فى عموده «جرة قلم» أول يناير بالمصرى اليوم كتب الأديب الأستاذ محمد سلماوى عن الحوار الذى دار بينه وبين أ. هيكل عن أطروحته القوة السائلة وعما إذا كان الأدق أو الأصح فى الترجمة للإنجليزية ل «السائلة» - التى جاءت فى مقاله عن القوة - هى FLUID أم LIQUID، حيث يرى سلماوى أنها FLUID، بينما رأى هيكل LIQUID هى الأدق!.. والحقيقة أن الترجمة من المنظور العلمى لم يقترب أحدهما منها. إن كلمة FLUID يمكن أن تكون اسماً أو صفة.. بمعنى مائع أو سائب أو سيال أو سائلى، وفى علم الأحياء يشار إليها العصارة.. عموماً كل السوائل موائع وليست كل الموائع سوائل.. هذه واحدة والثانية – مرة أخرى - أنها قد تأتى كاسم أو كصفة (N.OR ADJ).. الزيوت والشحوم موائع.. والماء أيضاً مائع بل والهواء الجوى أيضاً!.. إلخ.. الموائع ليس لها شكل محدد حيث تأخذ شكل الحاوى لها (FLUID RESERVOIR).. استخدامها شائع فى العلوم الهندسية.. على سبيل المثال ميكانيكا الموائع FLUID MECHANICS وهى تختلف عن ميكانيكا السوائل (HYDRAULICS) أو (HYDRAULIC MECH).. والحركة قد تكون وسائطها الموائع FLUID MOTION.. وهنا ينبغى أن نفرق بين LIQUEFACTION بمعنى إسالة، كأن تحول غاز الأكسجين إلى الحالة السائلة وهناك محطات تقوم بهذه العملية فى المستشفيات الكبيرة، وبين إسابة بجعله سبباً FLUIDIFACTION، أما كلمة LIQUEFIED بمعنى مسال فهى لا تطلق إلا على الصفة (ADJ).. عذراً فلم يكن هناك مفر من هذه العجالة فى المدلول العلمى لهذه الكلمات لأن الخلاف وقع بين قامتين كبيرتين!.. والخلاصة هناك أخطاء وقعت بالجملة منها: 1 - قال أ. محمد سلماوى إن كلمة LIQUID هى اسم وليست صفة بينما هى تحمل الصفة كما تحمل الاسم. 2 - أ. سلماوى يرى أن كلمة FLUID التى تكون عليها المادة وهى فى حالة ذوبان والحقيقة أن الفرق شاسع بين الذوبان والانصهار! والانصهار غير الغليان، كما أن كمية الحرارة غير درجة الحرارة! 3 - يستطرد أ. سلماوى فى عموده (أخشى أن نكون قد خلطنا بين صفة FLUID واسم FLOW الذى يعنى التدفق)، والتدفق قد يكون للموائع بما فيها السوائل والهواء!.. أما الخلط فى جانب آخر فقد وقع بين الاستخدام العلمى للكلمة والاستخدام الأدبى لها.. فالتدفق قد يكون مضطرباً وقد يكون انسيابياً ويشابهه تدفق معلومات انسيابى وآخر متقطع أو مضطرب ومن هنا يفهم أن تدفق المعلومات كما ورد بعمود سلماوى ناقص وغير دقيق لنقص الصفة! 4 - كان على الأستاذ هيكل قبل أن يعرج إلى القوة محدداً أقسامها أو أنواعها أن يفرق بين القوة FORCE والقدرة POWER والشغل WORK إضافة إلى أنه خلط بين مصادر القوة وبين معناها، حيث يقول تحت بند القوة السائلة فى حواره مع لميس الحديدى كما جاء بالأهرام: «ضعى فى اعتبارك دائماً أن كل شىء لدينا به صفات السيولة لدينا الثروة مال سائل والغاز والبترول هما المصدر الرئيسى يعطينا القوة وقدرة شراء اعتماداً على الموقع وحاجة الناس لنا»، فى إشارة إلى حرب أظهرت العالم العربى كقوة ليست صلبة ولا ناعمة وإنما سائلة نقد وبترول ومجمل العلاقات! محدداً بذلك نوعين للقوة.. القوة الصلبة وما تمثله من سلاح وما هو خلفه من المال والقوة الاقتصادية والقوة الناعمة.. وهو هنا يخلط مرة أخرى بين رأس المال المجمد DORMANT CAPITAL وبين السيولة النقدية.. وهذا فيما أرى خلطاً معيباً.. وفى النهاية خام البترول CRUDE PETROLEUM بما فيه نواتجه السائلة تقطيراً كالبنزين BENZENE والمسمى أحياناً PETROL والمشتقات الأخرى هى موائع.. وفى النهاية الأستاذ هيكل يرى أنه مخترع أطروحة القوة السائلة، وعندما اختلف معه الأستاذ سلماوى حول ترجمة السائلة وأصر على رأيه بادره الأستاذ هيكل بقوله: إذا كنت مصمماً على أن تطلق الاسم الذى يعجبك على مولودى فهذا موضوع آخر.. والحقيقة أن الموضوع الآخر هو أن الخطأ فى الترجمة هنا يرجع إلى الفرق بين ما هو علمى وما هو أدبىّ!