تصوير : محمد كمال محيى اسماعيل رائد السيكو دراما الفنية اشتهر بتقديم الادوار النفسية المركبة خلال اكثر من عشرين فيلما منها «الاخوة الاعداء، وراء الشمس، اعدام طالب ثانوى، أهداه الرئيس السادات شقة مكافأة على دوره فى الأخوة الأعداء وحصل على جائزة من روسياوكندا لتفوقه على النجوم العالميين بتأدية الأدوار النفسية، وعن تاريخه الفنى وتجسيده شخصية الرئيس القذافى وكواليس اللقاء بينهما ورأيه فى الأحداث السياسية فى مصر يحدثنا خلال السطور التالية
■ حدثنا عن اسباب غيابك الفترة الماضية؟ - كنت مريضا وأجريت عملية المرارة، وقبلها كنت مشغولا لمدة 12 عاما بكتابة فيلم القذافى وجاء لى ثلاثة عقود لتمويل الفيلم من شركات انتاجية كبيرة الا اننى رفضت لعدم اعجابى بهذه الشركات، خاصة ان الفيلم يحتاج الى تمويل بشكل اكبر، لفيلم «غاندى» والذى ظل كاتبه حوالى 20 عاما للبحث عن تمويل جيد له، كما انتهيت من كتابة الجزء الأخير فى حياة القذافى. ■ ألم تحاول سفارة ليبيا التدخل فى دعم الفيلم؟ - لا إطلاقا واتذكر جيدا اننى قابلت 3 سفراء من ليبيا ولم يحاولوا تدعيمه او حتى تسهيل مقابلتى بالرئيس «القذافى» لطرح فكرة الفيلم عليه. ■ ولماذا فكرت فى تجسيد الرئيس الليبى القذافى؟ الكاتب الكبير سعدالدين وهبة وهو اول شخص جعلنى أفكر فى تجسيد القذافى، خاصة لعلمه بأننى استطيع تقليد اى شخص، لذلك اعطانى عدداً من شرائط الفيديو للقذافى وطلب منى مطابقة شكلى معه، بالفعل أرتديت ملابسه وطلبت من احد اصدقائى فى لندن شراء حذاء لى بكعب لأن القذافى كان اطول منى قليلا تمهيدا لمقابلته. ■ هل الشبه بينكما شجعك على تجسيد حياته؟ حينما اقوم بعمل ماكياج اصبح شبهه، وليس هذا السبب الوحيد وانما صعوبة الشخصية، وحينما اجسد دوراً سهلاً اشعر بأنه ليس لى مثل فيلم «حد سامع حاجة» الذى لم استمتع به لسهولة الشخصية التى جسدتها. ■ حدثنا عن كواليس لقائك مع القذافى؟ - سافرت مع سعدالدين وهبة الى ليبيا أعقبها سفرى بطائرة اخرى الى بلدة «سرت» وصلت فى الثانية عشرة مساء واخذنا سيارة الى الخيمة التى يمكث فيها القذافى فى الصحراء، ليلا ومعنا ما ينير الطريق المظلم تماما، وقدمت طلباً للجان الثورية هناك لرغبتى فى مقابلته بنفس ملابسه واعداد ميكياج يقربنى من شكله ونفس طريقة شعره، وتمت الموافقة بعلمه، والكل جلس على الارض ننتظر حضور القذافى وامامنا كرسى متواضع جدا ليجلس عليه، وحينما خرج قام المواطنون بالهتاف له ولم ار من كثرة المواطنين سوى يده، وبنظرى الى الخيمة فوجئت بوجود اشخاص متقمصين شخصية القذافى عند كل عمود، فأصبت بانزعاج شديد، الا انه عقب هدوء الوضع قام بالترحيب بنا، وكان بينى وبينه مسافة ثلاثة امتار، ونظر لى مبتسما ولوح لى فذهبت اليه، وطلبت منه تجسيد شخصية فأجابنى «باهى باهى» أى موافق، ثم عدت الى الفندق فوجدت فى غرفتى ثلاثة كتب ووثائق عن حياة القذافى واخذتها وعدت الى مصر، وفى هذه الفترة ذهبت الى فرنسا لمدة 6 شهور فأخذت هذه الكتب معى وقمت بتلخيصها. ■ هل حذرك القذافى من بعض الأشياء لعدم تناولها فى الفيلم؟ - إطلاقا ■ كيف تتناول شخصية القذافى فى الفيلم رغم انه رمز للديكتاتورية؟ - قدمت من قبل شخصيات تاريخية عالمية مثل شخصية نابليون وديليسبس وغيرهما، وكلها شخصيات لايمكن للفنان التدخل برأيه فيها، وانما كل اعتمادى على الوثائق والمستندات، التى اخذتها من 11 عاما من ليبيا حينما كنت هناك حيث قابلت الرئيس القذافى مرتين، ويعتبر «القذافى» الحاكم الوحيد فى العالم صاحب نظرية الحشد التى تنص على ان العاملين شركاء لا اجراء تطبيقا للاشتراكية، كما وضع نظرية الجماهيرية العالمية وتعنى كل انسان فى العالم له الحق فى الثورة والسلطة ووضع شىء خيالى بتطبيقة فى ليبيا من خلال اقامة اللجان الشعبية وكلمتة الشهيرة «انا قائد ثورة وليس رئيس دولة»، وهو شخصية وطنية ولكن لا تخلو شخصيته من التطرف. ■ ألا يقلقلك تناول شخصية ك«القذافى» اقيمت ثورة ضده؟ - جميع حكام العالم لهم مميزات وعيوب وسأتناوله بحيادية، وليس معنى تجسيدى القذافى حبى له وانما لأنه شخصية صعبة، كما انه حينما تقوم ثورة ضد حاكم، لايمكن لاحد معرفة الحقيقة الذى يعرفها رجال الساسة فقط. ■ وما رأيك فى لحظة وفاته؟ - ماحدث له «قلة أدب» وجريمة بشرية لأنه زعيم وطنى، وطوال حياته يدعم الدولة الفلسطينية ماديا ومعنويا، والذى لا نعرفه ان «القذافى» من اشترى الخراطيم التى دمرت الساتر الترابى «خط برليف» فى 6 اكتوبر حيث ارسل «قذاف الدم» واشتراها من ماله. ■ هل مازالت متواصلا مع أحد من اسرة القذافى؟ - إطلاقا تواصلى الوحيد كان مع نجله «معتز» الذى قتل، وتربطنى به صداقة كبيرة، وحينما جاء الى مصر منذ خمس سنوات سألنى عن اخبار الفيلم وكان متحمسا لظهور الفيلم. ■ من الفنان الذى تراه امتداداً لك فى الجيل الحالى؟ - طه حسين، ام كلثوم، عادل امام شخصيات لا تتكرر وانا واحد منهم وهذا ليس غرورا منى لأنى اتحدث بطريقة علمية ودقة نتيجة تاريخى عقب مرور اربعين عاما، ودائما كانت رؤيتى عدم التحدث عن نفسى حينما كنت ممثلا شابا، بعكس الآن، لذلك اشعر اننا فى عصر الجرذان. ■ ما تقييمك للمستوى الفنى حاليا؟ - أرى أنه لايوجد فن منذ 15 عاما مضت ولكن بعض علامات له ولا يوجد صناعة سينمائية، اما الافلام الشعبية افراز مرحلة ما بعد الثورة وفى اى دولة تقوم بها ثورة يحدث عقبها خلل اجتماعى. ■ من الفنان الذى تفضل مشاهدته؟ - جميع الفنانين الموجودين حاليا موهوبين لكن ليس لديهم بصمات فنية خاصة بهم. ■ كيف ترى دور وزارة الثقافة؟ مقصرة للغاية ودورها منعدم، ولا يوجد مهمة لوزير الثقافة دكتور صابر عرب سوى التصوير بشكل يومى فى جرائد مصر، ولم يضيف شيئا، بعكس يوسف السباعى، الدكتور احمد هيكل، حيث كان لديهم رؤية وقدموا خطوات ايجابية. ■ لماذا صرحت عن غضبك من تواجد شباب الفنانين فى المهرجانات الدولية ممثلين لمصر؟ - لست غاضباً لكن هذه المهرجانات ذات قيمة ولابد من يذهب اليها يمثل مصر ويكون له تاريخ خاصة أننى كنت بصمة فى تاريخ السينما المصرية وحصلت على جائزة من روسيا من اربعين عاما من مهرجان طقشند السينمائى الدولى أى انتزعت الجائزة من 11 نجماً سينمائياً وتفوقت على الفنان العالمى بشهادة الكثيرون عن أول بطولة لى فى مصر من خلال فيلم «الاخوة الاعداء». ■ ماذا عن حديثك مع الرئيس انور السادات؟ استطاع دور الصرع الذى قدمته فى «الاخوة الاعداء» لفت نظر السادات، حيث تحدث الى رشاد رشدى رئيس الاكاديمية واستفسر منه عن اسباب احضار شاب لديه صرع واجهاده فى هذا الدور، وطلب مقابلتى واول كلمة قالها لى «خفيت من الصرع»، فأجابته بأننى لست مريضا بالصرع مطلقا، ولكنه لم يصدقنى، وعلمت أن الرئيس الراحل درس جيدا علم النفس، وطلبت منه «شقة» فكافأنى الرئيس بشقة عن هذا الدور ومدحنى عن هذا الدور بانه غير مسبوق وشىء نفسى صعب تمثيله، مما جعلنى افكر فى تأسيس مدرسة الفيلم النفسى، وبالفعل اصبحت لمدة 35 عاما لا اجسد سوى العقد النفسية مع تنوع الادوار، واثناء وجودى فى كندا لدراسة الدكتوراة فى السيكو دراما، سلمنى نائب رئيس الوزراء الكندى والبرلمان جائزة عن اعمالى فى عام 2011، بعدما قدمت عشرين فيلماً من اعمالى الفنية ليتم تدريسها للطلاب فى الجامعة، وبعد مقارنة النظرية النفسية مع التطبيق وجدوا كافة العقد النفسية التى جسدتها نفس العقد التى كتبها «سيجمم فرايد» مؤسس الطب النفسى، واطلقوا على لقب رائد السيكو دراما فى السينما العربية، كما منحى الدكتور عادل صادق رائد الطب النفسى جائزة الفنان المبدع الفيلسوف. ■ حدثنا عن فيلم «الدورية» الايطالى؟ - قدمت فيلم»الدورية» كاول فيلم لى فى حياتى قبل دخولى السينما المصرية عام 1967، ولم يكن لدى ما يكفينى من مال خاصة اننى كنت اكافح فى هذا التوقيت، اما العالمية تشترط وجود مال كاف. ■ كيف تم اختيارك للمشاركة فى فيلم عالمى؟ - كانت بالصدفة، حيث كنت مدعو فى احد الفنادق بمدينة لندن، واخبرنى صديقى بان من يجلس امامى مخرج ايطالى اسمه روبرتو مونتيرو، وفى هذا الوقت كنت جاهل بالسينما ولم يكن لدى ثقافة، ولم أقدم اى تجربة سينمائية فى حياتى، حيث كنت طالب فى معهد التمثيل، وحينما شاهدنى اعجب بشكلى وطريقة تصفيفى لشعرى واخبرنى بانه فى حال تقديم فيلم ايطالى سيحدثنى للمشاركة فيه، وبالفعل أتصل بى هاتفيا لترشيحى لدور «اوبريانو» جندى فى الجيش الايطالى ويصاب اثناء الحرب العالمية الثانية، أما اول فيلم فقدمته فى السينما المصرية كان «بئر الحرمان»مع الفنانة سعاد حسنى واخراج كمال الشيخ وأول بطولة لى كان فيلم «الاخوة الاعداء» مع حسين فهمى ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف واخراج حسام الدين مصطفى. ■ حدثنا عن سر ازمة قبلة سعاد حسنى فى بئر الحرمان؟ - هذه الاشياء غير مقتنع بها وليس تزمت منى وخاصة أن عائلتى كانت تشاهد اعمالى وافلاماً كثيرة اعتذرت عن مشاهد القبلة بها وعمل خدع خاصة بالكاميرا، ونشأتى فى اسرة متدينة ووالدى أحد علماء الازهر، وهذا هو الفيلم الوحيد الذي قبلت في البطولة بشكل حقيقي وذلك بعد أن اقنعتنى سعاد حسنى بضرورة هذه القبلة، واحيانا كنت افكر فى التوقف عن الفن اذا كان حراما ولكن قرأت القرآن الكريم ولم اجد اى اية تتناول الفن نهائيا لذلك الله منحنى موهبة اخرجتها فى اعمالى. ■ كيف ترى مستقبل الديمقراطية فى مصر؟ - انا ملك التفاؤل ولكن حينما نتحدث عن الواقع لايمكن تحقيق الديمقراطية بسهولة عقب الثورة الا بعد مرور فترة من الزمن، لان لدنا تراكمات نفس بشرية لاتعتاد على الديمقراطية منذ ايام الاحتلال الانجليزى والرومانى والفرس وغيره، كما ان المصريين لم يعرفوا كيف يحبون بعضاً، اى انها تتحقق حينما نكف عن الحقد والغيرة ويتم صياغة المجتمع من جديد ونحتاج فترة طويلة لاحداث ذلك، ولكن البلد سيشهد استقراراً كبيراً بتولى المشير السيسى الرئاسة. ■ كيف ترى برامج التوك شو؟ - ربنا حينما يغضب على قوم يمنع عنهم العمل ويمنحهم الجدل لمدة 24 ساعة، وهذا لا يؤدى الى اى تقدم ابدا، وكثير من الاعلاميين لا يقومون بخدمة المجتمع وضع المجتمع وانما يقوموا باستعراض عضلاتهم. ■ ماذا عن تقديمك سيرتك الذاتية فى برنامج فنى؟ - بالتأكيد انتجت قصة حياتى بعنوان «العاشق» كتبتها على مدار خمس سنوات تفاصيل حياتى الشخصية والفنية فى اطار برنامج مسجل وكل حلقة لمدة نصف ساعة، ويظهر خلالها شخصيات كثيرة منها الفنان عادل امام ومحمود عبدالعزيز والدكتور احمد زويل. ■ ماذا عن اعمالك الادبية ؟ - كتبت رواية «المخبول» عام 2001 والتى تنبأت فيها بالثورة المصرية وميدان التحرير باللغة العربية والانجيليزية وتم نشرها الا انه تم التعتيم عليها خوفا منها وحجبوا عنى جائزة الدولة التقديرية التى استحقها، وتم طبعها مرة اخرى فى 2011 ووضعوا على الغلاف علم مصر. ■ ما مفاجأتك فى تلك الرواية؟ بطل الرواية نجد به كل صفات المشير السيسى وتصرفاته وكل ما يقوله حاليا لذلك وسأقدم أول نسخة للمشير عبدالفتاح السيسى حينما يتقلد منصب رئيس الجمهورية.