لقى 24 شخصاً على الأقل مصرعهم، أمس من بينهم 21 مسلحا من الحوثيين فى محافظة أبين، واندلعت اشتباكات عنيفة فى أحياء وسط مدينة عدنجنوبى اليمن. اوضحت مصادر صحفية أن القتلى سقطوا خلال هجوم للجان الشعبية المؤيدة للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى على مواقع يسيطر عليها الحوثيون فى مدينة لودر، جنوب محافظة أبين. واستمرت الاشتباكات بين المسلحين الحوثيين من جهة، واللجان الشعبية والأهالى من جهة أخرى فى حيى المعلا والقلوعة وسط مدينة عدن. يأتى هذا التطور فى وقت سيطر الحوثيون وحلفاؤهم، على مقر الإدارة المحلية فى عدن، رغم الضربات التى يشنها تحالف عاصفة الحزم. وأوضح شهود أن الحوثيين قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم، وأضرموا النيران فى عدد من المباني، وألحقوا أضرارا بأخرى. وأضافوا أن بعض السكان وجهوا نداء استغاثة، مطالبين بوقف القصف الذى دفع بعشرات العائلات للفرار من منازلها. وأكد مسئول أن الحوثيين باتوا فى موقع قريب من مرفأ المعلا، الذى تدافع عنه اللجان الشعبية. ويحاول الحوثيون السيطرة على عدن منذ أيام، لكن اللجان الشعبية ما زالت تتصدى لهم. وفى العاصمة اليمنية صنعاء، قال سكان إن طائرات حربية من تحالف عاصفة الحزم قصفت وحدات من الجيش موالية للحوثيين، كما استهدفت الضربات الجوية مناطق على طول حدود اليمن مع السعودية. فى الوقت الذى أزالت فيه، السلطات السعودية المختصة 96 قرية مهجورة على الحدود مع اليمن خشية تحولها إلى اوكار للمتسللين خلال عملية «عاصفة الحزم». وقالت صحيفة «الحياة» ان هذه القرى خالية من سكانها اثر نقلهم إلى اسكان الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد المعارك مع الحوثيين العام 2009. وأشارت إلى أن عناصر حرس الحدود يقومون يوميا بمهمات تفتيش وتمشيط أمنية واسعة للمنازل على الشريط الحدودى. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن المنازل التى تمت إزالتها حتى بداية الأسبوع الثانى من عاصفة الحزم شملت 10 قرى حدودية ويتم العمل بشكل متواصل على إزالة المتبقى منها خلال الأيام المقبلة. وأكدت انعدام مظاهر الحياة فى القرى منذ إجلاء سكانها مشيرة إلى دوى الانفجارات فى محيطها نتيجة قصف القوات السعودية بقذائف الهاون على التجمعات الحوثية بالقرى اليمنية المحاذية للحدود. ونقلت الصحيفة عن قائد حرس الحدود بقطاع الحرث حسن عقيلى قوله ان هدف الازالة خصوصًا فى قطاع الحرث هو أنها تشكل عائقا من ناحية المتابعة الأمنية على الشريط الحدودي، وتعتبر ملاذا آمنا للمهربين والمتسللين ومتجاوزى الشريط الحدودى. ومن ناحية أخرى، أجلت الجزائر أمس 160 من رعاياها من اليمن بسبب تدهور الوضع الأمنى فى هذا البلد الذى يشهد منذ 10 أيام غارات جوية يشنها التحالف العربى ضد المتمردين الحوثيين، أعلنت وكالة الانباء الجزائرية ان عملية الاجلاء تمت بناء على أوامر من رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة الذى تابع خلال الايام الماضية مسار عملية اعادة الجزائريين العالقين فى اليمن. وأوضحت الوكالة ان عملية الاجلاء شملت 160 جزائريا و40 تونسيا و15 موريتانيا و8 ليبيين و3 مغربيين وفلسطينيا واحدا. وأضافت ان عملية الاجلاء جرت بواسطة طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية انطلقت من صنعاء إلى القاهرة ثم إلى الجزائر العاصمة. وعلى صعيد متصل، أكد حزب التجمع اليمنى للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين فى اليمن، تعرض منزل عضو الهيئة العليا الداعية المعروف، عبدالمجيد الزنداني، للاقتحام من قبل جماعة الحوثيين فى صنعاء، وذلك بعد ساعات على تأييد الحزب للعمليات العسكرية التى تقودها السعودية ضد الجماعة، ودعا الحزب الحوثيين إلى الاستعداد لتحمل تداعيات لا تحمل عقباها لتصرفاتهم. وقال الحزب إن على جماعة الحوثى أن ترعوي، وألا تذهب بالأوضاع إلى مزيد من التعقيد والتأزيم، ودعاهم إلى سرعة إطلاق كافة المعتقلين فورا، مدينا ما وصفتها ب«الحملة الظالمة والإجراءات التعسفية الوحشية التى تقوم بها جماعة الحوثى ضد قيادات الإصلاح وناشطيه السياسيين، والتى طالت العشرات منهم بين اعتقال ومداهمة منازل وترويع النساء والأطفال». واتهم الحزب جماعة الحوثى ب«استهداف قيادات التجمع اليمنى للإصلاح، الذين اختطفت عدداً منهم من منازلهم ومن المساجد واصفاً ما تقوم به الجماعة ضد «السعار ضد الإصلاح». وأكد الحزب اقتحام منازل عدد من كبار قادته فى صنعاء بينهم محمد بن عبدالله اليدومي، ورئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح زيد الشامى وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمنى للإصلاح الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني. وجاءت موجة الاقتحامات التى يشير إليها الحزب بعد إصداره لبيان أعلن فيه تأييده لعملية «عاصفة الحزم» التى تقودها المملكة العربية السعودية وبقية دول التحالف، وتوجه الحزب بالشكر إلى دول التحالف «وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية التي استجابت لطلب الرئيس الشرعى للبلاد المسئول عن حماية وأمن واستقرار وسلامة الوطن» واتهمت الحوثى وصالح بأنهما قبلا أن يكونا «مخلبا هداما لمشروع العنف والهيمنة الإيرانية.»