيارهم بحضور الجلسة دون آلات تسجيل او تصوير. يجدر بالذكر أنه لم يسبق ان سمح النظام السري لدولة الفاتيكان ابدا بمتابعة قضية قضائية بشكل مباشر. وباولو غابرييلي، 46 عاما، هو أحد مواطني دولة الفاتيكان. وأمضى معظم حياته يخدم بالفاتيكان؛ حيث بدأ عامل تنظيف بالسكرتارية، ثم الموظف الإداري الرئيس بالكنيسة الكاثوليكية، قبل أن يصبح عام 2006 خادما للبابا، الذي عبر عن ألمه الشديد من "خيانة" شخص كان محط ثقته وحبه واحترامه. و"غابرييلي" متهم بسرقة عشرات الوثائق السرية التابعة للبابا ومعاونيه تم نشرها لاحقا بكتاب، ووضع قيد الاقامة الجبرية في منزله بالفاتيكان في 21 يوليو الماضي، بعد اعتقاله 53 يوما في زنزانة في قصر المحكمة وراء كنيسة القديس بطرس. وأكد غابرييلي للقضاة أنه أقدم على فعلته لكشف "الشر والفساد" داخل أروقة الفاتيكان، ولأنه رأى أن البابا لم يكن على علم بكل الفضائح.