واشنطن وكالات الأنباء: 23 يوما فقط تفصل بين الناخب الأمريكي وصناديق الاقتراع التي سيتوجه لها, ولم يمر سوي عامين فقط علي آخر مرة كان فيها هذا الناخب هناك لانتخاب رئيس جديد للبيت الأبيض. ولكن هذه المرة سيتوجه الناخب ليختار كونجرس جديدا يمكن أن يتحول إلي أداة لمعاقبة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما علي بعض السياسات التي اعتمدها خلال النصف الأول من ولايته. وأمام ما يمثله هذا الاختبار للديمقراطيين من تحد وللجمهوريين من فرصة للتخلص من لقب البطة العرجاء واستعادة ما خسروه خلال سباق الرئاسة السابق عام2008, فقد قرر الحزبان الانفاق ببذخ علي الحملة الانتخابية لمرشحيهما لتصبح نفقات الانتخابات النصفية للكونجرس المقررة في2 نوفمبر المقبل هي الأغلي في التاريخ الأمريكي, وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية في رصدها للسباق الانتخابي الأمريكي. فقد أشارت الصحيفة إلي أن الحملة ستتكلف ما يزيد علي خمسة مليارات من الدولارات, أي نحو خمسة أضعاف ما أنفق علي السباق نحو البيت الأبيض قبل عامين. ومع اقتراب ساعة الصفر انتقلت المعركة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري من ساحات السياسة إلي ساحات المال والإعلام, حيث شهدت واشنطن مبارزات عديدة بين الحزبين علي الفوز بألقاب صاحب القدرة الأكبر علي جمع التبرعات, والأكثر اتصالا بجماعات الضغط, والأكثر إنفاقا علي الدعاية. وأوضحت وكالة أسوشيتد برس أن الحزبين المتنافسين يدركان جيدا أهمية السباق المقبل, واصفة إياه بأنه السباق الأهم الذي سترسم نتائجه وجه السياسة الأمريكية خلال الفترة المقبلة. وأضافت أنه في أحدث استعراض لقوة الحزب قرر الديمقراطيون اللعب في الساحات التي يعلمون أنها لهم مسبقا وحمايتها من غزو الجمهوريين, حيث أنفقوا خلال الأسبوع الماضي نحو52 مليون دولار علي إعلانات دعائية تليفزيونية تم بثها في60 مقاطعة في ولايات الغرب الأوسط الأمريكية. لكن الجمهوريين لم يقفوا صامتين أمام تحركات منافسيهم, حيث خصص الحزب35 مليون دولار للإعداد لإعلانات تليفزيونية وإذاعية يتم بثها في55 مقاطعة في ولايات أمريكية مختلفة دون التركيز علي منطقة محددة, في محاولة للتأثير علي الناخب المستقل من جانب وللتأثير علي ثقة الناخب الديمقراطي في حزبه من جانب آخر. وفي وقت متزامن مع الانتقاد الذي وجهه الرئيس الديمقراطي أوباما لقيام شركات كبري بدفع مبالغ مالية ضخمة لدعم مرشحي الحزب الجمهوري, سلطت وكالة أسوشيتد برس الضوء علي الدور المتنامي لمجموعات الضغط اللوبي في السباق الانتخابي الحالي, حيث أوضحت أن هذه المجموعات سواء لمصلحة الجمهوريين أو الديمقراطيين- انفقت حتي الآن نحو80 مليون دولار مقارنة ب16 مليون دولار أنفقتها هذه المجموعات في هذه المرحلة خلال انتخابات التجديد للكونجرس عام.2006 وفي هذه الصدد, أوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الحكم الذي قضت به المحكمة الدستورية العليا في وقت سابق من العام الحالي والذي يسمح بعدم الكشف عن الجهات المانحة للأحزاب سمح بفتح الباب أمام موجة واسعة من الإنفاق السري علي الحملات الانتخابية. وأضافت الصحيفة أن الدستور الأمريكي كان ينص علي ضرورة إعلان صاحب أي تبرع موجه للحزب ضمانا للشفافية, مشيرة إلي أنه علي مدي الانتخابات الأمريكية السابقة كانت غالبية التبرعات90% منها مسجلة في الأوراق الخاصة بالحزبين إلي جانب هويات المانحين.