لم يكن عام 2012 كأى عام مضى, فقد حملت شهوره ما بين بدايته ونهايته مواقف وقرارات مصيرية وحاسمة فى حياة مصر عامة, وقواتها المسلحة خاصة.. اللواء حمدى بخيت الخبير الاستراتيجى ومستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية العليا, تحدث ل"بوابة الأهرام" عن حصاد القوات المسلحة فى هذا العام. ويقول فى بداية حديثه ل"بوابة الأهرام": "القوات المسلحة لم تحكم البلاد، لكنها كانت تديرها"، منوها إلى أن أهم الأحداث التى مرت بعام 2012 كانت الانتخابات التشريعية وتسليم السلطة لرئيس مدنى, مضيفا "القوات المسلحة برغم الالتزامات السياسية التى حملت أعبائها خلال تلك الفترة, فإنها لم تنشغل عن مهامها الرئيسية، ونفذت مشروعات تدريبية على أعلى مستوى بالجنود وبالذخيرة الحية، حيث نفذت 4 مناورات ضخمة حضرها وزير الدفاع, إضافة إلى مساهمتها فى جهود التنمية العمرانية وإقامتها لعدد من المشروعات والكبارى والطرق. اعتبر اللواء حمدى بخيت أن "الحفاظ على استقرار البلاد كان أهم إنجازات القوات المسلحة فى تلك الفترة، حيث فضت عدد من الاعتصامات، وتدخلت لحل اضطرابات كثيرة كادت تدمر الاقتصاد المصرى بخاصة فى مجال النقل الداخلى عند اعتصام سائقى النقل العام، وفى مجال إنتاج الطاقة عند حدوث مهاجمة توليد القوى الكهربية". وأوضح بخيت أن المصريين ربما لم يستشعروا هذا الدور المهم إلا بعد تسليم السلطة، لأن الأمور كانت تسير بصورة طبيعية، ولم يدركوا الصعاب التى حملتها القوات المسلحة عنهم فى تلك الفترة. وأضاف بخيت "القوات المسلحة قامت أيضا بضخ ثلاثة مليارات دولار من ميزانيتها الخاصة فى عام 2012 لانعاش الموازنة العامة للبلاد, تلك الميزانية التى تخصص فى الأساس لرعاية واعاشة الجنود والقوات والتسليح والتدريبات". وبأسى يؤكد بخيت "للأسف كل هذا العطاء قوبل "بجحود"، من عدد من المحرضين على الساحة السياسية والاعلامية واستجابت لهم طائفة من عديمى الوعى، ممن يرغبوا فى هدم وتدمير الدولة لأن قواتنا المسلحة هى مركز الثقل فيها, لكن القوات المسلحة مازالت على عهدها بالوطن والشعب ولم تتغير, والدليل المشروعات الجديدة التى تنفذها لصالح المواطن البسيط مثل مستشفى سرطان الأطفال بالصعيد, والطرق التى تنفذ حاليا بالطريق الدائرى والمدن السكنية الجديدة". وأضاف اللواء بخيت "القوات المسلحة على الرغم من ذلك، حريصة على التدريب والجاهزية المستمرة لقواتها, ويحضر وزير الدفاع التدريبات لشحذ همة القوات المسلحة". وعن تغيير قيادة القوات المسلحة بعد تسليم السلطة, قال اللواء حمدى بخيت "جيش مصر لم يتغير، لأن لديه عقيدة ثابتة, أما التغيير فيتمثل فى طموح قيادة جديدة وقدرتها على العطاء وكونها دم جديد يدفع بالقوات المسلحة وننظر إليه على أنه تغيير فى أكبر مؤسسات الدولة والذى يحمى البلاد ويعمل على تحسين وتطوير آداء القوات المسلحة. وعما يتردد عن "أخونة الجيش"، والمخاوف من سيطرة فصيل على القوات, قال اللواء حمدى بخيت "تلك المخاوف ليس لها أساس من الصحة، بدليل تعقب أى تيار متطرف من الجهات الأمنية بها، وليس في جيشنا سلفى ولا إخوانى ولا ليبرالى، ولا تلك المسميات لأى عقيدة سياسية، لأننا لو سمحنا بذلك لتشرذمت القوات المسلحة، فنحن لا نلعب سياسة ولا نرضى بذلك". وقال اللواء بخيت: "دستور مصر لم ير المستقبل ولم يحدد بمادة ثابتة تحرم وجود مادة تحرم وجود أى ايديوجيات أو سياسة أو عقيدة داخل القوات المسلحة, منوها أن أى فرد يدخل القوات المسلحة تحرص على أن يكون انتمائه لمصر فقط ولقواتها المسلحة وإلا انكسر القوام الرئيسى لشعب مصر".