كتب - محمد فارس : تباينت أراء خبراء الاقتصاد، حول إعتماد الدولة فى نفقاتها على الضرائب ، بعد أن أعلن الدكتور يوسف بطرس غالى أمس ، إرتفاع قيمة ضريبة الدخل وضريبة المبيعات الى 148 مليار جنيه، خلال العام الماضى . إنقسم الخبراء الى شقين، الأول يرى تبنى الحكومة لسياسة الجبابية على المواطنين لسد نفقاتها ، والثانى يرى أن مصر تنتهج ما هو متبع فى جميع دول العالم ، ولكن مع وجود إختلاف جوهرى، وهو فرض الضرائب على الأغنياء بما يسمى الضريبة التصاعدية التى كانت موجودة فى مصر بنسبة تصل لأكثر من 45 % إلا أن وزير المالية الحالى قام بتخفيضها الى 20% مستندا فى ذلك الى عدم إلتزام الأغنياء بسدادها نظرا لإرتفاعها . فى البداية إنتقد الدكتور، أحمد جويلى،الأمين العام السابق لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، إعتماد الحكومة على تمويل الموازنة العامة من ضرائب دخل الأفراد وضريبة المبيعات ، لافتا الى اعتماد الموازنة العامة للدولة على أكثر من 90 من حصيلة الضرائب التى تفرضها وزارة المالية على المواطنين . أضاف، يجب على الدولة أن يكون لها إستثمارات سواء فى الداخل أو الخارج ، تستطيع من خلالها تمويل الموازنة العامة لها ، كما تفعل كثير من الدول التى تعمل بإستراتيجية سياسية طويلة المدى . وحول خطورة اعتماد الموازنة العامة على الضرائب ، قال،جويلى، "ماذا تفعل الحكومة حال عدم إلتزام المواطنين بسداد الضرائب ؟، لافتا الى ان موازنات الدول تتسبب فى أحيان كثيرة فى إقالة الحكومات ، لذلك يجب على الحكومة إيجاد حلول بديلة عن اعتمادها بشكل كلى على الضرائب لتمويل واجبتها تجاه الفرد والمجتمع. قال الدكتور سمير فياض ، الخبير الاقصتادى، نائب رئيس حزب التجمع، ان جميع حكومات العالم تعتمد على حصيلة الضرائب ، ولكن بنسب متفاوته ، مؤكدا على تبنى الحكومة سياسة ضريبية خاطئة ، خاصة بعد قرار يوسف بطرس غالى بتخفيض الضرائب التصاعدية على الأغنياء ورجال الأعمال الى 20% بدلا مما كانت عليه وهو 45% بسبب عدم التزامهم بالسداد، ورغم عدم تجاوز هذه الفئة بسبة 10 % من إجمالى المواطنين ، إلا أنها تحصل على 25,7 من قيمة الناتج القومى البالغ 1700 مليار جنيه العام السابق ، مما يشر الى تحمل المواطن الأدنى لنفقات الدولة، وهو الأمر غير المتبع فى دول العالم . وطالب فياض الحكومة بضرورة إعادة رفع قيمة الضرائب التصاعدية الى ما كانت عليه أو أكثر بما لا يقل عن 50% ، بالإضافة الى الإلتزام بتعليمات البنك الدولىالخاصة ب” “Ayer market Texas، التى تعنى الضرائب المخصصة ويتم فرضها على الأغنياء فقط. شاركه الرأى، دكتور حمدى حسن، أستاذ الاقتصاد، المتحدث الرسمى لكتلة الاخوان بمجلس الشعب، ويرى عدم اهتمام الحكومة الحالية بالصناعة ودعمها وتطويرها مما ينعكس على الاقتصاد ككل ، ويساهم بشكل كبير فى تحمل نفقاتها التى تضعها على كاهل المواطنين البسطاء . وأكد ، أن تبنى سياسة الجبابية سوف تكون لها أثارا سيئة على الاقتصاد ، مما ينظر بحدوث انهيار للاقتصاد القومى على عكس ما تصرح به الحكومة من نمو الاقتصاد . من جهته قال الدكتور سامرسليمان، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، اعتماد الموزانة العامة على الضرائب، نهج تتبعه معظم دول العالم ، حيث يصل دخل الدولة فى فرنسا ونجلتر الى أكثر من 90 من خلال الضرائب ، ولكن مع تقديم خدمات جيدة لمواطنيها ، وهو ما تفتقده مصر. ولفت الى ان الحكومة اتجهت الى الاعتماد على الضرائب منذ خمس سنوات ، بعد إنخفاض حصيلة ما يسمى بالثلاثة الكبار" دخل قناة السويس وعائد السياحة و البترول المصرى حتى أصبحنا نستور بعض منتجاته" .