انقطاع الكهرباء في العديد من مناطق القاهرة الكبري والمحافظات أصبح حقيقة واقعة.. تكذب تصريحات مسئولي الكهرباء بأن التيار منتظم وأن الصيف لن يكون مظلمًا. وانقطاع التيار يعد حلقة في مسلسل الأزمات التي تسود حياة المصريين مؤخرا في ظل ارتفاع غير مبرر لكثير من الأسعار وانتشار الفوضي والبلطجة في كل مكان وانفلات أخلاقي غير مسبوق وغياب شبه تام للأمن. المواطنون أعربوا عن استيائهم من انقطاع التيار خاصة في أوقات الظهيرة والليل حيث ارتفاع درجات حرارة الصيف التي تحول مساكنهم إلي نار حارقة. سخر المواطنون من تصريحات المسئولين عن الكهرباء بانتظام التيار وأن الصيف لن يكون مظلمًا.. مؤكدًا أن الواقع يكذب تصريحاته. يقول سيد الطهطاوي "تاجر 59 سنة" لم نعد نقوي علي مواجهة الصعوبات والضغوط الحياتية التي تصدرها لنا الحكومة وكانت الضربة القاضية مشكلة انقطاع التيار الكهربائي منذ عدة أسابيع والتي تفاقمت مؤخرا لتصل إلي حد قطع الكهرباء عن منازل عزبة النخل أكثر من 6 مرات في اليوم الواحد مما تسبب في معاناتنا.. ومعاناة الطلاب الذين يؤدون الامتحانات في مختلف المراحل التعليمية ويذاكرون دروسهم علي لمبة الجاز والشموع. أضاف: لقد حولت الحكومة حياتنا إلي شقاء وعذاب هذا بالإضافة إلي الضغوط المادية والمعيشية التي لم تعد تطاق وما زاد الطين بلة هو الانقطاع المستمر للتيار الكهربي.. مشيرا إلي أن انقطاع الكهرباء يترتب عليه انقطاع المياه التي لا تأتي إلا عن طريق مواتير رفع. يقول شعبان محمود "موظف 47 عاما" لم أر طوال عمري ما أراه هذه الأيام.. فالكهرباء تنقطع أكثر من الوقت الذي تأتي فيه فلا نستطيع ممارسة أمورنا الحياتية كالطهي وغسل ملابسنا كما نسقط فريسة للحر الشديد مما يهدد حياة المرضي والأطفال الصغار بالموت خنقا. أضاف: الكارثة الكبري في عدم قدرة أولادنا علي المذاكرة مما يهدد مستقبلهم في ظل الانقطاع المستمر للتيار مشيرا إلي أنه قرر عدم دفع فاتورة الكهرباء بداية من الشهر القادم مادام المسئولون بقطاع الكهرباء عاجزين عن حل المشكلة.. ويضربون بشكوي المواطنين عرض الحائط. يقول عبدالباسط سيد "إمام مسجد بقرية الصف بالجيزة" ان انقطاع الكهرباء مؤخرا بمثابة مؤامرة لإثارة الشارع المصري ضد الحكومة والرئاسة موضحا ان انقطاع الكهرباء لأكثر من 7 ساعات شيء غير طبيعي بالمرة. قال إن الانقطاع الدائم للكهرباء حوَّل حياتنا إلي جحيم.. وأصبحنا نعيش في عصور الظلام.. والضحية الأولي.. أولادنا الذين يؤدون الامتحانات حاليا.. موضحا أن الحكومة فاشلة في مواجهة القضايا الحياتية للمواطنين. وبنبرة حزن يؤكد محمد صلاح "عامل" ان مرضي الربو والضغط والقلب يعانون أشد المعاناة من انقطاع التيار حيث تتحول المنازل إلي نار موقدة في ظل توقف المراوح وأجهزة التكييف عن العمل.. وتساءل: هل مشكلة انقطاع الكهرباء تستعصي علي الحل؟! إذا كان كذلك.. فعلي الحكومة أن ترحل.. وترحمنا من هذا العذاب. أضاف ان الأغنياء لديهم البديل والذي يكمن في شراء مولدات كهرباء.. ولكن أين للفقراء بثمن المولد الذي يتجاوز ال 4 آلاف جنيه. يؤكد قناوي جرجس "22 سنة" ان أزمة انقطاع الكهرباء تضاف إلي العديد من الأزمات المتلاحقة التي تعصف بحياة المواطنين من خبز سيئ ومياه شرب ملوثة وارتفاع أسعار غير مبرر وبلطجة في كل مكان وشبه غياب للأمن وانفلات أخلاقي مشيرا إلي أن التيار الكهربائي أصبح ضيفا عزيزا علي المنازل.. ولا عزاء لأبنائنا الطلاب والمرضي من كبار السن الذين يعانون من انقطاع الكهرباء. يقول إسلام سمير "23 سنة" أملك مطعما بأرض اللواء.. وانقطاع الكهرباء لأكثر من 5 ساعات يوميا أدي إلي تلف وفساد المأكولات.. وخسائري تتجاوز ال 40 ألف جنيه.. والمطعم مهدد بالغلق.. وتساءل: هل هذا يرضي حكومة د. هشام قنديل؟! يري الحاج محمد عبدالفتاح الفخراني ان أزمة انقطاع الكهرباء تحتاج إلي حلول عاجلة وفورية يلمسها المواطن علي أرض الواقع.. وليس تصريحات كاذبة للمسئولين في وسائل الإعلام بأن التيار منتظم وأن الصيف لن يكون مظلما.. وأضاف: هذا الكذب البين لم يعد يليق بحكومة الثورة.. ويجب إقالة المسئول الكاذب فورا حتي لا يسيئ إلي مؤسسة الرئاسة والحكومة ككل. يؤكد أحمد حسين "موظف بشركة بترول" ان مدينة نصر ليست ببعيدة عن أزمة انقطاع الكهرباء.. حيث يغيب التيار 3 ساعات كل يوم.. وقد اتفقنا مجموعة من المواطنين علي عدم دفع فاتورة الكهرباء الشهر الجاري لحين انتظام التيار. أضاف ان المشكلة ليست وليدة الصدفة وادارتها القضاء عليها يحتاج فقط لإدارة جيدة قادرة علي إيجاد الحلول علي أرض الواقع وليس علي الورق والتصريحات المكذوبة لوسائل الإعلام. قال إن بدائل الطاقة عديدة.. وتساءل: أين علماء مصر؟! مشيرا إلي أن الحكومة تصدر المشاكل للشارع.. والخوف كل الخوف من انفجاره في ظل الأزمات المتلاحقة. يؤكد المواطنان منصور الشاي ومحمد طلبة من الجيزة ان أحياء الجيزة تعيش مأساة في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء "ليل نهار" مشيرا إلي أن مستقبل أولادنا بالمدارس والكليات في خطر.. كما أن المرضي وكبار السن والأطفال مهددون بالموت في أي لحظة نتيجة الحرارة الخانقة.. والحارقة.. وتوقف المراوح وأجهزة التكييف عن العمل لانقطاع الكهرباء.