بقلم مصطفى سعيد ياقوت تابعت مثل غيرى قرار إغلاق المحلات من الساعة العاشرة و الذى أثار جدلا و جدالا واسعا سواء بين المواطنين أو فى وسائل الإعلام المختلفه. للإنصاف هذا القرار يستحق التقدير إذا نظرنا إلى نتائجه التى وضع من أجلها و لكن على الجهة الأخرى نجد أنه قرار صحيح فى توقيت خاطئ و بالتالى يكون القرار خاطئ. مثل هذه القرارات العشوائية و الغير مدروسه - و التى لا يشعر بآثارها إلا المواطن المطحون – هى نتيجة طبيعية و منطقيه بل و صورة واقعية تعكس طريقة التفكير المسيطره على أصحاب المناصب و المسئولين عن مقدرات هذا الوطن و شعبه. العشوائية و التخبط و الطريقة الفهلوية لتحقيق الهدف و التى عايشناها سنيناً طويلة لن تنتج مسئولين أو رؤساء من أصحاب الأسلوب العلمى فى التفكير و لن نجد ذوى الرأى السديد و الحلول العاجلة و الآجله و لكن المناخ السائد لم يكن ليسمح إلا بمسئول يطبق سياسة العصا و الجزره و التى ذاق مرارها معظم المصريين القاصى منهم قبل الدانى. لكى ننهض بعد ثورة عظيمة مثل التى قام بها المصريون و فقدنا فى سبيلها ورود و أزهار لم تكن قد تفتحت بعد, يجب علينا أن نغير من طريقة التفكير العقيمة المسيطره علينا الآن فمن غير المقول أنه مع كل مشكلة أو قرار نجد دائما تعارضا واضحا بين ما يقرره المسئولون و بين ما يرتضيه المواطنون. و هذا التعارض تجده فى كل أنحاء مصر, تجده فى المصانع و الشركات و المستشفيات و المصالح و الوزارات و الهيئات و.....و.....الخ. الأمثلة كثيره و متكرره فى حياتنا اليوميه فازدحام المرور و مشاكل انابيب البوتاجاز و رغيف العيش و القمامه تصبح وحوشا مفترسه إذا واجهناها بقلة الحيلة و الحلول النمطيه و لكن الحلول الجذرية و الغير تقليدية و البحث عن أسباب المشكله الحقيقية مع بعض التخطيط الجيد يمكن أن يجنبنا أرق هذه المشاكل للأبد. نحن فى مصر يا ساده, نبحث عن إزالة نتائج المشكله لا عن إزالة أسبابها. التفكير العلمى , الحلول المبتكره , التخطيط الجيد , اختيار المسئولين بمعيار الكفاءه لا معيار الثقه , تطهير الهيئات و المؤسسات من المفسدين و المنتفعين, التدريب الجيد, الرقابة المستمره, الاستعانه بالخبرات الخارجيه طالما كانت مفيده و مثمره, الاعتماد على منهج و سياسه واضحة لكل للمؤسسات بدلا من الاعتماد على سياسات الأفراد و التى تتغير بتغير الأشخاص, تربية الأجيال الصاعده على فنون و علوم الإداره و العمل على بناء كوادر مستقبلية على أساس علمى و منهجى سليم مع رفع كفاءة الكوادر الحاليه. كل هذه النقاط السابقه هى الطريق الأمثل لنا لكى ننهض. هذه الحلول تحتاج مقالات و مقالات لشرحها و تفسيرها و لكنها لا تحتاج لتنفيذها على أرض الواقع سوى الإخلاص و التفانى و التوحد على هدف واحد و هو حب مصر. و فى النهاية أقول: لن نتخلى عن عشوائيتنا و فهلويتنا و سوء إدارتنا للأزمات بين يوم و ليلة و لكننا نريد فقط أن نضع قدما على الطريق فإنما الجبال من الحصى.