ما يحدث بمصر الآن لم يأت صدفة ، فالحرائق والمصائب تتوالى من تدبير عقول أذناب النظام البائد لإحراق مصر . ولكن لو نظرنا إلى ما حدث عقب إعلان العليا للرئاسة أن جولة الإعادة بين أحمد شفيق ومحمد مرسى وما أعقبه من حرائق لمقرات شفيق لعلمنا أن هناك " إن " فى القضية . الشعب الرافض الثائر على شفيق تجاوز بالملايين أعداد من أعطوا لشفيق أصواتهم ، والتقارب العددى فى الخمسة ملايين التى حصل عليها كلاهما مع الفارق فى الكسور العددية يجعلنا نتساءل لم هذا الفارق بينهم وبين الآخرون . وأتوقع أن هناك أمورا لم تعلن بعد تؤكدها رفض العليا للإنتخابات للطعون المقدمة ، ورفض التحقيق فى قضية تصويت ضباط وأمناء الشرطة وإعتبارها شئ من وحى الخيال عار تماما من الصحة . فهل ما حدث كان مدبر لصالح أحد الفصيلين دون غيرهما ؟؟ الصراع الذى دار أعقاب ثورة 25 بين الإخوان والفلول للسيطرة على الدولة يذكرنى بصراع الأقرع على المشط والأعمى على النظارة ، فلا هذا ولا ذاك يريده الشعب !! وجعل الشعب فى حيرة من أمره ، بعد الضغط الواقع علينا أنختار جماعة بكاملها ممثلة فى الإستبن لتحكمنا أم نختار أحد فلول النظام ليعيد النظام أم نحل الجماعة أم نبطل الأصوات أن نقاطع الإنتخابات ؟؟ أسئلة عديده ؛ ولعبة العسكر والإخوان التى خطط لها منذ أمد بعيد بحصر المنافسة بينهم والحكم للمشاهدين فى نهاية الفيلم ؛ فالبعض يقول نريد التغيير بحكم الإخوان ، والبعض الآخر يقول نار شفيق ولا جنة مرسى !! وأمهات الشهداء أعلنوا مقاطعتهم للإنتخابات ، ولديهم الحق فكيف أرى من ذبح ابنى وأخى وأبى وجارى وزميلى وصديقى يحكم أمر البلاد والعباد وأقف مسلوبة الإرادة !! لو كان مبارك يريد ندما من الشعب على عصره فلن يندم أى شاب على ثورة عظيمة خلعت رأس النظام الفاسد وسجلها التاريخ وتباهت بها الأمم . ولا بد أن نتألم حتى نشعر بالراحة ، ولكن أتوقع أن تشهد جولة الإعادة بكاء لقلوب كافة شرفاء الوطن ، فحين ينحى الصندوق أمثال صباحى وخالد على جانبا لتدور المنافسة بين اللحية والكاب فلابد أن يبكى كل شريف على حال مصر . لقد إنحرف بنا المسار لنقبل بجماعة دينية تسيس الدين ، ورمز من رموز النظام لنخرج من بيوتنا ونلوث أصابعنا بالحبر لنختار إما هذا أو ذاك . أتمنى أن تكون هناك معجزة من رب السماء لإظهار الحق وسط ضمائر أصبحت أكثر إتساعا من ثقب الأوزون تزور وتدلس وتغش لتصل لكرسى غير آبهيين أن هناك بشر من حقهم العيش فى أمن وأمان ، وأن هناك أجنة فى أرحام أمهاتهم من أبسط حقوقهم الخروج لواقع متزن حتى يكونوا مستقبل لأمة قوية . أكتب كلماتى بحزن عميق وحيرة من أمرى الكاب أم اللحية أم المقاطعة وإعطاء فرصة للتزوير