رابط التقديم في مدارس المتفوقين.. استمرار التقدم الكترونيا بعين شمس حتى يوم 31    رئيس جامعة الأزهر يشارك في انطلاق فعاليات البرنامج الصيفي لكلية الدعوة    تنفيذ الأهداف التنموية    طلب إحاطة للحكومة بسبب أزمة الطاقة وسياسة تخفيف الأحمال    وزير البترول فى حقل ظهر| بدوى: استدامة الإنتاج وزيادته والتغلب على التحديات    تجدد الاشتباكات بالسودان.. و75% من المؤسسات الصحية خارج الخدمة    الجارديان: ستارمر يتخذ أولى خطواته لضبط علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي    محافظ الطائف يلتقي رئيس نادي العنقاء الرياضي    حافلة الزمالك تصل إلى ستاد الكلية الحربية لمواجهة طلائع الجيش    عاجل| مصدر أمني: جار الوقوف على أسباب حريق بمحول معطل بمحطة محولات شرق أسوان    «الداخلية»: ضبط شخص أدار كيانًا تعليميًا دون ترخيص للنصب والاحتيال على المواطنين    همسة فى أذن «هَنو»    180 ألف تذكرة في 7 أيام.. نجاح فيلم جوازة توكسيك في الخليج (بالأرقام)    خالد الجندى: الشركة المتحدة فعلت أمرًا له أجر عظيم عند الله (فيديو)    محافظ المنيا: لن أبقي على مسؤول لن يرضى عنه المواطنون    وزارة الصحة تكشف أرقامًا مهمة عن زيادة السكان: سنصل ل160 مليون نسمة بحلول 2050.. توضح آليات تحسين الخصائص السكانية.. عبلة الألفى تسرد برنامج الوزارة لخفضها.. وهذه أهمية المباعدة بين الولادات من 3 إلى 5 سنوات    يجب مراعاتها.. 5 أسباب محتملة للشعور بالبرد في فصل الصيف    شروط مدرسة الذهب والمجوهرات 2024.. بعد الشهادة الإعدادية    مجموعة السبع تندد بقرار إسرائيل إضفاء الشرعية على 5 مواقع استيطانية بالضفة    اغلبيه بالعيال.. أمثلة شعبية خاطئة ساعدت على زيادة السكان    أبرزها «الجوزاء».. 5 أبراج فلكية تتعرض لتقلبات مزاجية باستمرار    «حفاظًا على مصلحة موكلتي».. محامي شيرين يرفض التعليق على أزمتها الأخيرة    الأهلي يتعاقد مع الدنماركي ستيفان مادسن لتدريب «رجال اليد»    هل تنظيم الأسرة يعتبر تدخلا فى قدر الله أو هروبًا من قضاء الله؟ اعرف الإجابة    دعاء قبل الامتحان 2024 ..اللهم إني فوضت أمري إليك وتوكلت عليك    الشمال القطري ل«أهل مصر»: لم ندخل في مفاوضات مع لاعب الأهلي    مهلة 20 يوماً لإزالة الإشغالات فى بورسعيد    وثيقة حكومية: مصر تستهدف زيادة صادراتها إلى 130 مليار دولار في 2026-2027    للتأكد من جودة الرغيف.. محافظ المنيا يمر على المخابز البلدية بمركز ملوي    انعقاد لجنة اختيار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القناة    محكمة النقض تنظم ورشة عمل حول قانون العمل الجديد    توقيع الكشف على 1098 مواطنا في قافلة طبية بالبحيرة    خالد محمود يكتب : « إمبارح كان عمري عشرين » .. بركان الأحلام    «الشعب الجمهوري»: الحكومة عازمة على تنفيذ سياسات إصلاحية شاملة لتلبية احتياجات المواطنين    قطاع الحماية المجتمعية ينظم احتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل    عاجل - الرائد محمود بصل: إبادة لا تتوقف على غزة واجتياح الشجاعية للمرة الثانية.. وهذا الوضع نذير بالوباء    "اللي هقوله هيسببلي مشكلة".. ماذا قال شوبير في ظهوره الأخير قبل الرحيل عن أون سبورت؟ (فيديو)    خاص| نائب ليبي بالبرلمان العربي: نحاول أن تكون هناك قوانين عربية موحدة في دولنا    تنافس 15 حزبًا فى الانتخابات بالنمسا    شاهد.. حورية فرغلي تتعاقد على فيلم "المدرسة"    اعادة تأهيل ورفع كفاءة مرافق مستشفى الشيخ زويد المركزي بالتعاون بين الصحة والهلال الأحمر ( صور)    ضبط 400 كجم لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنوفية    العثور على جثة شخص داخل مول تحت الإنشاء ب الدقهلية    الأهلي يواجه الفائز من المريخ ضد جورماهيا في رحلة الدفاع عن اللقب الأفريقي    المتحدة للخدمات الإعلامية تنهي التعاقد مع أحمد شوبير    وزير التعليم يتفقد المدارس ذات الكثافات العالية بالمرج (صور)    محافظ الدقهلية يكلف بتسيير حركة المرور فى المنصورة وتنظيف الشوارع والحدائق العامة    بالفيديو|مراسل القاهرة الإخبارية: روسيا ستتخذ إجراءات عسكرية ردًا على تصرفات الناتو    رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى يدعو لحجب الثقة عن أى حكومة تقودها الجبهة الشعبية    ما حكم التثويب في غير أذان الفجر؟    "هذه أمنيتي قبل الموت".. شيخ الأزهر: مستعد لترك كرسي المشيخة لهذا الأمر    جولة منتصف الليل.. محافظ القليوبية يفاجئ مستشفى قها التخصصي    لطيفة عن مدينة العلمين الجديدة: مافيش في ربع جمالها بالعالم    سقوط عنصر إجرامي بحوزته 76 كيلو حشيش وشابو بالقاهرة    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العمرانية دون إصابات    شقيق أحمد رفعت: ننتظر محاسبة من تسبب في موت شقيقي    وزيرا الثقافة والاتصالات يبحثان تعزيز التعاون المشترك    جنة عليوة: شهد كانت تقصد إيذائي بنسبة 100%.. ولم أعود لممارسة اللعبة حتى الآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرحمن الراشد يكتب : ما حقيقة علاقة عزيز بصدام؟
نشر في الوفد يوم 07 - 06 - 2015

هناك من كان يدعي أن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كان مجرد أداة في يد الثعلب وزير خارجيته طارق عزيز، وهناك من أكد أن عزيز لم يكن سوى موظف في بلاط الرئيس المهيب، الذي كان يعاني من جنون العظمة، ويعامل وزراءه كالخدم.
أن يعمل شخص مثقف خريج أدب إنجليزي واسع الاطلاع مع ضابط بسيط الثقافة لنحو ربع قرن مليئة بالأحداث الخطيرة لغز محير. فقد اشتهر صدام بأنه واحد من أكثر القادة ارتكابا للأخطاء الغبية، ومعظمها في معالجة الشؤون الخارجية، فماذا كان دور طارق عزيز رفيقه في حزب البعث وصديق دربه ووزير خارجيته ونائب رئيس وزرائه؟
لقد مات طارق عزيز بعد محنة سجن رهيبة، رغم كثرة الوساطات، واقتناع العديد، بمن فيهم خصومه، بأنه بسبب عمره ومرضه يستحق الرأفة في نهايات عمره، لكن الأحقاد العراقية غلبت، وغادر الدنيا الرجل اللغز. يُقال إن عزيز تحدث طويلا في سجنه للمحققين الأميركيين، ونعتقد أن الكثير بحوزتهم عنه لم ينشر بعد قد يفك أحجية النظام الحديدي القديم، ويساعدنا على فهم التاريخ الحديث ليكون عظة للجميع وتوثيقا لتاريخنا. كما تحدث عزيز لاحقا للمحققين العراقيين من النظام الحالي، وكان من بينهم علي الدباغ المتحدث السابق للحكومة العراقية، ووثقت مقابلته تلفزيونيا، لكنها لم تكن تقدم تفاصيل جيدة حول ما حدث، فالسجين عزيز لم يبد في صحة تسمح له بالحديث بوضوح إثر جلطة أصيب بها في سجنه.
ومحبو الديكتاتور الراحل صدام دائما يجتهدون في البحث عن أعذار له، وكان من أكثرها ترديدا أنه غُرر به من قبل الولايات المتحدة لمهاجمة إيران، كما غررت به السفيرة الأميركية حينها أبريل غلاسبي لاحتلال الكويت. ويستطيع كل من درس تاريخه أن يعرف أن صدام كان زعيما أخرق، وحاكما متسلطا. لم يكن أحد مهما علا منصبه يجرؤ على أن يفتح فمه بكلمة تخالفه. وهذا ما يجعل دور الوزير عزيز غامضا، لأنه لم يتعرض إلى اتهامات، بخلاف رفاقه الذين راحوا في وجبات الإعدامات المتكررة، التي كان صدام ينهي بها حياة كبار موظفيه، وكذلك أقرب الناس إليه. فهل كان حذرا يُسمع رئيسه ما يرضيه ويوافق شعوره بالعظمة؟ أم أن صدام كان يستثني وزيره عزيز من شكوكه ويثق بولائه وحكمته، بدليل أنه كان يكلفه بمعظم القضايا الخطيرة؟
قرار صدام بخوض حرب مع إيران لا يمكن أن ينصح به أو يؤيده وزير خارجية يعرف خطورة تغيير خريطة الإقليم، ويدرك أن العراق ثلث سكان إيران، وأضعف منها عسكريا، وفوق هذا يدرك مخاطر التورط في نزاعات الحرب الباردة آنذاك. ثم يستحيل أن يجهل عزيز الخطوة الأكثر خطورة بإقدام صدام على غزو الكويت، الدولة الثالثة المصدرة للبترول في العالم، والمهددة لأمن منظومة دول الخليج التي تقع في إطار الحماية الغربية!
ظل أمره يحيرنا جميعا؛ فهو رجل مثقف، ومطلع، وطاف بمعظم دول العالم، ويعرف من الحقائق أكثر من رئيسه الجاهل صدام البسيط في تعليمه، الذي لم يعرف شيئا خارج العراق من شؤون العالم إلا الشقة التي سكنها في القاهرة. لغة الجسد كانت تناقض تصريحاته، عندما ألزمه صدام بارتداء البدلة العسكرية الزيتية، كان يظهر على التلفاز يحمل بين إصبعيه دائما سيجار «كوهيبا» الكوبي الفاخر، ثمنه خمسة عشر دولارا، وفي الوقت نفسه يتحدث عن معاناة الشعب العراقي من الحصار الاقتصادي. لم يكن خطاب عزيز مقنعا، رغم أنه مفوه.
ولأن عزيز رحل، وليس لنا أن نعرف كل الحقيقة، ما لم تظهر وثائق تكشفها لاحقا، أظن أنه كان الخروف الأسود في قطيع صدام، لم يكن يؤيده ولم يكن بوسعه أن يخالفه. وهو يذكرنا بوزير الخارجية السوري الحالي وليد المعلم، في ثقافته ومنصبه وسوء حظه أن رئيسه يحبه، ويعتقد أنه مهم جدا إلى درجة أنه لن يسمح له بأن يتركه.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.