حلايب و شلاتين ارض الثروات المصرية و التي تقع في موقع استراتيجي علي حدودنا مع دولة السودان حيث تقع شمال خط عرض 22 و هو الخط الفاصل للحدود المصرية السودانية و هذا يؤكد انها ارض مصرية بدون ادني شك و حسم مصرية منطقة حلايب و شلاتين ليست وليدة اليوم فقد حسمت ليست عن طريق الجغرافيا فقط ولكن أيضا عن طريق التاريخ الذي يربط بين الشعبين منذ الفراعنة في عهد الأسرة الخامسة والعشرين (الفراعنة السود - الاسرة الكوشية) ومن أشهر ملوكها طهارقة وبعنخي و يمتد التواصل في التاريخ الحديث عن طريق قيام محمد علي باشا حاكم مصر في أوائل القرن التاسع عشر بفتح السودان في عام 1820 بالتحديد في اطار بسط نفوذة علي القارة الافريقية حيث استطاع ان يصل بالجيش المصري الي عمق القارة الافريقية في كينياجنوبا و قد استمرت وحدة وادي النيل بين مصر والسودان حتى استغلت قوات الاحتلال البريطاني الثورة التي قام بها محمد أحمد المهدي بالسودان، والذي ثار على الحكومة المصرية وأنهى سيطرتها على البلاد ما أدى إلى طمع الدول الأوربية في ثروات السودان و تدخلت بريطانيا لتحمي مصالحها بالسودان حيث شُنت حملة عسكرية نتج عنها اتفاقية حكم ثنائي عام 1899 تضمت المناطق من دائرة عرض "22" شمالا لمصر وعليها يقع مثلث حلايب و شلاتين داخل الحدود السياسية المصرية . و لكن في عام 1902 قررت إدارة الاحتلال البريطاني لمصر و السودان وضع منطقة حلايب تحت الإدارة السودانية بزعم امتداد تواجد قبائل البشارية السودانية بها و استمر الامر كذلك الي ان أعلنت السودان استقلالها الكامل عن مصر في عام 1956 في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث اخطرت مصر دولة السودان ان مثلث حلايب يقع ضمن الحدود الجغرافيا المتفق عليها لترسيم الحدود بين الدولتين في اتفاق عام 1820 . و تم تداول القضية امام الأممالمتحدة بعد شكوي السودان عام 1958 من حشد جيش مصر في في هذا المثلث و و قد قبلت مصر تأجيل النزاع و تجمد الامر عند ذلك الي ان تجدد في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حينما أصدرت مصر قرار في عام 1990 يضم منطقة حلايب و شلاتين الي الحدود المصرية مستندة علي الاتفاقيات التاريخية و التي حددت حدود الدولتين . فقامت السودان بتقديم شكوي في مجلس الامن ضد مصر الا ان رد مصر جاء قاطع و مانع بانها ارض مصرية وتقع داخل حدود مصر الدولية وأن الاختصاصات الإدارية الممنوحة للسودان في حلايب لا ترقى لدرجة جعلها أرض سودانية و قد حول الرئيس السوداني اثارة القضية عدد من المرات بعد ذلك خاصا بعد اجراء الانتخابات البرلمانية المصرية في المثلث و أيضا الانتخابات الرئاسية بها . و لا شك ان الرئيس السابق محمد مرسي كان يريد ان يرضي حكومة الرئيس السوداني باعطاء وعود عن إعادة المثلث الي السودان في اطار الانتمائات التي تربط النظامين في ذلك الوقت و تاتي زيارة الرئيس السوداني الأخيرة الي مصر و لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد تصريحاتة عن سودانية حلايب و شلاتين لتهدئة الأوضاع بين البلدين و قد وضع الرئيس السيسي خريطة حلايب و التي تثبت مصريتها خلف مكان الاجتماع لتكون رسالة للرئيس السوداني بانها ارض مصرية مائة في المائة و انة لا مجال للحوار حول هذه القضية . و يبقي السؤال لماذا تحاول السودان الاستيلاء علي هذا المثلث الصغير ... بكل تأكيد توجد ايادي خافية تريد توريط مصر و السودان في نزاع مسلح علي الحدود بين البلدين بجانب ان مدينة شلاتين التي تقع علي بعد 520 كيلو متر جنوب مدينة الغردقة و هو ما يؤهلها ان تكون مدينة سياحية وتجارية كبيرة ويليها قرية أبو رماد علي بعد 110 كيلو مترات ثم حلايب 110 كيلو مترات وتتآخي مع الحدود السودانية ا وتبلغ مساحتها حوالي 41041 كيلو متراً مربعاً بتعداد سكاني حوالي 22158 نسمة معظمهم من قبائل العبابدة والبشارية و بها محمية طبيعية وهي محمية "جبال علبة بمنطقتي أبرق والدنيب علي الشريط الساحلي للبحر الأحمر وأيضاً محمية وادي الجمال شمال مدينة الشلاتين و هي ارض تتوفر بها المياه الجوفية والأمطار مما يؤاهلها للزراعة . كما تحتوي جبالها على كميات هائلة من الذهب و الجرانيت و الحديد والمنجنيز والكروم ومواد البناء مما يؤهل المثلث ان يكون منطقة للجذب السياحي و الصناعي و مصدر للثروة من المعادن الطبيعة لمصر و كان يجب استغلال ذلك من زمن بعيد و عدم اهمالها من الحكومات المصرية المتعاقبة و تلك الثروات هي بكل تأكيد كلمة السر في الصراع السوداني علي حلايب و شلاتين . أخيرا ... زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لمصر تؤكد ان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد الهيبة و القوة للدولة المصرية . كاتب و باحث في الشأن السياسي و القبطي