كتبت : رحاب السيد – وائل عبد العظيم قوبلت دعوة فنانين مصريين للمشاركة في مهرجان الفيلم العربي في "وهران" بردود أفعال متباينة داخل الوسط الفني بالجزائر؛ حيث رفضها بعضهم بشدة، مشترطين اعتذار الفنانين المصريين عما وصفوها ب"إهانة الشعب الجزائري"، فيما أبدى آخرون ترحيبهم بالخطوة، باعتبارها الحل الأمثل لإنهاء القطيعة الفنية بين البلدين. قال الممثل محمد عجايمي: إنه ضد فكرة استقدام الأفلام المصرية للمشاركة في مهرجان "وهران"، مضيفا أن المشكلة تكمن في تشجيع الدخلاء على البلاد، على رغم أن المثل الشعبي يقول: "ما يحك جلدك غير ظفرك"، بحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية 7 ديسمبر. ولم يخف عجايمي استياءه الشديد من المشاركة المصرية، على رغم سب وشتم الشهداء وحرق العلم الجزائري، على حد قوله، مشيرا -في السياق نفسه- إلى أنه لا يخص الجمهور ولا المشاهد المصري بحديثه، وإنما الإطارات الثقافية والسياسية، القضائية والإعلامية المصرية. الموقف نفسه تبنته الممثلة بهية راشدي، معتبرة أن دعوة المصريين بمثابة الاعتراف الضمني -من قبل محافظة المهرجان- بأن هذا الأخير لن ينجح في حال غياب الفنانين المصريين. وأكدت بهية أنها في أوج سخطها وغضبها على مسئولي المهرجان أولا، ثم على الفنانين المصريين، الذين لم يتوان -على حد قولها- أغلبهم تقريبا عن شتم الجزائريين وسب الشهداء، مضيفة "وصفونا بالمليون والنصف مليون "جزمة"، وأبناء الخنازير واللقطاء، لذا فأنا لا أكاد أصدق ما يحدث.. بل وحتى بعض الفنانين المصريين الذين لم يقولوا شيئا خلال الأزمة وفضّلوا الحياد، لا نعلم ما تحمله قلوبهم". وأعربت الممثلة الجزائرية عن غضبها مما يواجهه الفنان الجزائري من معاناة، في ظل غياب قانون يحميه ويصون كرامته، في حين يُستقدم المصريون للجزائر ويأخذون معهم أموالا طائلة من ميزانية الفنان. إنهاء الخلافات وفي المقابل قال المخرج موسى حداد: إن مشاركة المصريين ودعوتهم إلى مهرجان الفيلم العربي بوهران "أمر عادي، ولا يجب أن يخرج عن حجمه الحقيقي"، مشيرا إلى أنه "يجب ألا نخلط الأمور، قد تكون هناك مشاكل سياسية أو رياضية مع هذا البلد لكن السينما ثقافة، وأعتقد أنه يجب ألا نوجد إشكالا بالعودة إلى هذا الموضوع وطي صفحة الخلافات". كما طالب حداد "باستقبال المصريين كما يجب، ولا نعيد طرح هذا الإشكال ومحاولة إيجاد الطريق مجددا لعلاقة طبيعية بين الشعبين والفرق الرياضية والفنانين"، مضيفا أنها "لم تكن أبدا قضية كره المصريين للجزائريين ولا العكس، لكن قضية فريق خسر في مباراة مهمة ومشجعين لم يتقبلوا ذلك". من جانبه وصف المخرج بشير درايس المشاركة المصرية في مهرجان الفيلم العربي بوهران بالشيء الطبيعي، قائلا: "يجب على الجزائريين أن يترفعوا عن أي فعل يسيء إلى سمعتهم كبلد مضياف مفتوح لكل الدول العربية". وأضاف "يجب ألا نعاملهم بالمثل لأننا شعب كريم بطبعه"، كما أشار إلى أنه يجب عدم تعميم بعض الأحكام على كل الفنانين المصريين"؛ لأن فيهم "من رفض المهزلة التي وقعت، والذين دعوا إلى المهرجان ليس لهم علاقة بما حدث ضد الجزائر، ويجب ألا يدفعوا ثمن تهور بعضهم". ورفض الممثل عنتر هلال استمرار فكرة القطيعة بين الفنانين المصريين والجزائريين، موضحا أنه قد آن الأوان لإنهائها، ووضع الأزمة الكروية جانبا بعيدا عن كل ما يتعلق بالثقافة. وعلى رغم اعتراف عنتر هلال بالخطأ الذي ارتكبه بعض المصريين في حق الشعب الجزائري، وتعديهم على حرمة الوطن وشتم الشهداء، إلا أنه يرى أن الرد عليهم كان واضحا من خلال سخط وغضب شديدين من قبل الجزائريين في وقت معين، بحسب قوله. واعتبر الممثل الجزائري أن الأخوّة الجامعة بين الشعبين يجب أن توظف في صالح الثقافة، متابعا "يجب عدم البخل على بعضنا البعض بما يحمله كل واحد من مكنونات وكنوز ثقافية، والمصريون لهم تجربة كبيرة في الميدان الثقافي، لا سيما في السينما والمسرح". "فيلم ميكروفون " وتفتح الدورة الرابعة "للمهرجان الدولي للفيلم العربي" بمدينة وهرانالجزائرية الممتدة من 16 إلى 23 ديسمبر الأول ذراعيها لاستقبال ضيوفها من الفنانين المصريين، بعد القطيعة التي استمرت أشهرا على خلفية أحداث "أم درمان" بين مشجعي كل من المنتخبين المصري والجزائري. وأكدت الإعلامية الجزائرية نبيلة رزيق -العضوة في هيئة تنظيم المهرجان- أن مصر ستكون حاضرة في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بفيلم "ميكروفون" للمخرج أحمد عبد الله وبطولة الممثل خالد أبو النجا، وكذلك من خلال مسابقة الأفلام القصيرة بفيلم "أحمر باهت" للمخرج المصري محمد حامد؛ كبادرة "حسن نية" من هيئة المهرجان، مضيفة أن الجزائريين لن يردوا الإساءة بالمثل.