لم يستجب العالم لصوت مصر عندما طالب مراراً بعقد مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب.. ظناً أن الإرهاب لن يطال أمريكا وحلفاءها فى أوروبا.. وظلت مصر وحدها تحارب الإرهاب الأسود.. حتى وقع الحادث الإرهابى لصحيفة «شارلى إبدو».. ليعلن الرئيس الفرنسى أولاند عن تنظيم مسيرة ضد الإرهاب شارك فيها عدد كبير من زعماء الدول، بينما تخلف الرئيس الأمريكى أوباما. الرئيس الفرنسى طالب شعبه بالنزول لمواجهة الإرهاب.. مثلما فعل السيسى عندما طالب الشعب بالنزول وتفويضه فى مكافحة الإرهاب.. فالرئيس الفرنسى استفاد من فكر الرئيس السيسى وانتهج أسلوبه وفكره المستنير بالحصول على تفويض شعبى لمواجهة الإرهاب. العالم الغربي لم يشعر بخطر الإرهاب إلا عندما يطاله.. ويكتوى بناره.. ولم يشعروا بأهمية تحذيرات الرئيس السيسى من خطر الجماعات الإرهابية إلا بعد سقوط ضحايا أوروبيين.. وهنا يعترف تونى بلير ممثل اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط.. أن الحوادث الإرهابية التى شهدتها فرنسا أثبتت صحة تقديرات الرئيس السيسى. دول العالم لن تستطيع أن تقضى على الجماعات الإرهابية بين ليلة وضحاها، مهما حشدت من قوات وأسلحة وعتاد.. لأن مواجهة الإرهاب تتطلب خطة متكاملة لا تقتصر على المواجهة الأمنية فحسب.. وإنما تتضمن حزمة من الإجراءات لتجفيف منابع الإرهاب ووقف تمويله.. وأعتقد أن ما طرحه الرئيس السيسى إذا استجاب له العالم ودخل حيز التنفيذ لا شك سوف يقضى على الإرهاب ويجفف منابعه.. فقد دعا الرئيس السيسى دول العالم لمكافحة الإرهاب.. وأن تقوم الأممالمتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لإغلاق المواقع الإرهابية والتكفيرية على شبكات التواصل الاجتماعى.. والعمل على مقاومة التيارات الراديكالية التى تستخدم الدين كستار لها.. وتثقيف الشباب وتوعيتهم بصحيح الدين.. وضرورة إغلاق كل المواقع الإلكترونية التى تدعو للقتل والتكفير. أعتقد أنه بالإضافة لما قاله الرئيس السيسى لمواجهة الإرهاب ينبغى عدم السماح لأى رجل دين بالظهور فى الفضائيات إلا بتصريح من الأزهر.. الذى يتبنى منهج وسطية الإسلام.. وعدم إذاعة أى فتاوى تحمل أفكاراً مغلوطة أو تكفيرية هدامة، تدفع الشباب الغض لارتكاب جرائم. بعض رجال الدين المتطرفين هم منبع الأعمال الإرهابية.. لأنهم المحرضون على التطرف ودفع الشباب المنساق وراء أفكارهم لارتكاب الجرائم. لقد ارتكبنا خطأ جسيماً عندما سمحنا لبعض أصحاب العمائم المتطرفين باعتلاء المنابر والظهور على شاشات الفضائيات لبث سمومهم.. ونشر أفكارهم الهدامة. إن تغيير الخطاب الدينى.. أمر حتمى.. لمواجهة التطرف.. ولا ينبغى أبداً بدعوى حرية الرأى أن نسمح ببث فتاوى وأفكار هدامة تدفع شباباً متهوراً مخدوعاً لارتكاب جرائم إرهابية. كما يجب تنقية بعض المقررات الدينية من الأفكار المتشددة.