يختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، فعاليات دورته ال36 مساء بعد غد "الثلاثاء"، بحفل على مسرح الصوت والضوء بمنطقة أهرامات الجيزة لإعلان جوائز مسابقاته المختلفة. وحفلت الدورة الحالية بأحداث ساخنة بدأت ب"ارتباك" في حفل الافتتاح ، الذي أقيم بمحكى القلعة ، مساء الأحد الماضي ، قبل أن يتعرض الهجوم لحملات هجوم واسعة ، سرعان ما هدأت بعد بداية برامج المهرجان وعرض الأفلام، التي شهدت حضورا جماهيريا واسعا عوض كثيرا مساوئ المهرجان وأبرزها غياب النجوم. وقال الناقد سمير فريد ، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ، إن مكان إقامة حفل ختام المهرجان في دورته ال36 لن يتغير، وسيكون على مسرح الصوت والضوء بمنطقة الأهرامات. وأضاف أن البعض انتقد اختيار مكان حفل الختام بدعوى برودة الطقس في الشتاء، لكننا متمسكون بالمكان في إطار تنشيط السياحة المصرية - وهو جزء من دور المهرجان- كما فعل في حفل الافتتاح عندما اخترنا محكى القلعة لإقامته. وأشار إلى أن حفل الختام سيتضمن فقط الإعلان عن الفائزين بجوائز المسابقة الرسمية للمهرجان، بالاضافة إلى جوائز برنامج آفاق السينما العربية. وكشف عن أن المهرجان باع 4200 تذكرة للجمهور ، بمعدل ألف تذكرة يوميا ، مشددا على أنه لا مجال للتلاعب فى الأرقام التى تصدرها الشركة التي تقوم بطبع التذاكر. ونفى الناقد سمير فريد، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى صحة ما تردد عن بيع شركة "نيو سينشرى" تذاكر لحضور حفل فيلم "ديكور" الذى عرض أمس بالمسرح الصغير ، مشيرا إلى أن الجهة الوحيدة التى تقوم ببيع التذاكر هى إدارة المهرجان، موضحا أنها قامت بإرسال بعض الدعوات لشركة "نيو سينشرى" فقط وليس تذاكر. وشهدت عروض المهرجان أقبالا كبيرا من جانب الجمهور، لا سيما في ظل وجود أفلام جيدة سبق أن نالت جوائز في مهرجانات إقليمية ودولية ، ولم يكن من الصعب أقناع الجمهور بالسعي إلى مشاهدتها. ومن أبرز تلك الأفلام فيلم الافتتاح "القطع" لمخرجه الألماني التركي فاتح أكين، والذي نال شبه إجماع على حرفيته وتعاطف الجماهير مع أبطاله ، وتدور أحداث الفيلم حول مذبحة الأرمن التي ارتكبها الأتراك قبل اكثر من مائة عام ومدى الوحشية التي تعرضون لها وتأثير ذلك فيما بعد على الأجيال الصاعدة ، في إخراج وصورة مميزة جدا. وكذلك الحال بالنسبة لفيلم "دبلوماسية" إخراج الألماني فولكر شولندورف ، وهو أحد المكرمين في المهرجان ، لينال إعجاب المشاهدين بقوة، فالفيلم كله يعتمد على فكرة الاقناع أو الرفض .. الهزيمة أو النصر في حوار جذاب يدور بين دبلوماسي وجنرال ألماني ، في محاولة من الأول لمنع الثاني من اتخاذ القرار بتدمير مدينة باريس بناء على أوامر من النازي هتلر، محاولا اقناعه بشتى الطرق ، وليستغرق يوما كاملا من أجل ذلك، وفي النهاية ينجح في إقناعه. وجاء فيلم "ذيب" الأردني للمخرج ناجي أبو نوار ليحقق نسبة مشاهدة عالية دفعت المهرجان إلى تخصيص عرض ثالث له، ونال الفيلم الاعجاب بشدة من جانب الحضور وخصوصا في إخراجه الملفت والطبيعة الساحرة التي صور بها، وهو الفيلم الذي حصد الجوائز في العديد من المهرجانات العالمية. وحقق الفيلم الفلسطيني "عيون الحرامية" بطولة خالد أبو النجا وسعاد ماسي وإخراج نجوى نجار، حضورا جماهيرا لافتا أيضا، وهو العمل الذي قالت عنه مخرجته إنها لا تعتقد فوزه بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي هذا العام بسبب نظرة الغرب الى القضية الفلسطينية والمقاومة ولأشياء أخرى. وبالنسبة للأفلام العالمية كذلك حقق فيلم "خرائط الى النجوم"حضورا واسعا،ورغم قصة الفيلم الرائعة التي ينتقد فيها المخرج المعروف ديفيد كروننبرج نجوم هوليود وإصابة كثير منهم بجنون الشهرة وسوء الحالة النفسية لكثير منهم في أوقات كثيرة، الا أن بعض الحضور أثار استيائهم وجود بعض المشاهد الإباحية به. ويترقب جمهور المهرجان حفل الختام الذي يعولون عليه لتلافي أخطاء حفل الافتتاح ، وقال محمد سمير، المدير الفني لمهرجان القاهرة ، إنه بدأ مبكرا التحضير لحفل الختام ، متعهدا بخروج الحفل بصورة مشرفه تليق بالنجاح الذي حققه المهرجان علي المستوي الفني، كما تعهد بعدم تكرار الأخطاء التي حدثت في حفل الافتتاح. وشدد سمير على أن جوائز المهرجان لن يتم الإعلان عنها قبل حفل الختام ، موضحا أنه ليس من الطبيعي أن يذهب أصحاب الأفلام الي حفل الختام وهم يعرفون جوائزهم ، كما أن آخر العروض ستنتهي قبل الختام بيوم فكيف تعلن الجوائز مبكرا. وشدد على أن أكثر ما كان يشغله قبل إطلاق الحفل هو أن يرضي جمهور المهرجان عن مستوي الافلام وهو ما تحقق بنسبه كبيره، وقد تم إسناد حفل الختام للمخرج وليد عوني.