فى حواره على قناة صدى البلد فى 24/2/2013 عن أوضاعنا الراهنة ألقى د. سعد الدين إبراهيم بعبارة بليغة مختصرة جعلها عنوانا لحديثه نصها (ملتبس شديد السيولة)!.. ثم استدرك قائلا ومع ذلك هناك ثلاثة أشياء مبشرة 1- انكسار حاجز الخوف. 2- اشتغال كل الناس بالسياسة وأثنى على أن يكون منهم السواق، البواب، والشغالة، كما أبرز أن النسبة لم تكن فى الماضى تزيد على 5%!..واعتبر أن هذا إنجاز لم يحدث منذ 1000 عام!! 3- تهيؤ المصريون للمشاركة فى أية انتخابات بكثافة إيه ذلك الطوابير الطويلة!.. ثم كشف عما دار بمحاضرة له بكلية حقوق جامعة المنصورة، بناء على دعوة منها، تمحورت حول الحكم ولمن يكون حاضرا ومستقبلا!، لخصها فى بدائل ثلاثة وطلب تصويت الحاضرين عليها: 1- عودة حكم العسكر 2- تسليم الحكم للسلطة القضائية 3- تشكيل حكومة إنقاذ من كل شرائح الطيف السياسى.. وفى بيان استقصائي اتضح له أن 60% من الحضور اختاروا المجلس العسكرى، 25% اختاروا القضاء والبقية أيدت حكومة الإنقاذ!.. نقاط الاتفاق حول ما دار وما ذكره د. سعد الدين كثيرة ولكن الخلاف فى غيرها ومعه أكثر!.. اختلافات فى نهجه ومنهجه علميا واجتماعيا وفلسفيا!... منها.. هل الأوضاع التى يعيشها المصريون أو يتعايشون معها هى بسبب ثورة أو نتيجة لها؟!.. ما الحدود الفاصلة بين الثورة والانتفاضة أو ما يناظرها من مسميات ومؤثرات قوة Influence وخاصيات Properties؟!.. وهاكم البعض من نقاط أخرى مختلف عليها، بالرغم مما يظاهرها بقوة واتساع شكلا وخاصة عند البسطاء!.. يرى د. سعد الدين إبراهيم أن حاجز الخوف انكسر!.. وهو قول يردده الكافة!.. ولكن علميا هل هو كذلك أم يراد له أن يرى على هذا النحو؟!.. كاتب هذا المقال لا يرى ذلك –مرة أخرى– علميا!.. وعن الحاجز.. أهو حاجز الخوف أو الحياء والأدب؟!.. الفرق هائل بين الخوف والحياء والأدب!.. ومرة أخرى ومن وجهة نظرى الخوف من عدمه لم يختبر بعد!!.. لماذا.. وبأيه «أمارة»؟!.. لأن وسائل العنف المشروعة قانونا وكما فى كل دول العالم المتقدمة ضد مثيرى الفتنة والشغب والبلطجة لم تستخدم قط من الأجهزة المعنية!! وهو سبب تكرار قذائف الخرطوش والمولوتوف وكسر الطوب والحجارة وبلدورات الأرصفة!.. عدم الخوف بلا حدود هو صورة من الهمجية يحتاج إلى مصحات نفسية وعقلية! لا يمكن تسطيح عدم الخوف من العقاب أو الموت.. الشجاعة شىء والتهور شىء آخر!.. المخدر لا يزيل الألم ولكنه يزيل الإحساس به.. مستويات الخوف تبدأ بالمعرفه يليها الفهم ثم الإدراك والشعور بالمخاطر.. إذا آمن الملحدون العقاب انقلبوا إلى وحوش كاسرة ترتكب أفظع الجرائم بقلوب ميتة!.. النقطة الثانية عن ظنية اشتغال كل الناس بالسياسة!.. بل لماذا الحديث عن السياسة بأدواتها والياتها ونظرياتها بلغة كرة القدم والمنتمين لأنديتها!..كيف نضع الظواهر شديدة السلبية على نفس مستوى تلكم الإيجابية؟!!.. هل ما يقوله أو يردده صبية أو أطفال شوارع أو فاقدو الاتزان البيئى والنفسى، تلقينا أو بلا وعى أو تقليدا لآخرين هل لهذا أدنى علاقة بالسياسة أو الاشتغال بها....ليس كل ما يبديه ماسح أحذية أو بواب أو شغالة عن أحداث أو شخوص مع الاحترام الكامل لهذه المهن الشريفة يمكن أن يذيل بالنشاط السياسى أو يدخل من أبوابها!!.. أما عن الطوابير المصطفة مع الإصرار، نتساءل هل أتاك د. سعد الدين طوابير النساء الأميات الجاهلات خاصة بالأرياف والنجوع والكفور لا لإبداء آرائهن إنما تنفيذا لأوامر بعولتهن أو وفاءً لكراتين الزيت والسكر والبطاطس!!... ثم نأتى إلى المحطة الرئيسية عن عبارة ملتبس شديد السيولة.. المقولة مطاطة مرنة تتسم بذكاء وحرفية!.. عن كلمة ملتبس أبدأ بما جاء بمحكم التنزيل: ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون.. ملتبس أى الحدود الفاصلة بين الحق والباطل غير واضحة ومتداخلة وشيوع التيه بين الصواب والخطأ والخلط بين الأسباب والنتائج.. أما شديد السيولة فتعنى الملامح غير المحددة أو عدم تحديد شكل المضمون كالمائع Fluid الذى يأخذ شكل الإناء الذى يحتويه!.. مرجع ذلك كله عدم الشفافية وكتمان الشهادة وهى معادله لقول الزور!.. المؤكد أن الغالبية الساحقة من المصريين لا يعلمون كل ما غشى 25/1/2011 بما فيه وبما قبله وما بعده! سواء فى ميدان التحرير أساسا أو الميادين الأخرى بالتبعية!.. هناك اجتهادات كثيرة حول أسباب الإسراع بالتخلص من الإعلان الدستورى المكمل –بإعلان دستورى ليس دستوريا ولم يكن حقا لمن أصدره!- ليترتب عليه الإطاحة بالمشير طنطاوى والفريق عنان!... نكرر عدم الشفافية كانت واضحة تماما.. لماذا؟! لأنه فى هذا التوقيت أعلن أن كثيرا من الحقائق أضحت فى حوزة المجلس وسيعلن عنها.. ربما كان منها.. كيف تم اقتحام وفتح كل السجون فى توقيت واحد من أسوان إلى الإسكندرية مرورا بسجن وادى النطرون! ومثلها كيف أحرقت أقسام الشرطة!.. كيف تداعت كل هذه الأحداث فجأة.. ومن دفع بها إلى قمتها فى التحرير؟!.. الدفع تمويلا بمولدات الكهرباء Generators وخيام اللإيواء وفانتوم Phantom شخصيات بعينها.. وماذا عن مسارات وسفريات لمصريين ومصريات للتدريب على(...) محليا وإقليميا ودوليا؟!.. كان حتما على المجلس العسكرى أن يتحرى ليعرف ويعرف الشعب بالحقائق.. تسربت معلومات أن القوات المسلحة وضعت يدها على حقائق ووثائق سيعلن عنها فى القريب العاجل وكان هذا أمرا طبيعيا لأن تبحث عنها القوات المسلحة بالتحديد لأكثر من سبب وهدف وخاصة أنها كانت مسئولة عن الجزء الأكبر منها.. فكيف فاتها أو غاب عنها الكثير من تلكم الأحداث الفجائية؟!.. لا أزيد ولا أطيل ولا أريد.. فالموضوع ليس فقط كما قال د. سعد الدين إبراهيم ملتبس شديد السيولة بل هو أيضا شائك شديد الخطورة.