اليوم.. ليس ككل الأيام.. اليوم يوم العبور الجديد.. اليوم.. يوم الإرادة الشعبية كنا نتحدث عن الثورة كثيرا ونقول للذين يقولون أنها ثورة الجياع أو ثورة الجوع كنت أقول لهم ولماذا لاتكون ثورة الكرامة والعزة، وفى كل يوم تثبت الأيام صحة كلامى عن الثورة المباركة ؛ فبداية من العصيان المدنى على الفساد والمفسدين والمطالبة بإبعادهم ومحاكمتهم ، ونهاية بالعبور الجديد نحو العزة والكرامة أمس..الكرامة التى أهينت وامتهنت إبان حكم النظام الفاسد ..كنا نقتل كل يوم ألف مرة بسبب ضعف ووهن وخيانة الحاكم ونظامه ،وتحدث أشياءاً يندى لها الجبين من العدو الصهيونى ،ويكون النظام والحاكم خط الدفاع الأول ونبكى دما على شهداء أجلاء يسقطون على رمال سيناء الطاهرة ؛فهؤلاء الجنود ليسوا جنوده ولا حماة النظام،ولكنهم جنود مصر الحرة المستقلة ؛فكان يموت من يموت ويجرح من يجرح ؛وكأن الدم المصرى رخيص ولا يتحركون ساكنا ، وإذا تحرك الشعب إما الموت أو الاعتقال .. وكنا نمشى وسط أشقائنا فى الوطن العربى خافضى الرؤوس بسبب هذا النظام الخائن وحكومة الأرقام ،وكان نصيب إخواننا فى فلسطين وغزة النصيب الأكبر من الاعتداءات الإسرائيلية عليهم ويموت المئات والألوف ولا يحرك النظام ساكنا ، وكان يتبجح ويخرج علينا ويقول بسبب الصواريخ العبثية وكأنه يرشد العدو الصهيونى على المخرج ومنذ أيام حدث اعتداء اسرائيلى على الجانب المصرى ، وكأنهم رموا بالونة اختبار لمصر بعد النظام البائد ولكى يعرفوا من هم المصريين ؟! وهل الشعب مازال محكوم بالحديد والنار؟! وأذاقهم الشعب المصرى العظيم منذ ذلك اليوم الويلات وهاهم يتحسرون على النظام البائد الذى كان خط الدفاع الأول عنهم ونسوا وقت الاعتداء أن المصريين قد تحرروا من الخوف وبطش الحاكم وأنهم أصبحوا غير مسيرين وكان يوم أمس والذى أطلق عليه العبور الثانى ..ففى الشهر العاشر عام 1973 كان العبور الأول وتحطيم الأسطورة والجيش الذى لا يقهر حينها وحطمنا خط بارليف ولقناهم درسا فى فنون الحرب ،واليوم وفى الشهر التاسع كان العبور الثانى يوم إن اقتحم المصريون الأبطال الشرفاء مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة والسبب عدم رضاهم أن يبقى سفيرها على هذه الأرض المباركة، واليوم ظهر معدن الشعب الحقيقى ونتخلص من اتفاقية العار عن قريب وستنتصر الإرادة الشعبية ولن نسمح لأى خائن كان من كان أن يملى علينا ما نريده.. نحن الآن على خطى التحرر من كل الثياب المثقلة التى ألبسها لنا النظام الخائن سننزع هذه العباءة الثقيلة وسنتحرر من الاحتلال فى الداخل وفى الخارج وأقول للبنت اللعوب إسرائيل لن تحميكى أمك المستهترة امريكا فزوالك آت .. وزوال احتلالك لفلسطين آت.. وفجر صبح الحرية بزغ نوره من بعيد يطل علينا كبدر اكتمل ضياؤه وأقول لأبطال العبور الثانى انتم نور العيون وروح الأمة والرياح الطاهرة التى ستنفض غبار الذل والمهانة ..فالله اكبر وتحيا مصر.. الله اكبر وتحيا الأمة العربية الواحدة الموحدة.. الله اكبر ويسقط الاحتلال الموجود فى أراضينا وربوعها فى كامل تراب الوطن العربى ..الله اكبر ويعيش شباب الأمة وأخيرا لن يهزم شعب يحمل هذه الإرادة الوطنية الشريفة .