بعقل الفيلسوف يعيش محيى إسماعيل بين الناس، يفضل الظهور بنفس قدر حبه للاختفاء، وفى أحيان كثيرة يشتهى الصمت عن الكلام، يبدو أمام فريق من الناس كتابا مفتوحا من السهل قراءة صفحاته واكتشافه، ويبدو أمام فريق ثان لغزا غامض الملامح. الإخوة الأعداء، وبئر الحرمان، ووراء الشمس.. كلها أعمال تؤكد أنه فنان شديد الخصوصية، ومؤسس لمنهج التقمص، ورغم تنوع إنتاجه الفنى فإنه من وجهة نظر كثير من النقاد ما زال فى جعبته الكثير، ومؤخرا تم تكريمه من الحكومة الكندية باعتباره واحدا من رواد «السيكو دراما» فى العالم. حول مرضه الأخير والعودة إلى شاشة السينما والوضع السياسى.. أجرينا معه هذا الحوار. * بداية، لماذا تغيب عن الساحة الفنية، وهل تنوى الاستقرار، كما تردد، فى أمريكا؟ - بالفعل أنا غائب منذ عام عن الساحة الفنية وعن مصر، والسبب هو أننى كنت مريضا وأحتاج إلى إجراء جراحة صعبة، وبحثا عن الشفاء سافرت للولايات المتحدة وقضيت سنة فى العلاج، ولا أبالغ إذا قلت إننى أنفقت كل فلوسى، والحمد لله عدت إلى بلدى وصحتى الآن جيدة، ولا صحة لما تردد حول رغبتى فى الإقامة فى أمريكا، لأنى دائم السفر إلى أمريكا وكندا. * ومن الذى سأل عنك أثناء مرضك؟ - لم يسأل عنى أحد، ولست مندهشا من ذلك، لأننى سافرت الخارج للعلاج، ولا أتصور أن خبر مرضى قد وصل للناس، وخاصة أنه تربطنى علاقات طيبة بكل من حولى، ولكنى أفضل أن أعيش حياتى بمنطق الفيلسوف الذى يتأمل أكثر مما يتكلم. * إلى أى مدى تشعر بالرضا عن نفسك وعن حجم عطائك الفنى؟ - يجب أن تؤمن بأن أى إنسان لن ينال من الدنيا إلا ما كتبه الله سبحانه وتعالى، ربما تكون أعمالى قليلة لكنها فى تاريخ السينما تُعد بصمات مؤثرة، أنا أثق فى نفسى وفى قدراتى وأعمل بمنطق العاشق للفن. * من هو الممثل المصرى الأفضل الآن من وجهة نظرك؟ - فى مصر نجوم كثيرة، فأنا معجب بالعبقرى يحيى الفخرانى، ونور الشريف، ويستوقفنى دائما أداء المتمكن أحمد زكى، وبالمناسبة أنا الذى علمت نور الشريف وأحمد زكى التمثيل، وأنا الذى اكتشفت إلهام شاهين ومنحتها فرصة الظهور الأول. * لماذا تفضل الابتعاد عن الوسط الفنى وتعشق الانعزال؟ - تربطنى بالأصدقاء فى الوسط علاقات طيبة خاصة نور الشريف، فهو فنان متميز وإنسان رائع، لكن أنا بطبعى أعشق الانعزال وأستغل هذا فى الكتابة، ومؤخرا طبعت روايتى «المخبول» فى 40 دولة وسعرها 11 دولارا وهذا يدل على أننى أستثمر وقتى جيدا. * تردد أنك سوف تعود إلى السينما قريبا.. فهل ستكون رواية «المخبول» هى العمل الذى تعود به؟ - بالفعل كنت أفكر فى ذلك، ومنذ عام تحمس عادل الأعصر للرواية، وبعد موافقة الرقابة تم عرضها على جهاز السينما، ولكن ممدوح الليثى رفضها بحجة أن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى يحتاج لميزانية ضخمة، ولكن مؤخرا كتبت قصة جديدة اسمها «الأنزوح» وهذه القصة سوف أعود بها إلى شاشة السينما. * وماذا عن فيلم «القذافى»، وهل نهايته المأساوية أفقدتك حماسك للمشروع؟ - بصراحة كإنسان حزنت على نهاية الرجل، ولكن ربما تكون النهاية هى جزاء ما صنع فى شعبه.. وما زال حماسى كبيرا لتقديم الشخصية، فالفنان مطالب دائما بتقديم النماذج الطيبة والشريرة أيضاً. * هل تؤيد تحويل الأعمال السينمائية الناجحة إلى مسلسلات؟ - إنها فكرة جيدة، فقد شاهدت مسلسل «الباطنية» وأعجبنى خيال الكاتب المبدع مصطفى محرم الذى أضاف شخصيات وأحداثا جعلت المسلسل سريع الإيقاع ومتدفق الأحداث. * وهل تعرف أن فيلمك «الإخوة الأعداء» يتم تحويله الآن إلى مسلسل؟ - نعم أعرف، وتم ترشيحى للمشاركة فى المسلسل كضيف شرف ولكنى رفضت، وعلى كل حال أتمنى للجميع التوفيق، وأتمنى أن يضيف المجتهد أحمد رزق لدورى، فقد علمت أنه سوف يقدم نفس الشخصية التى جسدتها فى الفيلم.