تنظم مجموعة من الحركات والائتلافات السياسية مظاهرات مساء اليوم الإثنين، أمام النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر، والمعروف ب"المنصة"، لدعم القوات المسلحة فى مواجهة ما يصفونه ب "محاولات الأخونة التى تتعرض لها مؤسسات الدولة"، وأيضا دعم رموزها وقياداتها، وذلك بمشاركة العديد من الحركات مثل الأغلبية الصامتة والعسكريين المتقاعدين، وعدد من الفصائل والقوى السياسية. من جانبه، أوضح اللواء مهندس محمد مختار قنديل، الخبير العسكرى، أن هناك محاولات لجر الجيش إلى الشارع السياسى الذى أعلن ابتعاده عنه مع هجوم ضار من وسائل الإعلام الفلسطينية، اعتراضًا على حملة غلق الأنفاق بين رفح وغزة رغم فتح المعابر بصورة كاملة يوميًا. ويضيف قنديل أن ما "يحدث ذلك مع عودة عدد من البرامج التليفزيونية للحديث عن المجلس العسكرى وفترة إدارته للبلاد وتحليل موقف المشير حسين طنطاوى رغم عدم وجود مبرر للعودة بالزمن، خاصة أنها مرحلة ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بما يحدث الآن وفى وقت تزيد فيه المسئوليات على مشاكل اقتصادية ضخمة تحتاج إلى تحليل ودعم لدولة فى خطر" بحسب قوله. ويستطرد قنديل قائلًا " إيران من أبرز الدول التى تقف وراء هذه الحملة، خاصة مع الإعلان عن مجلس للتعاون الاقتصادى المصرى- الايرانى فى نفس اللحظة التى تمد فيها إيران كل يوم النظام فى سوريا ب 140 طنًا من الأسلحة والذخيرة لقتل الثوار، وهو ما تغض جماعة الإخوان الطرف عنه، وقال نجاد أعلن قبيل وصوله للقاهرة عن استعداده لحماية مصر والسعودية وهى محاولة للتقليل من الجيش المصرى القادر عن حماية حدوده، ومع ذلك يساعد حماس فى إظهار أن غلق الأنفاق كأنها ضد الشعب الفلسطينى رغم أنها خطوة ضد التجار والمهربين، وأنا كمهندس أوصيت بتغيير أسلوب غلقها لعدم عودة فتح مخارج جديدة". وأكد قنديل "أن الجيش لن يعود للسياسة، ولن ينقلب على الشرعية، لأنه من أوصلها إلى الحكم، لكن ذلك لا يعنى التقليل من دوره والاجتراء عليه" بحسب قوله. من جهته ربط اللواء حمدى بخيت مستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية العليا بين صعود شعبية الجيش بين المواطنين الذين بدأوا يفطنون إلى محاولات إبعاد الشعب عن جيشه الحامى الوحيد، خاصة بعد صعود نجم الجيش فى مدن القناة وتدخل القوات المسلحة لحل عدد من الأزمات، فبدأت تنشط محاولات التشكيك والتشويه مرة أخرى ضد القوات المسلحة. وقال بخيت "كل هذه الأطراف فى الداخل والخارج لهم مصلحة فى بقاء مصر فى هذه الحالة من الفوضى والصراع لأنهم منتفعين بذلك، والتشكيك فى الجيش المؤسسة الاحترافية العسكرية التى أثبتت نجاحًا كبيرًا فى كل القطاعات لن يفيد أحدًا". وأضاف بخيت "تصريح السفير التركى الأخير بضرورة تقليل ميزانية الجيش المصرى أمر غريب وخارج اختصاصه، وتركيا تحديدًا يهمها أن تظل مصر سوق لتسويق منتجاتها، ويهمها أن تظل مصر دولة غير منتجة، لذلك تعمل على إبقاء حالة الفوضى وعدم الاستقرار وتشكك فى القوة الوحيدة الباقية فى مصر، والمؤسسة المتماسكة لتحاول شغلها عن تطوير آدائها وتعزلها عن الشعب". ولفت بخيت إلى أن "تركيا موقفها متناقض ولا يجب أن ننبهر بهذا الموقف التركى كدولة تدعى الدفاع عن القضية الفلسطينية فى الوقت الذى تضم على أراضيها قاعدة حلف شمال الأطلنطى، وتركيا لا تنظر للعرب إلا باعتبارهم سوق رائج لمنتجاتها ومصدر سياحى عن طريق الانبهار بالحضارة التركية وجمال المناظر فى المسلسلات". وهاجم بخيت من اعتبرهم "عملاء" لتك الأفكار فى الداخل على رأسهم رجال الأعمال أصحاب العلاقات الاقتصادية الضخمة مع تركيا. وكما حمل اللواء بخيت وسائل الإعلام المسئولية هى الأخرى، موضحا أن "هناك قنوات عديدة يهمها أن تحافظ على حالة الفوضى والصراع فى البلاد، سواء بسبب تمويلها من الخارج أو حتى تشعل الصراع وتظل برامجها فى رواج من إظهار هذا الصراع". وختم بخيت حديثه بالتأكيد على أنه لا يستطيع أى جاحد إنكار دور القوات المسلحة فى تأمين البلاد، وقال: "إذا كان القادة طمعوا فى الحكم لما نقلوا السلطة لرئيس منتخب، وما كانوا ساروا فى طريق نقل البلاد عبر مراحل انتخابية نيابية ودستورية، ولو القوات المسلحة طامعة فى السلطة ما حمت الشعب، وانضمت لصفهم من اليوم الأول للثورة على الرئيس الأسبق، رغم كونه رجلًا عسكريًا سابقًا"، واصفًا من يقول عكس ذلك بأنه "فاقد الوعى وغير مدرك للحقيقة"، واختتم حديثه قائلا "ارفعوا أيديكم عن الجيش.. فلا هو يريد السلطة، كما أنه لن يتخلى عن دوره فى حماية شعبه ومكتسباته".