مظاهرات سوريا توصل وزراء الخارجية العرب إلى مشروع قرار متميز ومحدث حول الأزمة السورية سوف يعرض على القمة، نابع من القرارات العربية السابقة وما حصل من تطورات في مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان وموافقة الحكومة السورية على هذه المبادرة. واعتبر هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي في مؤتمر صحافي أن الموضوع السوري "من المواضيع الضاغطة علينا جميعا، وأصبح موضوعاً دولياً، وخرج حتى من الحالة العربية فقط"، مشدداً على أننا "لا نستطيع أن نكون محايدين في مسألة العنف والقتل اليومي واستمرار الوضع الحالي كما هو إطلاقا"، مشيراً إلى أن "قرارات عنان ترجع إلى مبادرة جامعة الدول العربية". ورأى أن "الوضع في سوريا يتجه باتجاه التدويل، والموضوع أصبح بيد مجلس الأمن والمرحلة حرجة جداً، ولم نوفق بأن نبقي الأمر بيد الجهود العربية، لذا نأمل النجاح لمهمة عنان حتى تخرج سوريا من محنتها بإجراء إصلاح جذري وحقيقي، وتمكين الشعب السوري من أن يأخذ قراراته بنفسه، بإصلاح قيادة الدولة"، مشيراً إلى أن "الفتاوى التحريضية على العنف والتشدد والتعصب، والقرار الذي سيخرج من قمة بغداد في هذا الاتجاه قوي جدا، وهناك قرارت دولية ملزمة". وبحسب نص مشروع القرار فإن القمة العربية ستحمل السلطات السورية مسؤولية العنف وستدعو في الوقت ذاته إلى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الأزمة. وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قد قال لوكالة فرانس برس اليوم الأربعاء إن السلطات السورية لن تتعامل مع أية مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية. وأضاف أن سوريا تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية، منذ تعليق عضويتها في الجامعة بشكل ثنائي فقط. وفي احتماع وزراء الخارجية قال هوشيار زيباري إن "انعقاد قمة بغداد يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية التي تشهد تطورات وتغيرات سياسية غير مسبوقة". ودان زيباري في الكلمة التي ألقاها،كافة الانتهاكات والعنف في سوريا، معبراً عن دعمه للحل السياسي، مشدداً على أن العراق يدعم تطلبات الشعب السوري المشروعة في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله، واختيار حكامه، وفي التداول السلمي للسلطة، وإدانة أعمال العنف والقتل وإيقاف نزيف الدم، والتمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي، حفاظاً على وحدة سوريا وسلامة شعبها. وأكد التزام العرق بالقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية، وبجهود المبعوث الأممي والعربي السيد كوفي عنان بهذا الشأن. من جهته، دعا وزير الخارجية الليبي عاشور سعد بن خيال، الجامعة العربية إلى المزيد من العمل الجماعي والفردي للضغط دولياً على النظام السوري. وقال في افتتاح الاجتماع إن الشعب السوري يواجه نظاماً استبدادياً، يقوم بعمليات إبادة وقتل ضد شعب كل ذنبه أنه طالب بكرامته على حد تعبيره.