اتهم رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان رجل الأعمال المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله كولن، اليوم الأربعاء بالتآمر عليه مع المعارضة من خلال تزييف تسجيلات وتحداه أن "يقف في الميادين" ويمارس العمل السياسي في تركيا. وبث مجهول يستخدم اسما مستعارا تسجيلا صوتيا عبر موقع يوتيوب أمس الأربعاء زعم أنه لأردوغان ينصح ابنه بخصوص أعماله، وجاء ذلك في أعقاب تسجيل آخر بث في وقت سابق هذا الأسبوع وأجج فضيحة فساد حكومي تعتمل منذ بعض الوقت وأثارت القلق في أسواق المال. وفي أول اجتماع حاشد يحضره أردوغان منذ ظهور التسجيلات قال في كلمة في إطار حملة الانتخابات المحلية التي تجرى في نهاية مارس: إن كولن تواطأ مع حزب الشعب الجمهوري المعارض على نشر التسجيلات الملفقة بطريقة "المونتاج". وأضاف في الخطاب الذي ألقاه في بلدة بوردور في جنوب البلاد مستخدما لقب التبجيل الذي يستخدمه اتباع كولن "أيها الخوجة (المعلم) إن كنت لم ترتكب أي جرم فلا تقم في بنسلفانيا، إن كان بلدك تركيا فلتعد إلى بلدك." وتابع "إن كنت تريد العمل بالسياسة فلتقف في الميادين وتمارس العمل السياسي" متحديا كولن الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يتمتع بنفوذ كبير في أجزاء من جهاز الدولة البيروقراطي ولا يتمتع بنفس التأثير في صناديق الانتخاب. ويعتقد أن كولن الذي يقول أتباعه إن عددهم بالملايين أقام على مدى عشرات السنين شبكة نفوذ في الشرطة والقضاء ويقود حركة إسلامية عالمية قوية من مجمع في جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية. ويتهم أنصار أردوغان كولن بتدبير تحقيق الفساد الذي برز إلى العلن في أواسط ديسمبر، بالقبض على بعض رجال الأعمال المقربين من رئيس الوزراء وثلاثة من ابناء الوزراء سعيا للاطاحة به. وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت قبل بث التسجيل الأول يوم الإثنين إن التأييد الشعبي لأردوغان لم يتأثر تقريبا بفضيحة الفساد، ويقول محللون سياسيون إن اتباع حركة خدمة التي يتزعمها كولن يمثلون ما بين ثلاثة وخمسة في المئة من الناخبين. ووصف كولن من خلال محاميه اتهامه بالتواطوء في التسجيلات بأنه ظالم ويساهم في إشاعة أجواء "الكراهية والعداوة" في المجتمع التركي. وتحول خلاف أردوغان مع كولن الذي طالما دعم صعود حزب العدالة والتنمية ذي الأصول الإسلامية إلى واحد من أكبر التحديات التي تعرض لها رئيس الوزراء طوال مدة توليه السلطة منذ 11 عاما. وأذاع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو التسجيل الأول خلال اجتماعه الأسبوعي مع الكتلة البرلمانية لحزبه يوم الثلاثاء. وقال اردوغان "خوجة حزب الشعب الجمهوري في الخارج سلم تسجيلا مركبا بطريقة المونتاج للمدير العام لحزب الشعب الجمهوري وكلفه بهذه المهمة. قال له... سنعد تسجيلات ممنتجة من هنا وستتحدث أنت عن هذه التسجيلات في اجتماعاتك." وكان أردوغان قال عن التسجيل الأول الذي بث عبر يوتيوب يوم الإثنين إن اعداءه السياسيين لفقوه. وفي ذلك التسجيل زعم أن أردوغان يقول لابنه بلال أن يتخلص من مبالغ نقدية كبيرة مع بدء اعتقال المشتبه بهم في تحقيق الفساد. ويزعم أن التسجيل الثاني الذي بث أمس الأربعاء لأردوغان ينصح بلال بألا يقبل المبلغ المعروض في صفقة تجارية ما وأن يتمسك بمبلغ أكبر. ويقول الصوت في التسجيل الجديد "لا تأخذه. أيا كان ما وعدنا به عليه أن يحضره. إن كان لن يحضره فلا ضرورة." ويضيف "الآخرون يحضرون. فلم لا يستطيع هو أن يحضر؟ ماذا يظنون هذا العمل؟... لكن لا تقلق سيقعون في حجرنا." ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة أي من التسجيلين وقال أحد نواب رئيس الوزراء الأربعة للصحفيين إن تسجيل الأربعاء مختلق أيضا. وقال نائب رئيس الوزراء أمر الله إيشلر في تصريحات في السودان "فيما يتعلق بتطورات أمس الكل تقريبا يجمع على أنها (التسجيلات) نتاج عملية مونتاج" ووصف المسئولين عن ذلك بأنهم "عصابة تعمل بشكل غير مشروع". وأضاف "نوع من الهندسة السياسية يجري التخطيط له في تركيا من خلال الابتزاز والشرائط." ويقول مسئولو الحكومة إن شبكة خدمة تتنصت بطريقة غير مشروعة على آلاف الهواتف في تركيا لسنوات لإعداد دعاوى جنائية ضد أعدائها ومحاولة التأثير على شئون الحكومة. وقال أردوغان "هل يمكن أن تتخيلوا هذا؟ ضابط الشرطة الذي يعمل عندي... يضع جهاز تنصت في أكثر الأجزاء خصوصية من مكتبي" مضيفًا أن الضابط المعني حددت شخصيته وبدأت الإجراءات القانونية ضده. ولم يذكر اسم أي شركة في تسجيل الأربعاء لكن الصوت الذي يزعم أنه صوت بلال أردوغان يشير إلى شخص باسم "السيد صدقي" ويقول إنه لا يستطيع أن ينفذ صفقة. ويقول نص مرافق للتسجيل الصوتي في يوتيوب إن الاشارة مقصود بها صدقي أيان رئيس شركة تورانج ترانسيت تاسيماجيليك في اسطنبول. ولم يتبين الأساس الذي قام عليه هذا الاستنتاج. ويفيد موقع وزارة الاقتصاد بأن الشركة حصلت على حوافز حكومية من بينها إعفاءات ضريبية على استثمارات تقرب من 11.5 مليار ليرة (5.2 مليار دولار) في ديسمبر،وفقا لوكالة رويترز.