"المرأه تزداد جمالًا كلما ازدادت حياء واحمرت وجنتيها خجلًا".. لم تعد لتلك المقولة الشهيرة مكانا في مجتمعنا، وإنما انقلبت الموازين وبدأ الشباب يعانون من تحرش البنات بهم لفظيًا، وأصبح التحرش متبادلا ين الطرفين. ولمعرفة أسباب تلك الظاهرة، ودوافع البنات لها، رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من الأطباء النفسيين، للوقوف حول أبعاد التحرش اللفظى للشباب، والذين أرجعوا سببها إلى زيادة معدل العنوسة. من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، إن الفتاة التى تتحرش بالشباب تخرج عن النموذج الطبيعى والمعتاد للبنت الشرقية، وتمثل نموذج للفتاة المتمردة على المجتمع، أو أنها تمتلك ثقة زائدة بالنفس. وأرجع فرويز سبب تلك الظاهرة إلى ارتفاع نسبة العنوسة، وتخوف الفتيات من الوحدة، وغياب الوعي الديني، إضافة إلى اقتباس الفتيات الشرقية من الغرب بلا منطق عقلى، وانتشار المخدرات خاصة عقار "ترامادول" بين الفتيات، وعدم الاستقرار السياسي التي تعيشه البلاد. وأشار فرويز إلى أن الشاب يمر بمرحلة انبهار وعدم تصديق عندما تتحرش بيه الفتاة لأول مرة، إلا أنه ينظر إليها بسوء باعتبارها سلعة رخيصة –حسب ظنه-، مؤكدا أن الوعى الثقافى وتسليط الإعلام على سلبيات الموضع هام حتى لا تصبح ظاهرة بمجتمعنا المصرى. فيما أرجعت الدكتورة سامية السعاتى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، سبب تلك الظاهرة إلى ارتفاع نسبة العنوسة إضافة إلى غياب دور الأسرة والوعي الديني، مشيرة إلى أن الأسرة هى من تكسب الفتاة بعض الصفات الانحرافية كالتحرش والعنف والشتائم، وغيرها مما يرفضه المجتمع الشرقي. وأشارت السعاتي إلى أن الشاب المصرى ينظر إلى الفتاة المُتحرشة نظرة دونية، يجعله ينفر منها، ولا يفكر في الزواج منها، أو إقامة علاقة جدية معها، مشيرة إلى أن الشباب يبحثون عن الحياء في الفتيات. وأوضحت السعاتي أن الفتيات تقلدن الغرب دون النظر إلى العادات والتقاليد، قائلة "إحنا مش فى أوروبا عشان البنات يعملوا كده". وعلى النقيض رأى الدكتور رفعت عبد الباسط، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، أنها حالات فردية ليس إلا، مؤكدا أنه لم ير مثل هذه الأفعال من قبل وأن الفتاة المصرية لازالت متمسكة بصفاتها .