سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محيى إسماعيل فى حديث خاص ل «الوفد»: كرمتنى كندا وروسيا وأمريكا.. ولم أصعد على منصة التكريم فى بلدى
القذافي لم يكن خائنا أو عميلا.. وبكيت عندما شاهدت مشهد نهايته
خلف الأبواب تسكن الحكايات.. وتختلف الحكايات باختلاف الأبطال.. طرقت باب الفنان الكبير محيى إسماعيل فهو الحاضر فى وجدان الناس رغم الغياب والمتوهج رغم محاولات التعتيم. اختار «محيى إسماعيل» الطريق الصعب إيمانا بأن النجاح يعتمد على الاختلاف والاجتهاد.. عبر 45 عاما من العمل والجهد قدم تعقيدات النفس البشرية من خلال أدوار سينمائية شديدة الخصوصية.. بدأ مشواره الفنى بأعمال عالمية منها الفيلم الإيطالى «الدورية» ولمع نجمه فى «الأخوة الأعداء، الأقمر، بئر الحرمان، إعدام طالب ثانوى» وغيرها من الأفلام التى تركت انطباعا طيبا فى عقل ووجدان المشاهد العربى من المحيط الى الخليج .. الأمر المدهش والغريب هو أن الدولة بكل مؤسساتها الثقافية لم تهتم بعطاء الرجل ولم تهتم بتكريمه.. فالمناخ الفنى تسيطر عليه المجاملات، لذا لن تجد مكانا لمبدع حقيقى على منصة التكريم.. من حق محيى إسماعيل أن ينال حقه من التكريم فيكفى أن أرشيفه الفنى يضم علامات فنية خالدة، ويكفى أيضا أنه تعامل مع فن التمثيل باعتباره رافدا من روافد الإبداع ولم ينظر اليه كوسيلة لكسب الرزق. قبل الحوار قال لى الفنان الكبير إنه يريد توصيل رسالة الى كل من يهمه الأمر فى مصر.. ويتمنى أن يكون لها صدى إيجابى، وهذا هو محتوى الرسالة «قبل أن أهاجر وأترك بلدى أقول: أنا صاحب الرواية العالمية التى تنبأت بالثورة وكتبتها عام 2001، ونشرتها وطبعتها كبرى دور النشر بنيويورك وفى الأسواق الآن وعلى موقع الأمازون.. وجاء بطل روايتى مطابقا فى كل شىء للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. ومن هنا أسأل المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة هل تعرفنى.. الدكتور عبدالواحد النبوى وزير الثقافة هل تعرفنى.. الدكتورة ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائى هل تعرفيننى.. الى الذين يضعون أسماء المكرمين فى عيد الفن.. أين أنا من التكريم ولماذا لم يتم توجيه دعوة لحضور لقاءات السيد الرئيس مع نجوم الفن.. أنا نجم السينما المصرية وكرمتنى كنداوروسياوأمريكا ولم تكرمنى مصر فى أى مهرجان.. وكرمنى الرئيس السادات بعد فيلم الأخوة الأعداء.. وفى عام 77 حصلت على جائزة مهرجان طشقند السينمائى الدولى وفى 10 سبتمبر 2014، حصلت على دكتوراه فى فلسفة الفنون والريادة فى السيكو دراما وذلك من جامعة كونكورديا بكندا.. بعد هذا التاريخ الطويل لم يتم تكريمى، فقد جسدت كل تعقيدات النفس البشرية من خلال 20 فيلما سينمائيا وقفت فيها أمام أهم نجوم السينما وجسدت كل العقد النفسية الخطيرة ومنها الفصام.. ازدواج الشخصية، البارانويا، الاضطهاد، القهر، الخوف، الهيستيريا، النهك العصبى، وكان هدفى التوعية بخطورة هذه الامراض فكل أعمالي الفنية لها محتوى ورسالة. تأملت الرسالة جيدا التى كتبتها بخط يدك وأريد أن أعرف هل تشعر بالحزن بسبب تجاهل الدولة وعدم التكريم حتى الآن رغم العطاء الفنى الطويل؟ - صدقنى أنا لا أشعر بالحزن ولا أحب ترديد هذا الكلام أنا أمارس رياضة اليوجا التى تهذب النفس البشرية وتكسبها مهارات خاصة وفريدة.. أنا لا أعرف المستحيل ولكنى مندهش مما يحدث على الساحة الفنية فلا أرى اسمى ضمن أسماء المكرمين فى المهرجانات وأجد أسماء لا أعرف عنها شيئا ولا أعرف حيثيات التكريم.. والمضحك أن دولا كبيرة مثل روسياوكنداوأمريكا تهتم بتكريمى بينما يتجاهل وطنى وجودى وكأنى لم أقدم شيئا، ولا أبالغ اذا قلت إن المجاملات مازالت تسيطر على التكريم فى المهرجانات. قلت فى بداية الرسالة إنك تفكر فى الهجرة.. لماذا الهجرة فى هذا الوقت؟ - بالفعل أفكر فى الهجرة الى كندا.. فقد أصابنى الملل من أشياء كثيرة.. فهناك تعتيم كامل على أعمالى الفنية، ومن أهم أعمالي «القاهرة فى ألف عام» هذا العمل المسرحى الكبير الذى يعد وثيقة تاريخية لا يعرض فى التليفزيون والذى يحتوى على 15 اغنية كتبها الكبير صلاح جاهين, هناك عمل آخر اسمه «الليلة العظيمة» وهو من تأليف عبد القادر حاتم وبطولة مها صبرى والراحل الكبير عباس فارس هذا الى جانب أعمالى السينمائية المميزة.. أفكر فى الهجرة لأن هناك اهتماما بعرض أعمال الهلس وتجاهل الأعمال الفنية المهمة.. التى تحكى تاريخ مصر. هناك من يتهم الفنان الكبير محيى إسماعيل بالاعتذار عن الأعمال الفنية والإصرار على الانعزال رغم حب الوسط الفنى لك؟ - الحمد لله على حب الناس.. سعيد بحب الجمهور وسعيد ايضا بحب الزملاء فى الوسط الفنى ولكنى لست دائم الاعتذار.. الحكاية كلها أننى أبحث دائما عن الأعمال المميزة.. أنا أبحث عن الصعب ولا أحب الاستسهال وكما قلت فى بداية حديثى فقد بذلت مجهودا كبيرا عبر مشوارى الفنى الطويل فى تقديم تعقيدات النفس البشرية.. أنا أعتذر عن الأعمال الفنية التى لا تضيف الى رصيدى الفنى. ما الأشياء التى تميز الجيل الجديد عن أبناء جيلك؟ - لا أعرف بالتحديد ولكن الجيل القديم كان شديد التوهج وكان محظوظا الى حد كبير فى الكتابة وطرح الأفكار.. ولكن يجب الاعتراف بأن الجيل الجديد يضم نجوما لهم جماهيرية كبيرة ولديهم حضور مثل أحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومحمد هنيدى ورامز جلال. لماذا لم تعمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين وأنت ممثل الأدوار الصعبة؟ - التقيت المخرج الراحل يوسف شاهين بعد عرض فيلم «خلى بالك من زوزو» واشاد بأدائى وقال لى: «عاوز أشوفك إنت ممثل هايل» ولكن القدر لم يكتب لى العمل معه.. لكنى كنت أتمنى العمل معه لأنه مخرج صاحب مدرسة وله لغة سينمائية شديدة الخصوصية. حدثنى عن علاقتك بالفنان الكبير نور الشريف وأحمد زكى؟ - أنا اكتشفت إلهام شاهين ودرست لنور الشريف وعلمت أحمد زكى التمثيل.. ويجب أن تعرف إن هناك شبها كبيرا بينى وبين أحمد زكى وهو أننا ننتمى لمدرسة التقمص كما أننى علمته فن التقليد.. كان إنسانا رائعا ومجتهدا وصديقا عزيزا. وماذا عن النجوم الكبار أمثال رشدى أباظة وشكرى سرحان وسعاد حسنى؟ - كل هذه الاسماء تحتاج الى صفحات للكلام عنها.. كانت سعاد حسنى تجلس منكمشة قبل التصوير ولا تسمع لها أى صوت ولكن عندما يبدأ التصوير تتحول الى شىء آخر.. متوهجة وحاضرة.. كانت رغم نجوميتها شديدة التواضع وغنية الموهبة لذا سوف تعيش وتتمدد فى وجدان الناس. أريد أن أعرف رأيك فى نور الشريف الفنان والإنسان؟ - دون أى مبالغة نور الشريف طول عمره تلميذ وأستاذ فهو يحرص دائما على أن يتعلم من الآخر ويحرص أيضا على أن يعلم الآخرين ومن فرط حبه للفن قدم وجوها جديدة كثيرة وأنتج أعمالا مهمة وهو أمر لم يفعله كثير من أبناء جيله.. نور الشريف اكتشف جيلا مهما من المخرجين مثل سمير سيف وعاطف الطيب ودواد عبدالسيد.. باختصار نور الشريف معجون فن. لماذا تعثر مشروع القذافى وهل مازالت متحمسا لتقديم الشخصية؟ - لم يتعثر مشروع فيلم القذافى فمازال فى مرحلة الكتابة.. بالمناسبة أنا مؤلف العمل، وأتمنى أن يخرج هذا الفيلم للنور ويصل للناس لأن القصة غنية ومثيرة. وكيف كان إحساسك عندما شاهدت نهاية القذافى؟ - كنت فى أمريكا يوم مقتل الرئيس القذافى ولا أبالغ اذا قلت إننى بكيت بشدة.. وكنت مندهشا مما حدث فلم أر القذافى خائنا أو عميلا حتى يقتل بهذا الشكل..أى رئيس فى الدنيا يجب أن تجد جزءا من ملامح الديكتاتور بداخله وذلك من أجل الحزم.. فإدارة شئون البلاد أمر ليس سهلا على الإطلاق.. الحزم يبنى الأمم. يقال إن محيى إسماعيل أنقذ فيلم «أيوب» لعمر الشريف بعد وفاة الفنان الكبير محمود المليجى.. كيف حدث ذلك؟ - توفى الفنان الكبير محمود المليجي أثناء تصوير فيلم «أيوب».. واستعان بى المخرج كى أقوم بتقليد صوته فى مكالمة صوتية عبر الهاتف بينه وبين عمر الشريف ونال أدائى إعجاب الجميع ومر الموقف بسلام.. وأشاد عمر الشريف بالأمر.. فهو يرانى فنانا ومبدعا.. ماذا يتمنى الفنان الكبير محيى إسماعيل؟ - أتمنى أن تعبر مصر الى بر الأمان، وأن تنتهى الأعمال الإرهابية.. فقد منحنا الله قائدا وطنيا هو الرئيس عبد الفتاح السيسى.