بدأ السودان اليوم الأحد طرح عملة جديدة بعد أيام من قيام دولة جنوب السودان المستقلة حديثا بإجراء مماثل وذلك في خطوة من المرجح أن تؤدي لتفاقم الخلافات بين الطرفين بشأن التعامل مع التداعيات الاقتصادية الناجمة عن انفصال الجنوب. كان جنوب السودان الذي أصبح أحدث دولة أفريقية في التاسع من يوليو بدأ يوم الاثنين الماضي طرح عملته الجديدة جنيه جنوب السودان مع ربط سعر صرفها عند حد التعادل مع الجنيه السوداني القائم. وقال بنك السودان المركزي اليوم الأحد إنه بدأ طرح ستة مليارات جنيه سوداني جديد للتداول لتحل تدريجيا محل 11 مليار جنيه سوداني قديم. كان البنك قال في وقت سابق إن عملية الإحلال ستستغرق حتى ثلاثة أشهر. وقال محللون إنه من الضروري بالنسبة للدولتين تنسيق جهودهما لتفادي اضطرابات لكن البنك المركزي ومقره الخرطوم قال إنه لم يتم التوصل إلى صفقة مع الجنوب حول ما سيتم عمله بشأن ما بين مليار و1.5 مليار جنيه سوداني قديم متداولة في الجنوب. وقال النور عبد السلام الحلو مساعد محافظ بنك السودان المركزي للصحفيين في الخرطوم عاصمة الشمال إنه لن يتم السماح رسميا للعملة القديمة بدخول البلاد وإن أي دخول للعملة من الجنوب سيعد غير قانوني. وأضاف أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حكومة الجنوب. ووصف البنك المركزي طرح العملة بأنه إجراء احترازي بعد أن أصدر الجنوب عملته في وقت مبكر عما كان متوقعا. ويتراجع الجنيه السوداني في السوق السوداء في الخرطوم منذ أسابيع ويقول اقتصاديون إن تدفقات العملة الصعبة الضرورية لتمويل الواردات ستتراجع مع تراجع عائدات النفط. ويساوي الدولار في السوق السوداء 3.4 جنيه سوداني أو أكثر مقارنة مع سعر الصرف الرسمي البالغ نحو 2.7 جنيه سوداني.