شهدت احتجاجات "احتلوا وول ستريت" في نيويورك رفع العلم المصري واتمام أول حفل زفاف يقام في خضمها، وقرر إيميري عبد اللطيف (24 عاما) وميتشا بالون (19 عاما) دمج حياتيهما بعد شهرين فقط من لقائهما الأول في حديقة زوكوتي التي أصبحت قلب الاحتجاجات المناهضة للنظام المالي القائم في الولاياتالمتحدة وانعدام العدالة الاجتماعية. وأقيمت مراسم الزواج التي كانت بسيطة للغاية يوم 13 نوفمبر في حضور مئات المحتجين، ورغم إصرار العريس والعروس على انهما لا يسعيان لجذب الأنظار الى نفسيهما بل يريدان أن يكونا في هذا اليوم بين اناس يشاطرون مواقفهما، الا انهما لم يقدرا على اخفاء شعورهما. وقال عبد اللطيف: "لست متأكدا من انني كنت أؤمن بالحب قبل لقائي بها (ميتشا)". وفي مقال نشر في إحدى الصحف الأمريكية يوم الأربعاء 16 نوفمبر قال الإمام خالد لطيف المدير التنفيذي للمركز الإسلامي التابع لجامعة نيويورك، الذي قاد مراسم زواج إيميري وميتشا، ان كل جانب من العلاقة بين الحبيبين منذ البداية كان له معنى حقيقي، لان علاقتهما جاءت ليس بنتيجة سنوات طويلة من البحث عن شريك الحياة المناسب في الحفلات والسهرات، بل ولدت من تشاطرهما القيم نفسها وحماسهما من اجل العدالة والنشاط الاجتماعي. ولذلك لم يحتج الاثنان لوقت طويل لمعرفة ما يجب أن يعرفا عن احدهما الآخر. وأشار لطيف الى ان معظم حفلات الزفاف تتركز على العروس. لكن ميتشا، عندما سألها عن حفل زفافها وأسباب اختيارها حديقة زوكوتي لعقد زواجها مع إيميري، قالت انها أرادت ان يكون الحفل مكرسا ليس لها ولعريسها فحسب بل للناس جميعهم. وان المكان الأفضل لذلك هو، بطبيعة الحال، ساحة احتجاجات "احتلوا وول ستريت" لكونها حركة من أجل الناس. وجاء في مقال خالد لطيف: "صباح الاحد الماضي جلست بين هؤلاء الناس وامامنا بحر من الخيام، جلست مع إيميري وميشا في حين دعا "ميك تشيك" (وسيلة يستخدمها المحتجون لإذاعة شعاراتهم بدلا من مكبرات الصوت التي منعتها السلطات، وهي في حقيقة الامر، ليست الا قيامهم برد كلمات واحدة في آن واحد) الجميع الى الانتباه، لان مراسم عقد الزواج بدأت.. جلسنا في ركن روحي من نوع مميز يستخدمه للصلاة والتفكير اناس من مختلف الخلفيات. جلست بين العريس والعروس وبدأت خطبتي. تحدثت عما جاء في القرآن الكريم عن المحبة والرحمة كقيم أساسية يبنى عليها الزواج وعن كيف يصبح الزواج فرصة للنمو والتطور الشخصي لكونه اختبارا حاسما للانسان كي يظهر استعداده لاحترام الحقوق التي يملكها فيه شخص آخر. وخلال الخطبة كنت أنظر الى الوجوه التي كانت أمامي ولاحظت كم اختلف كل وجه عن آخر. وكان الناس وبينهم شباب وشيوخ واناس يختلفون بلون بشرتهم واناس من الطبقات الاجتماعية المختلفة، كانوا يجلسون ويستمعون باهتمام. وبدا من النظرة الأولى ان الشيء الوحيد الذي كانوا يشاطرونه الرأي جميعا هو الابتسامة على وجوههم والاحساس الصادق بالفرح الذي كان ينبعث منهم. وكان من الواضح ان كل واحد من هؤلاء الناس كان يشعر بسعادة صادقة تعاطفا مع الزوجين، وهذا في رأيي الطريقة التي يجب ان تجري بها كافة حفلات الزفاف". وتجدر الإشارة الى ان احتجاجات "احتلوا وول ستريت" قد شهدت مؤخرا عرضا للزواج، حيث كرر عشرات المحتجين كلمات عن الحب تحولت الى شعارات احتجاجية تبادلها الحبيبان، عندما سأل الشاب الشابة: "هل ستحتلين حياتي؟" وهي ردت عليه ب"نعم!".