بات واضحا أن التعديات على الأراضي الزراعية وتبويرها أصبح أمرا واقعا رغم أنف تصريحات المسئولين وقراراتهم التي لا تتعدي كونها حبرا على ورق، فهذا الوباء أصبح منتشرا كالنار في الهشيم في كافة مراكز وربوع المحافظة خاصة مدينة الزقازيق عاصمة المحافظة التي توغلت بها التعديات على الأراضي الزراعية لإنشاء المباني المخالفة دون محاسبة من المسئولين بداية من المحافظ الي رؤساء المراكز والمدن والأحياء، الذين اكتفوا وانشغلوا بالتصريحات الإعلامية في الصحف والقنوات الفضائية تاركين الحبل على الغارب لأباطرة البناء في لغز غريب ومحير لتفسير هذا التناقض. رغم أن هذه المشكلة التي تواجه المحافظة بأكملها هي الأخطر، إلا أن المخالفات مازالت تتم في وضح النهار أمام أعين المسئولين، وخير دليل على ذلك هو مخالفات منطقة الغشام التابعة للوحدة المحلية بقرية شيبة مركز الزقازيق. بعد أن فتحت «الوفد» فساد المحليات بهذه المنطقة التي تقع بقلب مدينة الزقازيق وأثبتت المخالفات الصارخة بها بالمستندات من تزوير وتعدٍ على الرقعة الزراعية ومخالفات بالجملة منها تركيب عدادات للمياه والكهرباء للمباني المخالفة، خرج علينا محافظ الشرقية الدكتور رضا عبدالسلام بتصريحات نارية بإحالة المتورطين بوقائع الفساد للتحقيق بالنيابة العامة والنيابة الإدارية وقطع كل المرافق عن المباني المخالفة، ولكن سرعان ما ذهبت هذه التصريحات أدراج الرياح. فالمثير للدهشة أن المباني المخالفة مازالت حتي الآن تتمتع بجميع المرافق من مياه وكهرباء وذلك في ظل تصريحات المسئولين بمديرية الإسكان بالشرقية بأن تلك المخالفات تمثل خطورة شديدة على قاطنيها وأن هذه الأبراج الشاهقة مهددة بالانهيار لكونها مخالفة للمواصفات الهندسية وكذلك لبنائها على مقربة من بعضها بمسافة تقارب 4 أمتار بتعدد طوابق ما بين 15 و20 طابقا لكل برج، وكذلك لمخالفاتها تصاريح البناء الذي يحدد بعرض الشارع، وفي هذه المنطقة المفترض ألا يتعدي ارتفاع البناء الدور السادس. تساءل المحامي عمرو جلال عبدالباقي: من المستفيد من وجود تلك المباني والأبراج الشاهقة المخالفة إلا أصحاب رؤوس الأموال والفاسدين بالأجهزة المحلية الذين تحالفوا سويا لتكوين امبراطورية من الفساد لا يستطيع أحد من المسئولين القضاء عليها. أضاف «جلال» أنه مع وجود رؤوس الأموال والأبراج المخالفة في المحليات نتج عن ذلك انتشار الفساد والرشوة والمحسوبية وعدم تطبيق القانون على المخالفين، مما أسفر عن ذلك انطباع لدي المواطنين بأنه لا يوجد تطبيق للقانون على أرض الواقع إلا على المواطنين البسطاء من منزوعي المحسوبية والمال، وهو ما يرفضه رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي الذي وجه خلال خطاباته بقطع رؤوس الفاسدين والمقصرين من دواوين المصالح الحكومية. ناشد كثير من الأهالي جميع المسئولين حصر تلك المخالفات ومحاسبة المقصرين وحصر الأبراج والأراضي المقامة بمنطقة الغشام ومعرفة مصادر أموالهم.