منذ أيام قليلة مضت كنّا نجمتع على مائدة واحدة وفى ميعاد واحد نتناول وجبة الأفطار ونستمر على هذا النظام شهراً كاملاً وحينما نقول شهر فأننا فى الحقيقة نشعر به كأنه أسبوع أى (7 أيام) وليس (30يوماَ) وبعد أن تنصرم أيام هذا الشهر نقول ( ياخسارة رمضان خلص بسرعة ) وبعد شهور قليلة مضت مليئة بالصراعات والأحداث المليئة بالعنف الغير مبرر وعلامات الإستفهام الكثيرة وعلامات الدهشة والتعجب المرسومة على وجهه أناس كثيرين وإختفاء الفرحة من القلوب التى تحجرت وإزيلت الرحمة منها، ومع إنتشار الجرائم ، وإنتشار الظواهر العجيبةوالغير أخلاقية ومع إباحة الأشياء المحرمة وإيجاد مبرر قوى لنتفيذها ، تستمر الحياة ويعيش الإنسان داخل بئر عميق ينادى على الحياة النظيفة الطاهرة.........ينادى على كلمة الإنسانية التى نحن منها ......ينادى على ضميره الذى مات، فينظر أمامه فيجده بوجهه المضيئ وبروحه الصافية ينظر إليه ويطرد الشيطان من داخله ويمسك يديه ويخرجه من هذا البئر ليجد نفسه بحجرة بها مصحف وكتيب به أدعية وأذكار وسجادة للصلاة وغذاء يكفى شهراً وملابس ، فتعجب من هذا المكان وقال : لماذا أتيت بى إلى هنا؟ فردا قائلاً: لكى تعيش مع ( الله)، فقال : هنا وأين هاتفى .........أين التلفاز.....أين الكمبيوتر ؟ كيف أعيش بدونهم؟ فردا قائلاَ: لديك (11شهراً) تعيش فى رخاء .....تعيش كما يحلو لك، مقصر فى حق ( المولى عز وجل ) متناسياَ أن الموت يأتى فجأة وأنك ملئ بالذنوب والآن أعطيك فرصة ربما تكون الأخير ة لكى تتطهر عسى أن يتقبل منك ( المولى) وتصبح إنسان يستحق هذه الكلمة وربما بدعوة صادقة منك ينصلح حال البشرية ، وأنت الآن تبحث عن هاتفك الذى أصبح جزء منك وربما تستخدم إمكانياته بشكل سئ ......... وتبحث عن التلفاز الذى يعدّ وليمه دسمة لعرضها من مسلسلات وبرامج كوميدية وحوارات خارجة ومقالب تافهه وإعلانات مكثفة ومليارات وملايين مدفوعة وأنت جالس أمامه مغيب تشاهد وتأكل فتحلوا المشاهدة بعد الإفطار فبالنهار نأئماً ويمر الوقت سريعاَ ولا ندرى كيف حدث ذلك وتنتهى الفرصة ، وتسأل عن الكمبيوتر الذى يأكل الوقت أكلاَ مابين شات وفيس بوك وتحميل فيلم ومشاهدة فيديوهات أوصور وكلها معاصى ترتكب ، فلدى سؤال لك: كيف إستعديت للإستقبالى؟ فأجاب: إشتريت الفسدق والبندق ومكسرات رمضان وقمر الدين وفانوس رمضان وملئت الثلاجة بكل مالذ وطاب كما يفعل كل الناس . فرد قائلاًَ: وماذا عن إستعدادك النفسى ؟ هل عقدت النية على أنك تعيش جو إيمانى وروحانى فى رحاب القرآن والصلاة والدعاء؟ هل عاهدت نفسك أن تسعى جاهداَ لفعل الخير بالإشتراك فى عمل خير ى ؟ هل عاهدت نفسك أن تجلس كل ليلة وتتذكر مافعلته من معاصى وتستغفر ربك وتعقد العزم إلا تعود مرة أخرى؟ وماذا عن أحلامك ومشاريعك هل ستدعو المولى كل ليلة أن يحققها لك بدموع خاشعة وبقلب ملهوف؟ ولا تقول كما يفعل الناس فسوف يأتى عليك يوماَ ستدخل القبر وسوف تحاسب لوحدك وليس معك أحد فماذا ستقول لربك ؟ أفعل مثل يفعل غيرى. أدعو المولى أن نستغل جميعاً تلك الفرصة الرمضانية إستغلالاَ روحانياَ إيمانياَ عالى المستوى يليق ولوبنسبة ضئيلة ببركات ونفحات الشهر الكريم وتؤهلنا للقاء وجهه الكريم على أفضل حال ربما لم تأتى هذه الفرصة مرة أخرى ، وكل عام وأنتم بخير.