الثورة والضلمه نحن وبلا فخر أول شعب في التاريخ يقوم بثورة من اجل أن يعيش في الظلمة،فما علاقة الثورة والثوريين بالظلام والظالمين!!وبعيدا عن شلالات التبريرات الغير مقنعة حاولت أن ابحث عن تلك العلاقة الغريبة والتي جعلت مصر كلها تجلس ليلا حول الشموع وكأنها تحتفل بعيد ميلاد الثورة المشوهة والكل يرفع يديه للسماء يدعوا بأن يقوم الوزير الباسم_الذي اختصر مشاكلنا كلها_ بتوزيع الشموع بداخل أكياس العيش والتي قل عدد أرغفتها مؤخرا مما جعل الناس تهتف "اقطع ميَّه اقطع نور،بكره يا مرسي عليك الدور" وجعل النشطاء السياسيون يدعون الطلاب إلى "المذاكرة" أمام بيت "الدكتور مرسي" بعد قطع التيار عن كل الشرقية عدا منطقة منزله!! فهل هناك من يخطط أن تظل العدسات اللاصقة على أعيننا حتى لا نعرف الحقيقة،والمتمثلة في أن ما حدث يوم 28 يناير لا يمكن أن يكون قد قام به أفراد،ولكن قامت به جهات،هي المؤسسة العسكرية ومن ينكر ذلك،أما جاهل أو حاقد،فلو كان هؤلاء الشباب هم من اسقطوا عائلة مبارك وحاشيته_ وليس النظام فالنظام الحاكم في عهد مبارك مازال يحكم حتى الآن_ كان احدهم على الأقل الآن من الأشخاص الذين ينظمون إشارة مرور الوطن!! إن الظلمة ليست وليدة اليوم ولكنها كانت ملازمة لنا خلال المراحل الثلاث التي مرت بها مصر منذ ثورة يوليو 1952 وحتى الآن،ففي المرحلة الأولى _فترة حكم جمال عبد الناصر_ كانت التوجهات لإحداث تنمية شاملة في مصر،سواء صناعية أو زراعية،أما المرحلة الثانية _فترة حكم السادات_ كانت الخطوة الأهم نحو التحول الديمقراطي،وأخيرا تأتي المرحلة الثالثة_ مرحلة الرئيس السابق مبارك_والتي زادت فيها الماركسية،وانقسمت إلى قسمين،فترة الحكم الأولى أعاد فيها البنية الأساسية في البلد والتي كانت تقريبا مدمرة،وأوائل التسعينيات وما شاهدته من حرب الخليج الثانية بدأت المرحلة الثانية لمبارك وفيها حدث الجمع بين السلطة والثروة،وتحكم رجال الأعمال في مقدرات الوطن. هذا ما رصدته المخرجة الصديقة "مى أمجد " في فيلمها الروائي القصير «آخر الضلمة» الذي ينتمي إلى نوعية الأفلام المستقلة،تندد من خلاله بكل أشكال الاستبداد والقهر الذي يعانى منه المجتمع المصري الذي مازال موجودا رغم قيام الثورة التي رفعت شعار الحرية،تدور أحداث الفيلم في45 دقيقة تناقش من خلالها كل أشكال الاستبداد المتعددة من خلال السجين السياسي شريف رمزي الذي يتم اعتقاله عن طريق الخطأ من قبل جهة أمنية غير معروفة ليتعرض لجميع أشكال التعذيب داخل المعتقل مع المجرمين،إلى أن يبدأ هذا السجين في التأثير الإيجابي على هؤلاء المجرمين ومحاولة إصلاحهم لكي يكونوا مواطنين صالحين داخل المجتمع،الفيلم يعد صرخة في وجه الاستبداد والقهر،فحرية المواطن المصري مازالت مقيدة رغم قيام الثورة،وتنديدا بالاعتقالات المستمرة حتى الآن والتي تدل على عدم التغيير. وفى ظل هذه الدعوات من جانب المواطنين لتنظيم وقفات احتجاجية،ووعود وزير الكهرباء بحل الأزمة، يظل الأمر الواقع الذي تعيشه مصر ومحافظاتها وأكده عدد من المهندسين والفنيين العاملين بالقطاع وهو انقطاع التيار الكهربائي يومياً، وسط توقعات باستمرار هذه الانقطاعات حتى نهاية الصيف الحالي واستمرارها بل وتصاعدها في الصيف القادم بأضعاف في ظل الظروف التي تعيشها مصر حالياً، وأزمة نقص الغاز الطبيعي وسوء التخطيط،نعلم جميعا أن مصرنا الحبيبة تعيش الآن مرحلة رفع أنقاض الماضي،ولكن كيف يقوم بذلك مقاول الهدد والكهرباء مقطوعة،ووزير الداخلية الهمام يصدر بياناً بحذر فيه من السير في الشوارع الجانبية بالسيارة أو مترجلا بمفرده،حرصا على سلامة المواطنين من التعرض للسرقة! وسالمة يا سلامة امتى هترجع الثورة والكهربا بالسلامة! إلى اللقاء في المقال الثاني والستون مع تحيات فيلسوف الثورة سينارست وائل مصباح عبد المحسن [email protected]