بقلم : أحمد فؤاد نجم الأحد , 04 سيبتمبر 2011 11:39 قال ميشو: تصدق يا عم أحمد إنى مش قادر استوعب حكاية عم صابر لغاية وقتنا هذا. قلت له: تقدر تستوعبها على أقل من مهلك، ماحدش مستعجلك. قال لى: وهل انت استوعبت كل الحواديت اللى قابلتها فى السجون والمعتقلات؟ قلت له: اللى استوعبته استوعبته واللى ما استوعبتوش أهو قاعد فى دماغى حيروح فين؟ ضحك وقال: طب ما نسيتش حاجة ياعم أحمد؟ قلت له: ودى برضه حواديت تتنسي؟ قال لى: أنا لومطرحك كنت ح أنسى كتير قوى. ضحكت وقلت له: وعشان كده ماحدش حطك مطرحى ياخواجة. ضحك وقال لي: طب علاقتك كانت إزاى مع الإخوان المسلمين قلت له: كانت على خير ما يرام. قال وهو فى غاية الدهشة. طب تيجى إزاى دى؟ قلت له: عشان ما كناش بنتكلم فى السياسة، فقط كنا رفاق أزمة وعشرة ومعايشة يومية، حولها غباء والنظام الى تلاحم لمجابهة بطش السجانة وما زلت أذكر عبدالسميع الذى أثار أزمة كادت تنتهى بكارثة أو مذبحة فى معتقل القلعة الشهير. فقال وهو يضحك: من عبدالسميع؟ قلت: مسجون من الإخوان عاد من الزيارة والمخبر محمد عبدالمقصود يحمل له الشنط التى جاء بها أهل عبدالسميع مليئة بالطعام وأحياناً الفواكه وطبعاً المخبر كان ينتظر نفحة من عبدالسميع لقاء حمله تلك الشنط ولكن عبدالسميع استخسر فى المخبر ان يأكل من زيارته فاتهمه بسرقة ورك فرخة وكلمة من هنا على كلمة من هناك اشتبك عبدالسميع مع محمد عبدالمقصود وضربه بالروسية فى مناخيره كسرها له و«حرس سلاااح»، هجم العسس على الإخوان وطحنوهم علقة بالشوم وأدخلوهم الزنازين بالقوة وأنا واقف أتفرج وأخيراً صرخت فى وجه الضابط. اللى بتعملوه ده لا يمكن السكوت عليه. قال لى: أعلى ما فى خيلك اركبه يا أحمد يانجم. قلت له: طب أنا بأبلغك أنى مضرب عن تناول الطعام حتى يحضر النائب العام. وفعلاً دخلت إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر عدة أيام انتهت بعقد صلح بين الإخوان وإدارة المعتقل.