الذهب يقلل من مكاسبه بعد قرار الفيدرالي الأمريكي تثبيت سعر الفائدة    رئيس الوزراء يعلن إطلاق مبادرة «100 يوم صحة» للعام الثاني على التوالي    أولمبياد باريس، الجورجي لاشا بيكوري يحرز الميدالية الذهبية في الجودو    الإسماعيلى يدخل دائرة الخطر فى الدورى    الأزهر عن استشهاد صحفي ومصور الجزيرة: استهداف للمنظومة الإنسانية    سكك حديد مصر تواصل ندوات التوعية ضد مخاطر رشق القطارات بالحجارة    صلاح البجيرمي يكتب: مصر.. وصناعة الطيران    الرئيس التنفيذي ل أكت فاينانشال: 35% من إجمالي المكتتبين على أسهم الشركة من المؤسسات    كفيف ويتحدى السرطان وبترت ساقه قبل إعلان النتيجة، إبراهيم يحقق المركز الرابع بالثانوية الأزهرية (فيديو وصور)    صاروخ استهدفه في السرير.. كيف حددت إسرائيل موقع إسماعيل هنية في إيران؟ (فيديو)    باكستان: مصرع وإصابة 34 شخصا جراء الأمطار الغزيرة    محافظ شمال سيناء يشيد بجهود الأجهزة الأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار    منطقة شمال سيناء الأزهريّة تعلن أسماء العشر الأوائل على المحافظة    ميدو ل«المصري اليوم»: محمد صلاح سبب تأخر تولي حسام حسن تدريب المنتخب    رسميًا.. يورجن كلوب يعلن اعتزاله التدريب    سيدة تنهي حياة زوجها بسبب خلافات أسرية في المنيا    بالأسماء، حركة تنقلات الداخلية لضباط مديرية أمن القليوبية    وليد قانوش: أتمنى أن يلقى افتتاح المعرض العام القادم نفس حفاوة القومي للمسرح    خالد عليش يحاول دخول أحد الشواطئ بطريقة مرحة: ما بقتش كحيان فى العلمين    خالد عجاج يقتحم استوديو محمد رمضان.. والأخير يرد (فيديو)    كم سجل سعر الجنيه الذهب اليوم الأربعاء 31 يوليو 2024    رئيس الوزراء: مبادرة 100 مليون صحة تحظى بدعم كامل من الرئيس السيسي    طريقة عمل الكرواسون، مخبوزات لذيذة ومميزة على الإفطار    هند سعيد صالح تحيي ذكرى ميلاد والدها وتكشف سر غيابه عن البطولة المطلقة| حوار    في كنيسة المغارة.. مجمع كهنة إيبارشية الشرقية ومدينة العاشر يعقد اجتماعه الدوري    وصول أول دفعة من مقاتلات «إف-16» إلى أوكرانيا    لإيجاد حلول تمنع تذبذب التيار.. جمعية مستثمري بدر تطالب «الكهرباء» بالتدخل    بلباو يطمئن جماهيره.. نيكو ويليامز يظهر في حملة تذاكر الموسم الجديد    وزير الإسكان يبحث فرص التعاون المشترك مع سفيرة الإمارات    الحساب الرسمى لأولمبياد باريس 2024 يحتفى بالبطلة المصرية ندى حافظ    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلى على ضاحية بيروت الجنوبية ل5 شهداء    رد خالد الجندي على مقولة "المولود يأتي برزقه"    محافظ دمياط يناقش مع مدير إدارة المرور الجديد تحقيق السيولة المرورية بالمحاور الرئيسية    غلق 3 مخابز بلدية وتحرير 16 محضرا خلال حملة تموينية مكبرة فى ملوى بالمنيا    جامعة كفر الشيخ تشارك فعاليات اليوم الثاني لمهرجان العلمين الجديدة 2024 تحت شعار «العالم علمين»    رابطة الأندية تفرض عقوبات على سيراميكا كليوباترا بسبب مباراة الأهلي    «خيانة زوجية» قادته إلى حبل المشنقة.. الإعدام لقاتل «منجد المعادي» (قصة كاملة)    غلق وتشميع 9 محال تجارية غير مرخصة فى أسيوط    موعد تلقي طلبات ذوي الاحتياجات الخاصة للالتحاق بجامعة جنوب الوادي    قافلة طبية متخصصة في أمراض العيون بطوخ    نجاح فترة التشغيل الرسمية لأول قمر صناعي مصري تجريبي لمراقبة الأرض    محمد الحسيني يحصل على المركز الثاني ببطولة الجمهورية للسباحة البارالمبية    الزمالك يكشف تطورات جديدة في قضية باتشيكو    مرور الصدفة الخاطئ.. قرار المحكمة ضد المتهمين بقتل شاب رميًا بالرصاص بالمرج    جامعة بنها تعلن أسماء الفائزين بجوائزها التقديرية والتشجيعية    باكستان تدين اغتيال إسماعيل هنية    حركة تكليفات موسعة.. قراران لوزير الإسكان بشأن نواب ومعاوني رؤساء أجهزة مدن جديدة    لمواليد برج السرطان.. توقعات شهر أغسطس 2024 على كافة الأصعدة (تفاصيل)    صحة غزة: 45 شهيدا و77 مصابا جراء المجازر الإسرائيلية بالقطاع خلال آخر 24 ساعة    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين غدًا    الكشف الطبى على 280 مريضا ضمن غير القادرين بالمنوفية    فيلم ولاد رزق 3 يتخطى 240 مليون جنيه في 7 أسابيع    قبل مؤتمر إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2024.. ردد دعاء التوفيق الآن «اللهم هيئ لي من أمري رشدًا»    أمطار وشبورة ومنخفض جوي.. الأرصاد تُعلن طقس الأيام المقبلة وتحذر المواطنين    اختتام فعاليات ورشة عمل «المسابقات المعمارية وعلاقتها بالتنمية» في المهندسين    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد اختبارات القدرات بكلية التربية الرياضية    كيفية أداء صلاة الحاجة وعدد ركعاتها.. دار الإفتاء توضح    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024.... وأهم مظاهر الإحتفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلب إحاطة للحكومة بسبب أزمة الطاقة وسياسة تخفيف الأحمال
نشر في البوابة يوم 11 - 07 - 2024

تقدمت الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب إحاطة موجه لكل من، رئيس مجلس الوزراء، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وزير البترول والثروة المعدنية بشأن : ضبابية وعدم وضوح رؤية الحكومة للخروج من أزمة الطاقة عبر الإدارة الرشيدة لسياسة تخفيف الأحمال وتسخير الطاقة الشمسية كحل دائم بدلًا من الحلول الروتينية الغير مجدية.
وقالت عبد الناصر، إنه خلال ما يقرب من عام شهدت الدولة المصرية زيادة ملحوظة في وتيرة انقطاع التيار الكهربائي أو ما تطلق عليه الحكومة خطة تخفيف الاحمال، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة تارة، وتارة أخرى وصول الاستهلاك المحلي للطاقة إلى ذروته بحسب تصريحات السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة السابق، إلا أننا أكدنا ونؤكد وسنستمر في التأكيد على أن أزمة الكهرباء الحالية هي نتاج لسياسات حكومية غير فعالة أدت إلى استنزاف الاحتياطي من الغاز الطبيعي المستخدم في محطات إنتاج الكهرباء، إلى جانب سوء التخطيط في إدارة تخفيف الأحمال، مما أسفر عن تكاليف اقتصادية غير مسبوقة، في حين أن الحلول والبدائل الفعالة لمعالجة تلك الأزمة موجودة فعليًا على أرض الواقع.
وأوضحت النائبة أن هناك العديد من الدول المجاورة في وضع أكثر سوءًا من مصر بكثير ولكن بالحكمة وبحُسن استخدام الأدوات والمعطيات المتاحة تمكنوا من عبور تلك الأزمة بشكل مثالي ونموذجي فقط لوجود الإرادة الحقيقية الحل والمعالجة.
وأضافت، أنه على الرغم من عدم توافر أرقام دقيقة حول التكلفة الاقتصادية الإجمالية لتخفيف الأحمال في مصر حتى الآن، لكن البيانات والاحصائيات من تلك الدول المشار إليها تشير إلى أن الخسائر التي تكبدتها الدولة المصرية بالقياس كبيرة للغاية.
فعلى سبيل المثال، أشارت تقديرات ما يقرب من 40 دولة إفريقية إلى أن الزيادة بنسبة 1٪ في انقطاع الكهرباء أدت إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 2.86٪ بين 1997 و2007، ونذكر من ضمن تلك الدول دولة جنوب أفريقيا والتي قدرت خسائرها في تخفيف الاحمال بين عامي 2007-2019 حوالي 2.3 مليار دولار، إلا أنها تمكنت من مواجهة تلك الأزمة المشابهة لأزمة الدولة المصرية الحالية بنجاح فائق، وذلك عبر تطبيق خطة عمل تهدف إلى خفض الطلب على مصادر الطاقة التقليدية وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة بجانب تنفيذ سياسة الجدولة الدقيقة في تخفيف أحمال الطاقة الكهربائية للخروج من تلك الأزمة المركبة.
حيث تبنت جنوب افريقيا جدول زمني واضح ودقيق لقطع الكهرباء عكس ما يحدث حاليا في مصر، مما أسهم في تقليل التكلفة الاقتصادية والبشرية الناتجة عنه، وساعد المواطنين على تنظيم أعمالهم يوميًا وأسبوعيًا، وهو ما ساهم في تقليل رد الفعل السلبي،
بجانب أن حكومة جنوب إفريقيا قامت بتوزيع خطة تخفيف الأحمال بشكل عادل على أنحاء البلاد، وهو عكس ما يحدث في مصر، فنرى مناطق لا ينقطع فيها الكهرباء إطلاقاً، ومناطق ينقطع فيها ساعة، وأخرى ساعتين، وأخرى أكثر من 6 ساعات مثل محافظات ومدن الصعيد .
كما اوضحت عبد الناصر، أن حكومة جنوب افريقيا كان لديها استراتيجية واضحة لإنهاء انقطاع الكهرباء من خلال توسيع الاستثمار في الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، ففي العام الذي أعلنت فيه جنوب إفريقيا عن تلك الاستراتيجية، زاد عدد وحدات الطاقة الشمسية المستخدمة على أسطح الشركات والمنازل بشكل كبير، وذلك بفضل الحوافز الضريبية والتسهيلات التمويلية التي وفرتها
ومن ثم شهد استخدام وحدات الطاقة الشمسية هذه قفزة نوعية في قطاع الطاقة بشكل عام، مما ساهم في تخفيض الحاجة إلى تخفيف الأحمال من الأساس
كما ألغت الحكومة سقف التراخيص لمشاريع توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والغاز وتخزين البطاريات، مما أدى أيضًا إلى زيادة الاستثمار في تلك المشروعات.
بجانب أنه يجري حاليًا، تنفيذ أكثر من 100 مشروع بقدرة 10 آلاف ميجاوات، بفضل سياسة الحكومة الجنوب أفريقية الساعية إلى تخفيف القيود وتسريع الخطوات لتمكين المستهلكين من الاتصال بشبكة الكهرباء العامة، بل وتحقيق ربح من فائض الاستهلاك لديهم
ونتيجة لذلك، شهدت جنوب إفريقيا تدفقًا كبيرًا للاستثمار الأجنبي المباشر في مجال الطاقة المتجددة، بفضل البيئة الاستثمارية المواتية التي خلقتها الحكومة دون قروض باهظة ومجحفة، ودون حلول سحرية من عالم أخر، ودون مبررات واهيه لاتدل إلا على فشل مُطلقيها
وعلى النقيض، نجد في مصر أن جداول تقنين الاستهلاك الصادرة عن الحكومة تتضمن فترات زمنية طويلة من الساعة 2 ظهرًا إلى 9 مساءً، يمكن أن ينقطع خلالها التيار الكهربائي بمعدل ثلاث ساعات يوميًا بشكل عشوائي دون الالتزام بمواعيد محددة، بجانب أن الحكومة المصرية لا تطبق سياسة تخفيف الأحمال بشكل عادل بأي شكل من الأشكال كما سبق وذكرنا، بجانب أن الحكومة المصرية لم تكشف عن أي خطط لوقف تخفيف الأحمال سوى من خلال استيراد مزيد من شحنات الغاز الطبيعي والمُسال والمازوت، آخرها كان ما أعلن عنه رئيس مجلس الوزراء مؤخرًا عندما أكد أن الدولة المصرية بصدد استيراد شحنات من الغاز الطبيعي والمازوت بحوالي مليار و 180 مليون دولار لحل تلك الأزمة نهاية يوليو الحالي، دون التأكيد على انهائها بشكل جذري مستقبلا
واوضحت عبد الناصر، أن هذا الحل هو حل قصير الأجل لا يُخرج البلاد من أزمة الطاقة بأي شكل من الاشكال، فهو حل استهلاكي بحت وليس حل علاجي، وهو ما سيؤدي بشكل وجوبي الى استمرار الحكومة في رفع أسعار الكهرباء، وقد تضطر إلى إغلاق محطات التوليد وتقنين الاستهلاك في كل مرة تنخفض فيها إمدادات الغاز الطبيعي التي نستوردها بمليارات الدولارات، في حين أن الدولة تعاني من الأساس من أزمة شُح المكون الدولاري، فلا نعرف ما جدوى تلك الحلول الاستنزافية التي تلتهم موارد الدولة الدولارية الهزيلة.
واكملت، هنا نود أن نُحيط علم الحكومة إذا كانت لا تعلم جغرافيات الإقليم المصري بشكل سليم أن الدولة المصرية تقع ضمن حزام شمسي يتمتع بوفرة من الإشعاع المباشر الذي يمكن أن يولد طاقة تزيد عن إنتاج البلاد الحالي من الكهرباء إذا تم استغلاله بشكل سليم.
كما تتوفر في مصر المكونات الأولية لصناعة خلايا الطاقة الشمسية أيضًا، مثل الرمل الأبيض الذي يحتوي على السيليكون الخام، إلا انه مع ذلك، فإن الاستثمار الأجنبي المباشر في هذا القطاع ما زال متخلفًا بشكل كبير، حيث تأخرت الحكومة في الترويج لإمكانات مصر في مجال الطاقة الشمسية في المنتديات العالمية، وركزت في تقديم نفسها كمركز للغاز الطبيعي فقط وهو ما لم يحدث من الأساس في ظل الأنباء التي تشير إلى انهيار احتياطيات حقل ظهر بشكل مخيف.
مؤكدة انه إذا كانت الحكومة قد نجحت في تسويق المدن السياحية الجديدة والفنادق والمستشفيات والمنشآت الصحية للمستثمرين الأجانب والمصريين، فلا نعلم لماذا تغض الطرف عن تسويق إمكانياتها الموجودة بوفرة في مجال الطاقة الشمسية من أجل إيجاد حل مثالي لتلك الأزمة الطاحنة !.
وبناءًا على ما سبق طالبت النائبة بإنشاء لجنة وطنية من المتخصصين والخبراء وليس فقط أعضاء السلطة التنفيذية، وذلك لمعالجة أزمة الطاقة بشكل عاجل وسريع، اتباعًا لنموذج جنوب إفريقيا، تكون مهمتها التنسيق بين الهيئات الحكومية وضمان التنفيذ الكامل لخطة عمل طارئة، كما يجب أن تضع خطة العمل المصادر المتجددة في قلب استراتيجية توليد الطاقة على المدى الطويل.
أما على المدى القصير، فيجب أن تتضمن الخطة رؤية واضحة لتنفيذ عملية خفض الأحمال بشكل عادل وآمن حتى تعليقها بشكل كامل، وذلك من خلال معلومات واضحة وجدولة دقيقة وتوزيع عادل لفترات قطع التيار الكهربائي بين جميع مناطق الجمهورية.
كما نطالب الحكومة أيضًا بإزالة مخاطر الاستثمار في الطاقة المتجددة من خلال استخدام ممارسات أفضل تقلل من الروتين وتوفر حوافز ضريبية للشركات الصغيرة والعقارات السكنية والتجارية لاستخدام الطاقة المتجددة، حيث أنه يجب على الحكومة في الازمة الحالية تشجيع التصنيع المحلي لمدخلات الطاقة المتجددة من خلال القروض منخفضة الفائدة وغيرها من التسهيلات الائتمانية.
واخيرا فإننا نحيط علم الحكومة أن أزمة الكهرباء الحالية هي فرصة ذهبية يجب عليها استغلالها بالشكل الأمثل لزيادة الوعي بأهمية الطاقة المتجددة وتحفيز الاستثمار فيها، مما سيساهم في تحقيق أمن طاقي مستدام للدولة المصرية.
وأخيرا فإننا نرجو من سيادتكم التفضل بإحالة طلب الإحاطة إلى لجنة الطاقة والبيئة أو الجلسة العامة لمناقشته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.