أدلى ملايين الناخبين الأمريكيين بأصواتهم، الثلاثاء، فى انتخابات التجديد النصفى لاختيار كل أعضاء مجلس النواب وعددهم 435 نائباً إلى جانب 37 عضواً فى مجلس الشيوخ الذى يتكون من 100 عضو، بالإضافة إلى 37 من أصل 50 حاكماً للولايات، وأظهرت استطلاعات للرأى عشية الانتخابات أن الجمهوريين يتجهون للفوز بأغلبية فى مجلس النواب، مع تحقيق بعض المكاسب فى مجلس الشيوخ، لكن دون خسارة الديمقراطيين للأغلبية. ويتوقع المحللون أن تشهد واشنطن انقساماً فى السلطة خلال العامين المقبلين، فى ظل توعد الجمهوريين، الذين حفزتهم حركة «حفل الشاى» المتشددة، بإلغاء الإصلاحات التى أدخلها الرئيس باراك أوباما وحزبه الديمقراطى على القطاع الصحى وأسواق المال، كما يتعهدون بخفض الميزانية وتخفيض الضرائب وهى إجراءات يقولون إنها ستخفض العجز فى الميزانية وتحفز النمو الاقتصادى. وفى حال فوز الجمهوريين، فإن ذلك يمثل تهديداً بتعطيل الأجندة التشريعية للرئيس وحزبه ومعركة بين الطرفين من أجل تمرير القوانين، ولكن أوباما الذى حذر من خطورة فوز الجمهوريين يحتفظ بحق «الفيتو الرئاسى»، والذى يمكن أن يساعده فى مواجهتهم، مثلما فعل الرئيس السابق جورج بوش فى ولايته الثانية بعد سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس. وأوضح استطلاع للرأى أجرته «رويترز وابسوس» قبل انطلاق الانتخابات أن نسبة الأمريكيين الذين ينوون إعطاء أصواتهم للمرشحين الجمهوريين وصلت إلى 50٪ مقابل 44٪ ينوون إعطاء أصواتهم للديمقراطيين، وهذه نسبة تعنى حصول الجمهوريين على عشرات المقاعد فى مجلس النواب إلى جانب مكاسب مهمة فى مجلس الشيوخ، وأشارت نتائج الاستطلاع إلى توقع فوز الجمهوريين بحوالى 231 مقعداً فى مجلس النواب مقابل 204 مقاعد للديمقراطيين. وفى الوقت نفسه، يحتفظ الديمقراطيون بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ الأمريكى بنسبة 53٪. وكافح الديمقراطيون للاحتفاظ بتأييد الناخبين، مع ارتفاع نسبة البطالة، بعد عامين من وصول أوباما إلى الحكم، وإذا انتهت الانتخابات بنفس نتيجة الاستطلاع فسيعد ذلك عقبة كبيرة فى طريقه. وتركزت المعارك السياسية قبل الانتخابات على الضرائب والإنفاق والعجز فى الميزانية، ومن الممكن أن يحاول الجمهوريون النيل من أجزاء من أفضل إنجازات أوباما وهو إصلاح نظام الرعاية الصحية. وأياً كان الفائز فإن الأمريكيين الذين يعانون من نسبة بطالة وصلت إلى 9.6٪ ينتظرون حدوث إصلاحات اقتصادية، فبنسبة 62٪ مقابل 33٪ يعتقد الأمريكيون أن بلادهم تسير على المسار الخطأ، بينما أشار 47٪ إلى الاقتصاد باعتباره المشكلة الأكبر التى تواجه الولاياتالمتحدة اليوم. وحذر أوباما عشية الانتخابات من أن الولاياتالمتحدة قد تجد نفسها فى وضع «صعب جداً جداً»، إذا ما فاز الجمهوريون فى ظل استياء الناخبين من حالة الاقتصاد. وأكد أوباما أنها «انتخابات صعبة لأننا عبرنا للتو فترة صعبة للغاية فى السنتين الأخيرتين»، مشيراً إلى أن «البطالة لاتزال مرتفعة، والناس مستاؤون من وتيرة التحسن بالتأكيد، حتى ولو أنقذنا الاقتصاد من تدهور ثان»، وقال: «الحقيقة هى أننا فى صدد إحراز تقدم، كل الإحصاءات تدل على أننا فى الاتجاه الصحيح»، وأضاف: «قد نعود إلى وضع صعب جداً جداً»، محذراً من «عواقب بالنسبة للعقود المقبلة» إذا فاز الجمهوريون. وفى الوقت نفسه، تراجع أوباما عن استخدام كلمة «أعداء» لوصف الجمهوريين، وقال فى مقابلة مع الإذاعى مايكل بايسدن: «كان ينبغى على الأرجح أن أستخدم كلمة خصوم بدلاً من أعداء»، وكان أوباما أدلى بتعليق قبل أسبوع كان يسعى من خلاله إلى إقناع الناخبين بالتصويت لصالح المرشحين الديمقراطيين بدلاً من الجمهوريين، واستخدم أوباما كلمة «أعداء» فى وصفه للجمهوريين، وسعى الجمهوريون إلى إلقاء الضوء على ذلك التصريح على أمل تشجيع المزيد من الناخبين للتصويت لصالحهم. وجاءت أهم معارك الانتخابات فى ولايات نيفادا وكاليفورنيا وإيلينوى وألاسكا وفرجينيا وبنسلفانيا، ففى نيفادا، دخل رئيس الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ هارى ريد منافسة حادة ضد المرشحة الجمهورية التى تنتمى إلى الحركة المحافظة المتشددة «حفل الشاى»، شارون انجل، و«ريد» السياسى المخضرم قاد إصلاحات الرئيس أوباما فى المجلس وتشكل إعادة انتخابه بذلك استفتاء على سياسة أوباما فى مواجهة «حفل الشاى» الذى يدعو إلى التخفيف من التزام الدولة وخفض النفقات العامة وفرض ضرائب أقل.
