هاريس: هناك تقدم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    إعصار ميلتون يهدد فلوريدا والسلطات تلزم مليون شخص بالمغادرة    منال سلامة: ربيت أبنائي بصرامة وحزم لأني كنت أشعر بأني سأموت صغيرة    شبانة: هاني رمزي سيتولى ملف التعاقدات في الأهلي بشكل مؤقت وغير معلن    9 شهداء في غارة إسرائيلة على حي الشجاعية بمدينة غزة    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري.. تراجع محدود    هل يقود نهائي السوبر حكام أجانب.. محمد فاروق يكشف التفاصيل    عاجل.. رد مفاجئ من إمام عاشور على استبعاده من منتخب مصر    7 وفيات من قرية واحدة.. أسماء المصابين والمتوفين في حادث الشرقية-صور    غارة إسرائيلية على حارة حريك بالضاحية الجنوبية في بيروت    شريك حياتك يدعمك.. برج الجدي حظك اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    عدد حلقات مسلسل مطعم الحبايب    كم تبلغ قيمة جائزة نوبل؟.. حصل عليها جيفري هينتون لتطويره الذكاء الاصطناعي    تعرف على فوائد التبرع بالدم بشكل منتظم    حبس قائد سيارة تحرش بفتاة أجنبية بالمعادي    2119 شهيد و 10019 جريح …لبنان يكشف حصيلة الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيونى    ستدفع فاتورة إنفاقك المتهور الفترة الماضية.. برج الجوزاء اليوم 9 أكتوبر    عاجل.. الزمالك يستخرج تأشيرة الإمارات ل أحمد فتوح رغم استبعاده المحتمل من السوبر المصري    «قديم واتصور في لحظة ضعف».. الفنانة شمس تكشف تفاصيل الفيديو المنتشر: سألجأ للقضاء    حبس تشكيل عصابي لإدارتهم مصنع لإنتاج وتصنيع المواد المخدرة في حلوان    إجراء 5 عمليات جراحية كبرى بمستشفى سوهاج العام    مصرع شخصين وإصابة 12 في حادث الطريق الصحراوي بمحافظة البحيرة    حبس المتهم بخطف سمسار بالمرج    ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على لبنان    افتتاح المقر الجديد لشهر عقاري وتوثيق «جهينة».. ومأمورية «المراغة»    "مياه أسيوط" تُواجه تحديًا هندسيًا لإصلاح تسريب خط الطرد الرئيسي- صور    سكودا تقدم إلروك.. البديلة الكهربائية لكاروك    على الهواء مباشرة.. عدلي القيعي يعلن رحيله عن شركة الكرة بالأهلي في هذا الموعد    عاجل.. حقيقة وصول خطاب إيقاف القيد للزمالك بسبب مستحقات أشمبونج    الإصلاح والنهضة: رسائل تفتيش الحرب رسالة واضحة لكل من يحاول العبث مع مصر    إعلام أمريكي عن مسؤولين إسرائيليين: غارة قرب السفارة الإيرانية في سوريا    رويترز: قيادات حزب الله تتخلى عن شرط هدنة غزة لوقف النار في لبنان    من غير فلوس.. جمال شعبان يكشف عن أرخص دواء للوقاية من أمراض القلب    مفاجأة عن الأسعار.. الإسكان تكشف تفاصيل جديدة عن الشقق المطروحة    تضامن المنيا تنفذ خططا وبرامجا لدعم الأرامل ومحدودي الدخل    محافظ كفر الشيخ: إزالة 10 حالات تعد على الأراضى الزراعية ب3 مراكز    أحمد موسى: ظهور معدات عسكرية لأول مرة في اصطفاف الفرقة السادسة مدرعة    عاجل.. تفاصيل جلسة جوميز مع أوفي إيجاريا صفقة الأهلي الجديدة    حار نهارا.. تعرف على طقس اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    تُذيب القلوب بسهولة.. 3 أبراج نظراتها مغناطيسية    الدعاء لتحصيل التوفيق والتيسير في الأمور    الدعاء كوسيلة للتخلص من الهموم وجلب الطمأنينة    الدعاء في السراء والضراء: وسيلة للشكر والصبر    التحريات تكشف سبب حريق شقة سكنية بالهرم    ضبط 3 متهمين صدر بحقهم 73 حكماً قضائياً في كفر الشيخ    محمد فاروق يهدد بالاستقالة من رئاسة لجنة الحكام    نشرة التوك شو| نجيب ساويرس يبدأ كتابة مذكراته.. الإسكان تطرح الجديد وحدات سكنية جديدة    صفقتان على أعتاب الأهلي.. مختار مختار يكشف التفاصيل    3 قرارات ل نقابة الأطباء بشأن أزمة التصالح على العيادات    موعد تشغيل خدمات الجيل الخامس في مصر وطرح الشريحة الإلكترونية eSIM (فيديو)    عيار 21 الآن «بيع وشراء».. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024 بعد الانخفاض الجديد    طريقة عمل الكيكة العادية الهشة، أرخص تحلية لأفراد أسرتك    حرام وله مخرجان.. عالم سعودي يوضح حكم بيع وشراء الذهب والفضة عبر المتاجر الإلكترونية    اقرأ غدًا في "البوابة".. الرئيس: السلام خيار استراتيجي لمصر    أمين «البحوث الإسلامية»: الفتوى ليست مرتعًا للمتنطعين والشريعة جاءت لمصلحة العباد    وزير الصحة: إطلاق 40 دليلاً إرشادياً لتعزيز جودة الرعاية الصحية    وزيرة التضامن: نهتم بخدمة المواطنين ومتابعة الخطوط الساخنة لتلقى الشكاوى    مجلس النواب يوافق على منحة بمليونَي دولار لإنشاء ممر ملاحي -تفاصيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور عادل عامر يكتب عن : حماية المستهلك في ظل الاقتصاد الحر

مسايرة للعولمة الاقتصادية تبنى المشرع المصري نظام اقتصاد السوق الذي يرتكز أساسا على مبدأ حرية المنافسة الذي يؤدي إلى تحقيق الجودة وتحسين الخدمة ووفرة الإنتاج وتخفيض الأسعار وبالتالي تحسين المستوى المعيشي للمستهلك.
و رغم ما تحققه المنافسة في ظل هذا النظام من تحرير للسوق و توفير للسلع إلا أنها تنطوي على عدة مخاطر على صحة و أمن المستهلك الذي يعد الطرف الضعيف في العقد الاستهلاكي.
فإن مبادئ الاقتصاد الحر ألا تتدخل الدولة في الأنشطة الاقتصادية الحاصلة على أرضها وأن تترك الأسواق تضبط نفسها بنفسها، فهذا يعني أن هذه الدولة تعتمد على مبادئ النظام الاقتصادي الحر، وإضافة إلى ذلك
فإن ما ستقوم به دولة الكويت هذا الأسبوع بعقد ملتقى الكويت للاستثمار الذي تنظمه هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في ظل سعي الدولة لتشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية من خلال تعزيز بيئة الأعمال وتفعيل دور القطاعات المعنية بدعم العملية الاستثمارية عبر خلق بيئة تواصل إيجابية بين المؤسسات المعنية بالعملية الاستثمارية في القطاعين العام والخاص،
إذ يعد حافزا مهما للربح الدافع الأساسي لزيادة الإنتاج، وهو المحرك الأساسي لأي قرار يتخذه المنتجون والمستثمرون، ويؤدي التنافس بين المنتجين أنفسهم وبين المستهلكين فيما بينهم إلى الاستغلال الكفء للموارد الاقتصادية، فتؤدي المنافسة إلى توفير السلع بأحسن جودة وأفضل الأسعار من خلال تعريف المستثمرين ببيئة الأعمال الجديدة وبفرص الاستثمار المتاحة المحلية والخليجية بأكبر عائد وأقل تكلفة وجهد خلال المستقبل القريب، وكل ذلك يصب في المصلحة العامة للمستهلك المصري
شيوع ظواهر سلبية كثيرة في الأسواق؛ أبرزها الغش الصناعي والتجاري، والاحتكار، والمغالاة في الأسعار، وهذه الظواهر لا تضر بالمستهلك وحده، لكنها تضر بالمجتمع كله، وهناك مؤشرات للخسائر الناتجة عن الغش التجاري في البلاد العربية التي تعاني من هذه المشكلة وهي مؤشرات تحتوى على أرقام ضخمة،
ومن هنا أصبحت المواجهة واجبة وحتمية، وهذه المواجهة تحتاج إلى تكاتف جهود مؤسسات وأجهزة كثيرة داخل المجتمعات العربية، منها أجهزة الرقابة والمتابعة، وهذه لديها صلاحيات الضبط، وتحرير المخالفات، وتطبيق العقوبات على المخالفين والمتجاوزين للقواعد الضابطة للأسواق.. لكنها وحدها لا تكفي، ويجب أن تواكبها حملات توعية وتوجيه، ونشر للقيم الدينية الضابطة لسلوك كل المتعاملين في السوق.
ان المستهلك يظل هو العنصر الأضعف في منظومة السوق، فهو ضحية الغش، والمغالاة في الأسعار، والتطفيف في المكيال والميزان، وهو ضحية كل صور الاحتكار، ولذلك يجب أن نعترف بأن المستهلكين في حاجة إلى مزيد من إجراءات الحماية وحماية حقوقهم، وهنا لا ينبغي أن نحملهم مسؤولية ما تشهده أسواقنا من فوضى واضطراب ونطالبهم بالمراقبة أو المقاطعة، لأن رقابة الأسواق لها أجهزتها المعنية بذلك والتي تمتلك كافة الصلاحيات لمحاسبة المتجاوزين وتقديمهم للعدالة.. ثم يأتي دور المستهلك بعد ذلك، وهذا الدور لن يستطيع المستهلك القيام به دون وعي وتوجيه مستمرين، ودون وجود هيئات وتنظيمات شعبية تعاونه على ذلك.
بعد تطور التجارة من خلال الأنترنت في الآونة الأخيرة، مما يتوجب عليه محاولة إيجاد الطرق لحماية المستهلك من الغش أو الخداع الذي قد يتعرض له مثل شراء بضائع منتهية الصلاحية وذلك من خلال شبكة الإنترنت، أو شراءه أجهزة عندما يقوم باستلامها يجد أن بها عيباً أو غيره من الخدمات التي قد يقوم بطلبها من خلال شبكة الأنترنت ولا يوجد ما يؤمن له حقوقه كمستهلك لها.
وقد ظهرت العديد من المواقع في الدول الأوروبية تدعم المستهلك وتواجه الغش والتضليل التجاري، وظهرت كذلك العديد من المواقع العربية لحماية المستهلك وتعريفه بحقوقه الاستهلاكية وتؤكد على حقه في الاختيار وحقه في التأكد من سلامة المنتج ومعرفته بأي عيوب بها، وحقه في التعويض في حالة ما إذا كان هناك ضرر في هذه السلعة.
وتقوم هذه المواقع بتقديم خدماتها من خلال منتديات ومنصات يتم فيها تبادل الخبرات ويعرض فيها المستهلكين تجاربهم السيئة في الشراء حتى يستفاد منها الآخرون، وتقدم تحديثات دائمة بشأن مواقف الغش التجاري وتحليلها من قبل المتخصصين في هذا المجال.
وتقوم هذه المواقع بتلقي الشكاوى من خلال البريد الإلكتروني، وتعطي الكثير من الوقت والمساحة لعرض الكثير من المعلومات التي تساعد المستهلك على معرفة حقوقه وتجنب الوقوع في فخ الغش والتضليل.
وقد بدأت التجربة الأولى في حماية المستهلك في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عام 1962 وقد أعلن حينها الرئيس الأمريكي جون كنيدي في الكونجرس الأمريكي أن هناك أربعة حقوق يجب أن يتمتع بها المستهلك وهي:
الحق في المعرفة
الحق في الأمان
الحق في الاختيار
الحق في الاستماع
ويقوم بتطبيق هذه الحقوق مؤسسات التجارة والغذاء وكذلك هيئة المستهلك لسلامة الدواء. كما شهدت كل من بريطانيا وفرنسا تجارب كبيرة في مجال حماية المستهلك، وأصدرت العديد من القوانين التي كان لها الكبير من الأثر في دعم وحماية المستهلك. إن الموازنة بين النشاط التنافسي وحقوق المستهلك أمر فرضته قواعد اقتصاد السوق، وذلك نظرا لاتساع اختلال التوازن بين المستهلك كطرف ضعيف في العلاقة الاقتصادية وبين العون الاقتصادي الذي يهيمن على تلك العلاقة بقوته الاقتصادية وكفاءته التقنية في مجال الإنتاج والتوزيع. لأجل ذلك تدخل المشرع المصري بموجب قانون حماية المستهلك وقمع الغش،
وكذا قانوني المنافسة والممارسات التجارية، بفرض جملة من الآليات الموضوعية والإجرائية على العون الاقتصادي، والتي من شأنها حماية حقوق المستهلك وتحقيق علاقة اقتصادية متوازنة.
تتبنى مصر اقتصاد السوق الحر وقد بدأ برنامج إصلاح اقتصادي شامل لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري منذ عام 1991 وتضمن هذا البرنامج حزمة من السياسات المالية والنقدية وسياسات الخصخصة وإصدار العديد من التشريعات. ولقد ساهم هذا البرنامج الإصلاحي بشكل كبير في تعزيز الأداء الاقتصادي للسوق حيث شهدت الألفية الجديدة تزايد نسبة الاستثمار الأجنبي في السوق المصري.
يقصد باقتصاد السوق الحر النظام الاقتصادي الذي يتمتع فيه كلا من البائع والمشتري بحرية الاختيار حيث تتحكم آلية السوق بتحديد الأسعار طبقا لقوى العرض والطلب الخاصة بكل سلعة أو خدمة.
يقتصر دور الدولة في الاقتصاد الحر على تطبيق القوانين ومراقبة الأوضاع داخل السوق. وهذا يعني أن الحكومة لا تتدخل بشكل مباشر في عملية تحديد ووضع أسعار السلع فهي مجرد مراقب لهذه العملية وكل ما عليها هو التأكد من أن الأسعار المحددة هي أسعار موضوعة طبقا لقوى العرض والطلب. ولا تدخل الحكومة في إدارة الاقتصاد بشكل مباشر إلا في حالات استثنائية ووفقا لضوابط وشروط معينة
تعد سياسات الإصلاح الاقتصادي التي اتبعتها الحكومة المصرية من أهم السياسات الاقتصادية منذ التسعينات لأنها أسهمت في تغيير بنية الاقتصاد القومي من اقتصاد يعتمد على القطاع العام إلى اقتصاد يتزايد فيه دور القطاع الخاص،
ومن الدور المركزي في إدارة الاقتصاد إلى السماح لقوى السوق بالعمل في مجالات متزايدة. وقد تضمن البرنامج عدة سياسات منها إصلاح وتحرير سعر الصرف ، وتنفيذ برنامج للخصخصة وتحرير القطاع العام والتجارة الداخلية والخارجية.
وقد أصبح المستهلكون يهتمون اهتماماً غير مسبوق بطريقة إنتاج الأغذية وتجهيزها وتسويقها، وتتزايد مطالباتهم بأن تتحمل الحكومات مسؤولية أكبر لحماية المستهلك وضمان سلامة الأغذية.
وتهم منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية اهتماماً كبيراً بتعزيز النُظم الوطنية للرقابة على الأغذية التي تستند إلى المبادئ والخطوط التوجيهية العلمية، والتي تتناول جميع قطاعات السلسلة الغذائية.
ولهذا أهمية خاصة في البلدان النامية في سعيها إلى تحسين سلامة الأغذية وجودتها ورفع مستوى التغذية، ولكن هذا الأمر يتطلب مستوى عالياً من الالتزام السياسي.
وفي كثير من البلدان تكون الرقابة على الأغذية ضعيفة بسبب كثرة التشريعات وبسبب تعدد جهات الاختصاص وبسبب نقاط الضعف في الرقابة والرصد والإنفاذ. وتسعى الخطوط التوجيهية التالية إلى تقديم المشورة للسلطات الوطنية بشأن استراتيجيات تقوية نُظم الرقابة على الأغذية بما يضمن حماية الصحة العامة ويمنع الغش والتحايل، ويتجنب تلويث الأغذية، ويساعد على تسهيل التجارة.
ومن شأن هذه الخطوط التوجيهية أن تساعد السلطات على اختيار أنسب الخيارات في نُظم الرقابة على الأغذية من حيث التشريع والبنية الأساسية وآليات الإنفاذ. وتوضح الوثيقة المبادئ الواسعة التي تحكم نُظم الرقابة على الأغذية، وتقدم أمثلة على البنية الأساسية والأساليب التي يمكن أن تسير عليها النُظم الوطنية.
**كاتب المقال
دكتور القانون العام
عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان
مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية
مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا
مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية
مستشار تحكيم دولي محكم دولي معتمد خبير في جرائم امن المعلومات
نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي لحقوق الانسان والتنمية
نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا
عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة
عضو منظمة التجارة الأوروبية
عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.