أثار إعلان وزارة الصناعة والتجارة الخارجية بدء تخصيص المدابغ بالروبيكى اعتبارا من 28 الشهر الجاري، جدلا واسعا بين أصحاب المدابغ بمصر القديمة. وأكد عدد كبير منهم أن توقيت نقل بعض المدابغ الآن سيء جدا خاصة مع عدم اكتمال باقي وحدات المشروع، فضلا عن الحالة الأمنية السيئة. وفي المقابل أيد البعض الآخر قرار النقل الآن كمرحلة أولية مؤكدين انها ستحدث طفرة إيجابية في القطاع. من جهته شدد حمدي حرب، رئيس مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود بإتحاد الصناعات، على ضرورة تأجيل تسليم وحدات مشروع الروبيكي المنتهية والبالغ عددها 29 وحدة فقط خلال ابريل الجاري، وذلك لحين الانتهاء من باقي وحدات المشروع وعددها 350 وحدة لم يتم انشاؤهم حتى الآن. أوضح أن الوحدات التي سيتم تسليمها الآن لن تتحمل تكاليف النقل والتي تتضمن المرافق والصيانة ومحطة المعالجة وغيرها حيث أن باقي المشروع لم يكتمل، مقترحا أن يتم الانتهاء من باقي المنشآت أولا حتى لا يكون هناك اهدار للكهرباء والمياه وباقي المرافق على عدد محدود من الوحدات. وقال ان ال29 وحدة المنتهية تم إنشاؤها على مدار ال10 سنوات الماضية ولم يزد عليهم مثقال ذرة، منوها على أن الجانب المصري لم يسدد الدفعة المستحقة عليه لتمويل المشروع والتي اشترطها الجانب الاوروبي لإستكمال تمويل المشروع الأمر الذي ادى الى توقف المشروع. وكشف حرب عن وجود ما يقرب من 70% من مدابغ مصر القديمة غير مسجلة بشكل رسمي تصل استثماراتها الى 200 مليون جنيه، لافتا الى أن هذه المدابغ في انتظار الانتهاء من مشروع الروبيكي ونقل وحداتها والاستقرار بشكل نهائي. وفي سياق متصل حذر مصطفى مهران، عضو مجلس ادارة الغرفة، من حدوث ثورة جديدة بين أصحاب المدابغ حالة تطبيق الوزارة لإجراءات التخصيص نهاية الشهر الجاري، مؤكدا أن أصحاب المدابغ يعترضون على توقيت النقل وليس المشروع ككل بسبب عدم اكتمال الخدمات الى جانب عدم توافر عنصر الأمن. وتابع أن أصحاب المدابغ يؤيدون النقل الآمن على مرحلة واحدة وليس بهذه الطريقة وخاطبوا الوزارة لتأجيل اعلان بدء التخصص ولكنهم رفضوا التأجيل، منتقدا القيام بتحويل اجراءات الحصول على التعويض لتكون من محافظة القاهرة بدلا من وزارة الصناعة مما قد يؤدي الى حدوث ارتباك لتعدد الجهات التي يتبعها المشروع. وذكر أن منطقة مصر القديمة تضم 530 مدبغة بخلاف مصانع الغراء ومباني الخدمات والمخازن وغيرها من الوحدات التي تخدم بعضها البعض وهو أمر لم يتوفر بعد في الروبيكي. وفي المقابل، أيد مصطفى العقاد، عضو مجلس ادارة الغرفة السابق، قرار وزير الصناعة ببدء اجراءات تخصيص المدابغ بالروبيكي نهاية الشهر الجاري وعدم تأجيلها، مؤكدا ان تنفيذ النقل في المرحلة الحالية سؤدي الي حدوث طفرة كبيرة في القطاع كما ينعكس ايجابيا على التصدير. أضاف أن هذا القرار يعكس فكر الوزارة المنظم، موضحا أن نقل 29 وحدة الآن سيكون بمثابة مرحلة أولية وبمجرد إثبات الجدية سيتم تطوير محطة المعالجة وتسليم وحدات أكبر لباقي المدابغ. كما نوه على أن انتظار اكتمال المشروع كله وعدم التحرك الا بعد انتهاءه لن يؤدي الى أي نتيجة. يشار الى أن المساحة الكلية للمشروع تصل إلي 2.2 مليون متر مربع ،وتقدر مساحة المنشآت الصناعية فقط ب 572 ألف متر مربع بنسبة 25% من اجمالي مساحة المشروع ،وتم الإنتهاء من البنية التحتية للمرحلة الأولى والتى تشمل 29 مدبغة. وكان وزير الصناعة قد اجتمع مع الغرفة ديسمبر من العام الماضي وشدد على ضرورة الإنتهاء من التجهيزات بشكل كامل مطلع إبريل من عام 2013 تمهيدا لبدء تسليم الوحدات لأصحاب المدابغ. كما تم الإعلان عن فتح باب ملء استمارات النقل في يونيو الماضي وتم توزيع 850 إستمارة تقدم منها ما يقرب من 200 استمارة الى الغرفة وهيئة التنمية الصناعية.