ظهر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله شخصيا مساء الاثنين أمام الآلاف من أنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليدلي بخطاب في ليلة العاشرة من محرم يقوم بنقله مباشرة تليفزيون المنار التابع لحزبه. وظهر نصرالله عند الساعة 7,30 داخل مجمع سيد الشهداء الذي كان يغص بآلاف الأشخاص. وفوجئ هؤلاء بظهوره وأطلقوا هتافات "لبيك نصرالله"، كما شوهد العشرات منهم وهم يحاولون الاقتراب منه على المنصة. واضطر نصرالله إلى الطلب أكثر من مرة من الموجودين في القاعة الجلوس ووقف الهتافات، وقال "تقولون لبيك؟ اجلسوا واستمعوا، ستهتفون لاحقا". ولا يظهر نصرالله علنا إلا نادرا لأسباب أمنية. ومكان إقامته غير معروف. وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها علنا أمام الناس في يوليو في يوم القدس، وكان هذا الظهور العلني الخامس منذ 2006، تاريخ الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل في جنوبلبنان. وفرضت قوى الأمن اللبنانية إجراءات أمنية مشددة في محيط الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، عشية إحياء ذكرى عاشوراء. وأعلنت قوى الأمن الداخلي في بيان أنه "سيتم إقفال جميع المداخل المؤدية إلى الضاحية الجنوبية" أمام السيارات اعتبارا من منتصف ليل الاثنين وحتى انتهاء مراسم إحياء المناسبة ظهر الثلاثاء. وبحسب سكان في المنطقة، هذه المرة الأولى التي تقفل جميع مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت عشية عاشوراء، إذ عادة كان يتم إغلاق بعض الطرق المؤدية إلى مكان المسيرة السنوية العاشورائية في المنطقة. وقال مصدر عسكري من جهته إن الجيش اللبناني "اتخذ إجراءات أمنية مشددة عند حواجز التفتيش المنتشرة على مداخل الضاحية الجنوبية، وأيضا على الطرق المؤدية إليها"، من دون تفاصيل إضافية. وتنطلق صباح الثلاثاء مسيرة عاشورائية من مجمع سيد الشهداء في الضاحية وصولا إلى ملعب الراية على بعد حوالى كيلومترين حيث يلقي نصرالله مجددا كلمة في المناسبة، من دون أن يعرف ما إذا كان سيكون موجودا شخصيا، أو سيظهر عبر شاشة عملاقة كما فعل مرات عدة. ويأتي إحياء ذكرى عاشوراء وسط توترات أمنية متنقلة يشهدها لبنان على خلفية النزاع في سوريا المجاورة حيث يقاتل حزب الله إلى جانب النظام السوري جماعات مسلحة معارضة. وكان آخرها اشتباكات بين الجيش ومجموعات سنية مسلحة في طرابلس في شمال لبنان أسفرت عن مقتل 11 عسكريا والعديد من المسلحين. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري ومتحمس للمعارضة. ويطالب خصوم حزب الله بانسحابه من سوريا، معتبرين أن قتاله إلى جانب النظام يعزز التطرف السني ويترك تداعيات خطيرة على لبنان.