توافق الأسبوع الماضي مع الذكرى السنوية الخمسين على بناء حائط برلين والذكرى السنوية العشرين على محاولة الانقلاب ضد الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف. وقد أدهش بناء حائط برلين بين عشية وضحاها العالم في أغسطس 1961 كما تقول افتتاحية صحيفة موسكو تايمز الروسية وهي نفس الدهشة التي أحدثها انهياره في 1989 حيث دعم الرئيس الأمريكي رونالد ريجان إزالته عندما قال قولته الشهيرة قبل سقوط الجدار بعامين "حطموا هذا الجدار". وقالت الصحيفة: إنه رغم ما أحدثه الجدار أو ما يسمى الستار الحديدي من ضجة كبرى إلا أن النقاش حوله الآن في روسيا صار مقصوراً على مراكز الأبحاث لا غير كما أن الجدار نفسه صار مجرد تذكار في برلين على مسافة 1600 كم من روسيا. لكن الحقيقة أن الباحثين والبسطاء على حد سواء في روسيا ما يزالون يتحدثون على الآثار المتتابعة التي أحدثها انهيار الجدار على الأنظمة الشيوعية في شرق أوروبا بل وعلى انهيار الاتحاد السوفيتي نفسه في ديسمبر 1991 بعد محاولة الانقلاب في أغسطس من نفس العام. والفكرة الأساسية التي تدور حولها افتتاحية الصحيفة تقول: مزقوا جدار الحنين إلى الماضي السوفيتي والجدار الشيوعي، لاسيما وأن الناس ما زالوا يمجدون الماضي السوفيتي مكتفين بالحديث عن الإيجابيات لا السلبيات. فهم يتذكرون أن الاتحاد السوفيتي هو أول من أرسل بشراً إلى الفضاء واحتل بالفعل نصف أوروبا، وكان به طعام رخيص وتعليم مجاني ورعاية صحية ولم يكن به إرهاب أو حكم القلة. وأضافت الصحيفة أن القيادة الحالية تستحث هذا الحنين إلى الماضي وتشجعه حيث يعيد فلاديمير بوتين النشيد الوطني السوفيتي مشيراً إلى الانهيار السوفيتي بوصفه "أكبر كارثة جيوسياسية شهدها القرن العشرون". واستدركت الصحيفة قائلة: إن هذا الحنين إلى الماضي ضار وليس بنافع؛ مشيرة إلى أن "الناس يتذكرون أنه لم تكن هناك فجوة بين الغني والفقير، وأن الوظائف كانت متوفرة، لكنهم ينسون أنه لم تكن هناك حرية في التعبير أو التنقل كما أن أرفف المتاجر كانت خاوية". وقد عبر عمدة برلين كلاوس فوفيرايت عن قلقه من التوجهات المذكورة، وقرع جرس الإنذار من شعور بعض الألمان بالحنين إلى ما قبل سقوط جدار برلين، حيث يتهمهم بتشويه التاريخ، معتبراً أن الجدار كان جزءًا من ديكتاتورية هائلة. رابط الموضوع الأصلي: http://www.themoscowtimes.com/opinion/article/tear-down-this-wall-of-nostalgia/442241.html