أكد خبراء إعلاميون، على محورية الدور الذى يجب أن يقوم به الإعلام فى الترويج لمشروع قناة السويس الجديدة، واضعين نقاطا تنظيمية لابد أن يتبعها الإعلام فى التعامل مع المشروع، كما أشاد بعض الخبراء بمبادرة الوفد تحت عنوان "احفر مترًا فى القناة" لتشابهها مع رسالة الرئيس السيسى خلال خطابه، فيما اعترض آخرون لعدم احترافية من سيقوم بالحفر. ومن جانبه أكد الدكتور سامى الشريف, رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، أن مشروع قناة السويس من المشروعات القومية الكبيرة التى ستدخل مصر إلى نقلة نوعية، مشيرا إلى الدور الذى يجب أن تقوم به جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها الإعلام من أجل إنجاح هذا المشروع. وأوضح الشريف،على ضرورة أن يقوم الإعلام بالترويج للمشروع من خلال حث المصريين على المشاركة فى شراء الأسهم والسندات، ومحاولة "قتل" الاشاعات التى يروجها البعض عن المشروع وعدم التركيز على العيوب وتفخيمها، وأضاف أنه على الإعلام أن يدرك أنه فى معركة حقيقية وأن يتصدى للتحديات الكبيرة التى تواجهه من جانب إسرائيل وقوى عظمى لا تريد الاستقرار لمصر. فيما حذر, رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق, من تهويل بعض الوسائل الإعلامية من عائد المشروع وكانت مصر ستتحول بعدها إلى دولة عظمى، مؤكدا أن المشروع كبير وسيفيد مصر فى جوانب كثيرة ولكنه لن يحل جميع المشكلات التى تواجه مصر الآن، منبها أن بعض الوسائل التى تقوم بذلك نفاقا للرئيس السيسى أو ركوبا للموجة وتؤثر ذلك بالسلب على المشروعات القومية التى يقوم بها الرئيس. "احفر مترًا فى القناة" وعلى جانب آخر أشاد الكاتب الصحفى يحيى قلاش، المتحدث باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير وعضو نقابة الصحفيين, بمبادرة "احفر مترا فى القناة" التى أطلقها الوفد، موضحا أن أهمية تلك المبادرة تكمن فى توصيل رسالة بأن الشعب المصرى قد حفر القناة فى عهد السخرة ويستطيع أن يحفر قناة السويس الجديدة بسواعده، وذلك استجابة لمبادرة الرئيس السيسى الذى أراد توصيلها فى خطابه بأن المصريين هم أصحاب القناة الحقيقيون بعد أن استردوها فى عام 1956. وطالب قلاش، بألا تظهر مبادرة الوفد للمشروع الجديد بأنها مجرد مشروع هندسى أو فنى، ولكن لابد أن تتحول تلك المبادرة إلى مشروع قومى يلتف حوله جميع المصريين، متمنيا أن يحذو باقى الأحزاب حذوه وأن يطرحوا أفكارا جديدة تعمل على نهضة الوطن، مضيفا أن الأحزاب والقوى السياسية تمتلك قوى إعلامية تستطيع استخدامها فى الترويج للفكرة. وأشار عضو نقابة الصحفيين، إلى أن الإعلام قوة جبارة لا تقل أهمية عن الجيش فى الدفاع عن الوطن وعن ثوريته، ولكن بعض الوسائل الإعلامية أصبحت عاملا من عوامل شعور الشعب بالقلق لذلك وجب عليها أن تغير من الخريطة التنظيمية لها، مناشدا الإعلاميين التعامل مع المشروعات والقرارات وفقا لجوهرها الحقيقى وأن يقوم بعمل "التعبئة" اللازمة لكثير من القرارات السياسية المهمة التى تعمل على بناء مصر، مثل مشروع محور قناة السويس. وأوضح الدكتور سامى عبدالعزيز، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن مشروع قناة السويس بحكم ضخامته يحتاج إلى خطة تسويقية وترويجية على ثلاثة مستويات، أولها عالمية من خلال دعوة الشركات والمستثمرين الأجانب من أجل توضيح المزايا العظمى للمشروع، وخطة إقليمية تعتمد على استثمارات الشركات العربية فى مشروعات تنمية قناة السويس. وأضاف عبدالعزيز، أنه على الإعلام أن يقوم بعمل خطة تسويقية محلية تهدف إلى دعوة المصريين للمساهمة فى هذا المشروع العملاق، منبهاً على أن الجهود المتناثرة من أشخاص غير متخصصين فى حفر القناة لا تفيد لأن هذا العمل احترافى يوكل لفريق عمل متفرغ يلتزم بفكرة محورية كبيرة.